لم يستطع رجال الأمن في الإسماعيلية فعلياً اقتحام المسرح، لم يصمد فعلهم الصبياني الهشّ، لسبب بسيط، أنهم لم يمتلكوا القدرة علي تقديم فكرة أو الدفاع عن قضية.. مجرد فعل مجاني خاو، مجرد سطو صغير لجماعة من الفتوات والبلطجية.. لم تمتلك قوات أمن الإسماعيلية سؤال القرن التاسع عشر، لنقول إن الرجعية الأصولية تُناهض المسرح، ولم تمتلك قوات الأمن أخلاق شباب مايو 1968 في فرنسا، حين احتلوا مسرح "الأوديون" في باريس، معلنين أن (الخيال استلم السلطة).. بين اقتحام الرجعية الأصولية لمسرح أبوخليل القباني في دمشق بالقرن التاسع عشر، واقتحام الرجعية الأمنية لمسرح قصر ثقافة الإسماعيلية قبل أسبوع، مساحة لتأمل حجم التردي.. كان ذلك سؤال القرن التاسع عشر، حين شدّ الشيخ "سعيد الغبرا" الرحال إلي الباب العالي العثماني، رافعاً احتجاجه وتوقيع 26 شيخاً من رجال الدين لإبطال البدع التي ظهرت في الشام، فأصدر السلطان عبد الحميد إرادته بمنع التمثيل العربي في سوريا..!! ورغم أن مسرحيات القباني، لم تكن تُشكّل خروجاً أو تمرّداً فكريّاً علي الثقافة السائدة والمحافظة في ذلك الوقت، إلا أن فكرة المسرح تنطوي علي فعل مغاير وحر، يصطدم بالضرورة مع كل سلطة، فن لا يتواطأ ولا ينكسر.. هكذا وقف شيوخ دمشق أمام مسرح القباني، باعتباره بدعة، فكان أن حمل مسرحه إلي القاهرة.. في الإسماعيلية لم يقف رجال الدين ضد المسرح، لم يخرج المتشددون بجنازيرهم لإغلاق المسرح، كما سبق وحدث قبل سنوات في أسيوط.. ما حدث أن رجال الأمن، ورجال القانون هم الذين شنّوا هجماتهم، بحضور سُلطوي مخيف، فقد حرص علي حضور مشهد الاقتحام مدير أمن الإسماعيلية، ومدير العمليات، ونائب وزير العدل، وفريق من شركة "المقاولون العرب" للقيام بفكّ مقاعد المسرح وتجهيزاته استعداداً لتحويله إلي قاعة محكمة، وهو ما رفضه بقوة مدير قصر الثقافة. لا نستطيع الحديث عن خلاف فكري، أو صراع إيديولوجي، فالمسرح في أشدّ حالاته تراجعاً، ليس في الإسماعيلية وحدها، ولكن في كل المحافظات المصرية.. والأمن أيضاً في أشدّ حالاته انحطاطاً وتردياً.. لا أحد يُخيف أحداً، ولا أحد يُصارع أحداً.. معركة خاوية أقرب إلي معارك الفتوّات والبلطجية، استعراض للقوة، وتسييد لقانون الغاب، وفي مشاركة وزارة العدل في عملية الاقتحام دلالة فاضحة علي حجم التردي والانهيار، وعلي وضعية القانون الذي يحكم بالقوة لا بالعدل. المعركه خاوية لأنها خارج الثقافة، وخارج الفكر، وخارج المسرح،وخارج الموقف أيضا محض سطو واستيلاء، لا يُدافع عن فكرة، ولا يبحث عن قضية، أو لا يمتلك قضية، لهذا السبب تحديداً سقط الفعل بسهولة، عجز مشهد القوة أن يخيف أحداً. سلطة فقدت صوابها، غير قادرة علي إدراك الفارق بين (الوهم) و(الخيال)، فراحت تقتحم المسرح بمظنة أنه فضاء خاو، مجرد (وهم) غير مدركة لحقيقة يدركها المسرحيون، أن (الخيال استلم السلطة). لا أحد يُخيف أحداً، ولا أحد يُصارع أحداً.. معركة خاوية أقرب إلي معارك الفتوّات والبلطجية، استعراض للقوة، وتسييد لقانون الغاب. لم يستطع رجال الأمن في الإسماعيلية فعلياً اقتحام المسرح، لم يصمد فعلهم الصبياني الهشّ، لسبب بسيط، أنهم لم يمتلكوا القدرة علي تقديم فكرة أو الدفاع عن قضية.. مجرد فعل مجاني خاو، مجرد سطو صغير لجماعة من الفتوات والبلطجية.. لم تمتلك قوات أمن الإسماعيلية سؤال القرن التاسع عشر، لنقول إن الرجعية الأصولية تُناهض المسرح، ولم تمتلك قوات الأمن أخلاق شباب مايو 1968 في فرنسا، حين احتلوا مسرح "الأوديون" في باريس، معلنين أن (الخيال استلم السلطة).. بين اقتحام الرجعية الأصولية لمسرح أبوخليل القباني في دمشق بالقرن التاسع عشر، واقتحام الرجعية الأمنية لمسرح قصر ثقافة الإسماعيلية قبل أسبوع، مساحة لتأمل حجم التردي.. كان ذلك سؤال القرن التاسع عشر، حين شدّ الشيخ "سعيد الغبرا" الرحال إلي الباب العالي العثماني، رافعاً احتجاجه وتوقيع 26 شيخاً من رجال الدين لإبطال البدع التي ظهرت في الشام، فأصدر السلطان عبد الحميد إرادته بمنع التمثيل العربي في سوريا..!! ورغم أن مسرحيات القباني، لم تكن تُشكّل خروجاً أو تمرّداً فكريّاً علي الثقافة السائدة والمحافظة في ذلك الوقت، إلا أن فكرة المسرح تنطوي علي فعل مغاير وحر، يصطدم بالضرورة مع كل سلطة، فن لا يتواطأ ولا ينكسر.. هكذا وقف شيوخ دمشق أمام مسرح القباني، باعتباره بدعة، فكان أن حمل مسرحه إلي القاهرة.. في الإسماعيلية لم يقف رجال الدين ضد المسرح، لم يخرج المتشددون بجنازيرهم لإغلاق المسرح، كما سبق وحدث قبل سنوات في أسيوط.. ما حدث أن رجال الأمن، ورجال القانون هم الذين شنّوا هجماتهم، بحضور سُلطوي مخيف، فقد حرص علي حضور مشهد الاقتحام مدير أمن الإسماعيلية، ومدير العمليات، ونائب وزير العدل، وفريق من شركة "المقاولون العرب" للقيام بفكّ مقاعد المسرح وتجهيزاته استعداداً لتحويله إلي قاعة محكمة، وهو ما رفضه بقوة مدير قصر الثقافة. لا نستطيع الحديث عن خلاف فكري، أو صراع إيديولوجي، فالمسرح في أشدّ حالاته تراجعاً، ليس في الإسماعيلية وحدها، ولكن في كل المحافظات المصرية.. والأمن أيضاً في أشدّ حالاته انحطاطاً وتردياً.. لا أحد يُخيف أحداً، ولا أحد يُصارع أحداً.. معركة خاوية أقرب إلي معارك الفتوّات والبلطجية، استعراض للقوة، وتسييد لقانون الغاب، وفي مشاركة وزارة العدل في عملية الاقتحام دلالة فاضحة علي حجم التردي والانهيار، وعلي وضعية القانون الذي يحكم بالقوة لا بالعدل. المعركه خاوية لأنها خارج الثقافة، وخارج الفكر، وخارج المسرح،وخارج الموقف أيضا محض سطو واستيلاء، لا يُدافع عن فكرة، ولا يبحث عن قضية، أو لا يمتلك قضية، لهذا السبب تحديداً سقط الفعل بسهولة، عجز مشهد القوة أن يخيف أحداً. سلطة فقدت صوابها، غير قادرة علي إدراك الفارق بين (الوهم) و(الخيال)، فراحت تقتحم المسرح بمظنة أنه فضاء خاو، مجرد (وهم) غير مدركة لحقيقة يدركها المسرحيون، أن (الخيال استلم السلطة).