علي طريقة "أوبيرتات" التليفزيون المناهضة للإرهاب والفتن الطائفية أعلن اتحاد الناشرين مؤخراً عن إعداده لقائمة سوداء تضم أسماء المطابع ودور النشر التي تزور الكتب حتي يمنعها من المشاركة في أي معرض قادم! وعلي رأس هؤلاء يأتي سور الازبكية المتهم الأول والدائم. صحيح لا أحد ينكر أن الظاهرة تفشت، وربما زادت عن الحد. لكن هل يتصور أعضاء الاتحاد أن قائمتهم ستحل المشكلة؟ وإذا كانوا يملكون قائمة فعلا ب"مطابع بير السلم" فلماذا لا يقدمونها إلي مباحث المصنفات الفنية والأجهزة الرقابية المختصة؟ خاصة وان كل الدلائل تشير إلي أن هناك أصابع داخليه هي التي تسرب الكتب من داخل المطابع ودور النشر، والدليل كتاب هيكل الأخير الذي ظهرت طبعتيه الأصلية والمزورة في اليوم نفسه! الطريف أن الاتحاد يدرس أيضا مخاطبة الأزهر لإصدار فتوي بتحريم تزوير الكتب، ألا يعرف أعضاء الاتحاد أن هناك طبعات مزوره من المصحف نفسه! ألم يكن من الأجدر مثلا مناقشة قيمة التخفيض الذي يقدمه الناشر للبائعين والمكتبات، أو حتي إصدار "طبعات شعبية" من الكتب الأعلي مبيعا، وهي ليست بدعة بل شيء معروف ومعمول به في كبري دور النشر في العالم، فإذا كان هناك قارئ حقيقي يسعي وراء الكتاب، فلماذا لا تفكر دور النشر في وسيلة للوصول إليه بدلا من محاربة طواحين الهواء؟ يحدث هذا في مصر بينما يتسائل العالم الآن: هل بتنا نحتاج إلي الناشر أصلا؟