الثقافة الشعبية، والحركات النسائية، والاقتصاد، موضوعات خضعت لدراسات متأنية وصدر عنها مجموعة كتب لباحثين متخصصين، سواء أجانب أو مصريين، استأثر قسم النشر بالجامعة الأمريكية منها بالنصيب الأكبر سواء كان مترجما عن العربية أو مكتوبا باللغة الإنجليزية، مؤخرا أصدرت الجامعة ثلاثة كتب أولها "المواطنين المصريين العاديين ابتكار دولة حديثة من خلال الثقافة الشعبية من سنة1870 إلي سنة 1919" كتبه زياد فهمي الأستاذ المساعد في تاريخ الشرق الأوسط بقسم دراسات الشرق الأدني في جامعة كورنيل. يشرح من خلاله كيف تم تزييف الشعور بالهوية الوطنية خلال السنوات الأولي من الاحتلال البريطاني، والدور الذي قامت به الثقافة الشعبية حيث كان لها دور فعال أكبر من مجرد التسلية تمثل في خلق دولة، حين كانت الأغاني والإسكتشات الكوميدية والمسرحيات والشعر كلها تفتح مجالا للنقاش والجدال حول الهوية الوطنية، بالإضافة لكونها منفذا لمقاومة البريطانيين والنخبة الحاكمة. ويبحث الكتاب كيف انه منذ سبعينيات القرن التاسع عشر وحتي عشية ثورة 1919 قدمت وسائل الإعلام والثقافة الشعبية للمصريين من العامة إطار للبناء والجدال حول الهوية الوطنية الحديثة، استطاع الباحث في هذا الكتاب تحويل التركيز النمطي للدراسة بعيدا عن النخبة المثقفة من أجل فهم التسييس السريع للطبقات الوسطي، والاقتراب من أنصاف المتعلمين و جماهير الأميين بالمناطق الحضرية علي نحو أكمل داخل السياق التاريخي، وتقديم مفهوم "وسائل الإعلام الرأسمالية". الكتاب الثاني هو"نحو خدمات أكثر فاعلية في مصر" لهناء خير الدين أستاذ علوم الاقتصاد بجامعة القاهرة، ونجلاء الأهواني أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، و فيه تناولا بالبحث مجالات مختلفة من قطاع الخدمات التي تقود القدرة التنافسية للبلاد باعتبارها مطلب أساسي من أجل بناء اقتصاد قوي، منها إصلاح السياحة، والبناء، وتكنولوجيا المعلومات، والتوزيع بالجملة و التجزئة، وإنشاء الطرق، والخدمات المصرفية. وفي كتاب "الثورة النسائية الحركة النسائية، الحداثة، الدولة في مصر عبد الناصر" قدمت لورا بيتر الأستاذ المساعد للتاريخ بمعهد جورجيا للتكنولوجيا تحليل للحركة الثورية النسائية كمنهج تفكير وممارسات سياسية ودولية، مع تصوير الارتباط بين المشاريع القومية المدنية التي ظهرت خلال الخمسينات مع السياسات الإسلامية الحالية بين الجنسين، كشفت من خلالها المؤلفة كيف أن النقاش حول التعليم والزواج، والأمومة المستنيرة فضلا عن ارتداء الحجاب، والعمل، وغيرها يخلق فرص لإعادة النظر حول العلاقة بين الحداثة والحالة النسائية، وبناء الدولة قبل الاستعمار، ألقت الباحثة الضوء عل المحاولات التي بذلتها النخبة السياسية تحت حكم عبد الناصر لتحويل المرأة المصرية إلي موضوع قومي، في محاولات لصياغة امرأة مصرية وتمكين المرأة بينما هي مقيدة بمفاهيم التفرقة بين الجنسين، والتحرر و القوامة. أما كتاب "متصل من القاهرة" :نمو الكوزموبوليتان بالشرق الأوسط الحديث" لمارك آلان بيترسون الأستاذ المشارك في الدراسات الأنثروبولوجية و الدولية بجامعة ميامي، فغاص خلاله في هويات طبقة النخبة الجديدةبالقاهرة، واستنتج أن طبقة أو فئة الكوزموبوليتان هي في الواقع شكل من أشكال رأس المال الإجتماعي، يتطلب من أصحابه استهلاك سلع مجلوبة من الخارج أو مرتبطة في أذهان العامة بانتمائها إلي أماكن أكثر عصرية، حيث قام بسلسلة من الدراسات في هذا السياق في مجلات الأطفال، المدارس الخاصة، الأفلام الجماهيرية، مقاهي ومطاعم الوجبات السريعة، ولأنه يصف الممارسات الاجتماعية بأنها تخلق هوية الطبقة أو الفئة من الناس، تتبع تلك الممارسات منذ الطفولة حتي البلوغ مع اختبار كيف يتقاطع الذوق و المستوي مع تغير النظام التعليمي والتحرر الاقتصادي، كاشفا مدي قلق كثير من القاهريين الكوزموبوليتان من هويتهم الجديدة.