دلفينا غولدراسينا الزهيرة الغضة للقصيدة الأرجنيتية المعاصرة حياتها علي هذه الأرض لم تتعد الستة عشر ربيعا ( ولدت في 12/9/0991 وتوفيت في حادثة سير فاجعة صحبة 16 زميلة وزميلا في المدرسة التي كانت تدرس بها) . في السادسة من عمرها كتبت قصائد مدهشة مندهشة من ضمنها هذه الأبيات: الأزهار التي تصيح في وجه الصمت/ مثل الأشجار التي تقذف وجه الصمت بالصيحات وفي سن الثامنة ظهرت قصائدها في مختارات شعرية للشعراء الشباب ( منشورات LA FLOR). وفي عام 2002 نشرت لها مجموعة قصائد في مجلة LA GUILLOTINA الشعرية. حصلت علي جوائز شعرية من معاهد ثانوية عديدة، ومن النادي البحري لسان إسيدرو SAN ISIDRO حيث مارست رياضة الزوارق الشراعية كما كانت عضوا في فريق السباحة التابع للنادي. شاركت في قراءات شعرية عديدة في بيت الشعر في مسرح سار مارتين، جار بيلار، جمعية الشعراء الأرجنتينيين. بعد عام علي وفاتها، جمع أثرها الشعري الكامل في كتاب شعري نشر في 170 صفحة بعنوان " زمن زائل" مع صورة غلاف من إبداعها . وذلك عن دار النشر " كراول" وبدعم من وزارة الثقافة الارجنتيية (الدائرة الثقافية المستقلة لمدينة بوينس أيرس) في المقدمة التي كتبها الشاعر الأرجنتيني ليوبولدو كستيجو للكتاب نقرأ: " عندما عرفت ديلفينا غولدرسينا للمرة الأول كانت تنظر وتبتسم كما لو كانت حديثة عهد بالظهور. حيثما وُجدت كان حضورها شبيها بنافذة تشرع فجأة، بفضاء ينفتح للتو، ذلك أنها كانت كائنا مصنوعا من نور ذكاء خالص. توفيت في سن السادسة عشرة مع مجموعة من المراهقين والمراهقات من أترابها وكانوا عائدين مع أستاذتهم من منطقة CHACO شاكو، من مدرسة صغيرة حيث تقاسموا فيها عطايا تلك الأرض. قبل أربع سنوات من رحيلها حاول الموت اصطيادها في أرض الثلج بيد أنها أفلتت منه. دلفينا كانت علي صفاء بصيرة كبير. كانت واعية بهذا الترصد عندما كتبت: " عندما أردت القبض علي ضوئي الأسود / توقف وجودي لم أعد من كنتها من قبل/ والآن أنا الشجرة سيرتها الكاملة مكتوبة في قصائدها. لذلك، ربما، كان لها ذلك التمرد الصغير والاستدامة التي لا تنسي لأغنية استثنائية. عن أبيها خوان، ورثت الشغف بالحقول والطرقات. عن أمها كريستينا دومنيش الشاعرة أيضا، ورثت عشق الكلمات. لم يمنحها الزمن ما يكفي من زمن للفكاك من أسرارهن. منذ حداثة عهدها بالمجيء من العماء اشتعلت داخل لغزهن مسحورة، فمضت تتوالد وتتوالد... هنا، في هذا الكتاب تجدون مقاطع من ذلك التوهج الشمسي العجيب، فورانا مضاء بحلم العالم. لقد ماتت طفلة شاعرة. تركتنا حزاني. تركتنا نغني"