الشاعر والصحفي الإسرائيلي "بِني تسيفَر"، والمتخصص في الشأن المصري، أفرد مقاله الأخيرة بمدونته علي موقع هاآرتس للشكوي من أسلوب تعامل الصحافة الإسرائيلية مع سرقة لوحة "زهرة الخشخاش" في مصر. بدأ الشاعر مقاله بالقول إن هذا الأسلوب يعكس استخفافاً شديدا بالشئون المصرية: "هذا الاستخفاف الخفي بمصر يظهر بشكل صارخ في كل الأخبار المنشورة في الصحف الإسرائيلية عن سرقة اللوحة. في الأخبار التي قرأتها بالصحف الأوروبية، كانت الصورة مختلفة تماما. مراسل "الجارديان" أو "البي بي سي" عبرا عن الكثير من التحفظات فيما يخص حقيقة أنه قد حدثت سرقة بشكل عام، وبشكل خاص، فيما يتعلق بكونها لوحة حقيقية لفان جوخ، وليست نسخة منها، أو أنها من عمل فنان مجايل لفان جوخ." "لو كانت سرقة كبري قد حدثت في إيلات مثلا، أو في مطولة، ألم يكن ليتم إرسال مراسل للمكان لأجل توثيق المعلومات؟ ولكن إلي مصر لا يحدث هذا، لأن مصر تبدو للإسرائيليين، بمن فيهم صحفيوها، كمكان غير واقعي يقع خلف بحر الظلمات، أرض ألف ليلة وليلة التي تحدث فيها العجائب، وهذه السرقة هي واحدة من هذه العجائب." ويفجر مفاجأته: "زرت كثيراً متحف محمود خليل، المقام في فيلا فاتنة بحي الدقي، والتي كانت في الماضي مسكناً للرؤساء المصريين. لديّ قصص رائعة وتوقف شعر الرأس عن هذه الفيلا والمتحف، وعن محمود خليل، وزوجته الفرنسية الأولي، إميليان، والتي أوصت بالبيت وبمجموعة صور المرحوم زوجها لتؤول إلي الحكومة المصرية، فقط نكاية بزوجة زوجها الثانية، حيث أرادت بالطبع حرمانها من الإرث." وأضاف مشككاً في كون اللوحة أصلية: "كان هناك مدير أملاك لعائلة خليل. يهودي اسمه موصيري. وأراد موصيري هذا الحصول علي نصيب من كل الصراعات العائلية حول المجموعة، وليس مستبعداً أن يكون قد أخذ بعضاً من اللوحات الأصلية، إن لم يكن أغلبها، ووضع نسخاً منها في الأطر الأصلية، أما اللوحات الأصلية فأخذها معه عندما اضطر لترك مصر أيام ناصر. هذا احتمال أيضاً. علي أي حال، في واحدة من زياراتي لمتحف محمود خليل رافقتني ناقدة فنية إسرائيلية من الدرجة الأولي، وهي أستاذة من جامعة تل أبيب متخصصة في الرسم الفرنسي بنهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين. وقفنا بجانب لوحة فان جوخ وقالت لي بصراحة إن هذا ليس فان جوخ ولا شيء، وإنما شخص ما آخر، ربما من عمل رسام كان قريباً من فان جوخ." "بعدها سمعت ملاحظة ذكية أيضاً عن هذه التزويرات من قبل خبير آخر في الفن، من جامعة حيفا. قال أن رسومات فان جوخ تنقسم لثلاثة أقسام - 1- رسومات فان جوخ - 2- رسومات يشتبه في كونها لفان جوخ - 3- رسومات من المؤكد أنها ليست لفان جوخ، ومع كل هذا فحتي هي، التي ليست لفان جوخ، تندرج في قسم "رسومات فان جوخ."