ما زالت الصحف وكثير من الكتّاب مصرين علي أن اللوحة التي سرقت من متحف محمود خليل تدعي (زهرة الخشخاش) علي الرغم من أن اسم اللوحة (زهور الخشخاش) أو كما دعاها الدكتور عبد المنعم سعيد (أزهار الخشخاش).. وبالرغم من أنه تفضل واستعرض التسمية الخاطئة (زهرة) وانتشارها غير المسبب، ما تزال الغالبية تستخدم التسمية الخاطئة حتي جريدة الأهرام نفسها والتي نشر بها مقال الدكتور سعيد، وبعد نشر المقال، وردت أخبار جديدة عن سرقة اللوحة تحت مسمي (زهرة الخشخاش)!! والأكثر غرابة هو مقال الأربعاء الماضي لمحمد سلماوي بجريدة الأهرام والذي زاد من (لخبطة) معلومات القراء عن اللوحة المسروقة.. وعلي الرغم من أنني لا أحب التعليق علي مقال بعينه ولكن (المغالطات) التي ذكرها الأستاذ سلماوي فيها هجوم كبير علي المعلومات التي تتناقلها وكالات ومواقع أنباء عالمية.. مما يستفز المهتمين من أمثالي للبحث فيها.. يذكر الكاتب أن اللوحة لا تدعي زهرة ولا أزهار الخشخاش، وأن اسمها (آنية وزهور).. والحقيقة أن للوحة اسمين (أزهار الخشخاش) و(آنية وزهور) وإذا كانت مشهورة باسمها الثاني الذي ذكره الكاتب في فرنسا فاسمها الأكثر شهرة بالانجليزية هو (Poppy Flowers) ومعروف أن كلمة (Poppy) هي اسم آخر للخشخاش أو (Opium).. وهذا الاسم للوحة مذكور في كل المواقع التي تتحدث عن اللوحة وعن أخبار السرقة باللغة الانجليزية وفي الويكيبيديا أيضا.. واحتوي المقال أيضا علي أن اللوحة لا تساوي 55 مليون دولار علي حد قول الكاتب.. فكم تساوي؟ لم يذكر.. بل ذكر أن سعر اللوحة كما (قدرته جهات التأمين الفرنسية.. منذ 16 عاما) كان 55 مليون دولار.. ولم يذكر كم يبلغ سعرها الآن.. وعلي الرغم من ذلك فإن مواقع إخبارية عالمية كثيرة جدا جدا لم تذكر سعرا للوحة المسروقة إلا 50 أو 55 مليون دولار.. ومنها مواقع تخص الفن واللوحات وأخري لها مصداقيتها العالمية في تحري الحقائق لا مجرد نقل الأخبار مثل: ال«بي بي سي»، والإم إس إن بي سي، وول ستريت جورنال، والديلي ميل وكلها ذكرت أن ثمن اللوحة 50 مليون دولار، بينما ذكرت بلومبرج أن ثمنها 55 مليون دولار.. ثم يعترض سلماوي علي القول بأنها أغلي لوحات المتحف علي الرغم من أن أحدا لم يقل هذا، بل نشرت جريدة روزاليوسف أن بالمتحف لوحات أكثر قيمة من التي سرقت.. ويقول إن رواية يوسف إدريس خاطئة، وربما تكون كذلك.. ويقول إن سرقات اللوحات تنتشر في العالم كله بالرغم من وجود أجهزة المراقبة والكاميرات وأنها كلها ليست معطلة وتعمل بشكل صحيح، ومع هذا تتم السرقات.. ولكن هذا ليس عذرا لسرقة لوحتنا نحن أولا، وأخيرا لأننا لم نقم بواجبنا في حمايتها.. التسمية التي نادي بها الدكتور سعيد إذا ليست خاطئة فاللوحة هي (أزهار الخشخاش).. والأهم هو أن انتشار التسمية الخاطئة كشف -كما قال سعيد- بأن علاقتنا بالفن واهية بل تكاد تكون منعدمة.. وعن تساؤل سعيد عن عدد من رأوا اللوحة من المصريين فهو ضئيل جدا جدا لأن زوار المتحف من المصريين وقت أن زرته كانوا أسرتين منهما أسرتي.. وفات علي الكاتبين ربما عن غير عمد أن يذكرا حادثة كسر تمثال كيوبيد وقت هجوم الصحفيين علي المتحف بعد السرقة وعلاقة هذا الأمر بمعلوماتنا عن آداب وأصول زيارة المتاحف.. ويبقي السؤال الأهم بلا إجابة: هل من أخبار جديدة حول اللوحة أو حول تداعيات سرقتها؟