نقيب الصحفيين: قرار الأوقاف بمنع تصوير الجنازات يعتدي على الدستور والقانون    بالصور.. توريد 300 ألف طن قمح إلى صوامع الوادي الجديد    لابيد: حكومة نتنياهو ستسقط ودولة إسرائيل ستنهض    علي السيد: الإعلام الإسرائيلى يروج أكاذيب عن مصر لإحداث بلبلة    تأزم موقف "أبها موسيماني" في الدوري السعودي بالسقوط بخماسية أمام الأهلي    «قلبي سيبقى في الأنفيلد دائمًا».. كلوب يُودع جمهور ليفربول بكلمات مؤئرة    نانت الفرنسي يستبعد مصطفى محمد من مباراة موناكو لرفضه ارتداء هذا القميص    اجتماع عاصف بين لابورتا وتشافي في برشلونة    نوران جوهر تتوج ببطولة CIB العالمية للإسكواش    بسبب الحر.. حريق يلتهم 3 حظائر ماشية بالمنوفية (صور)    رقصة رومانسية بين سامح يسري وابنته من حفل زفافها    أستاذ علوم فضاء تكشف تفاصيل العثور على نهر مفقود بجانب الأهرامات    دنيا وائل: «بحب أتكلم عن الوحدة في الأغاني واستعد لألبوم قريبًا» (فيديو)    تعرف علي حكم وشروط الأضحية 2024.. تفاصيل    «مش ميكروب».. حسام موافي يكشف العلاقة بين البطيخ والإسهال (فيديو)    واشنطن بوست: أوكرانيا تصارع الزمن قبل برد الشتاء لإصلاح شبكة الطاقة المدمرة    تفاصيل مسابقات بطولة البحر المتوسط فى الإسماعيلية بمشاركة 13 دولة    ميلان يتأخر أمام تورينو بثنائية في الشوط الأول بالدوري الإيطالي.. فيديو    فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي.. فيديو    السكة الحديد تعلن تشغيل قطارات إضافية استعدادا للعيد.. تبدأ 10 / 6 / 2024    الاتحاد الأوروبى يدين هجومًا استهدف أجانب فى أفغانستان    مالديف مصر بمرسى علم.. تعيش فيها عروس البحر والدلافين والسلاحف.. شوف الجمال    الإسكان: استكمال رصف محور كليوباترا الرابط بين برج العرب الجديدة والساحل الشمالى    أستاذ قانون عن عدم تقدم العرب بدعوى ضد إسرائيل في "العدل الدولية": تكتيك عربى    مكتب نتنياهو: إذا كان جانتس يفضل المصلحة الوطنية يجيب عن الأسئلة الثلاثة    4 أبراج أساتذة فى حل المشاكل العاطفية.. الجدى والحمل الأبرز    تنفيذ 31 قرار غلق وتشميع لمحال وحضانات ومراكز دروس خصوصية مخالفة    وزارة الحج: دخول السعودية بتأشيرة عمرة لا تمكن حاملها من أداء الحج    اشتباكات بالأيدي بين نواب البرلمان العراقي في جلسة انتخاب رئيس البرلمان    الأطعمة المصنعة السبب..الإفراط في الملح يقتل 10 آلاف شخص في أوروبا يوميا    صحتك بالدنيا.. لطلاب الإعدادية.. هدى أعصابك وزود تركيزك فى فترة الامتحانات بأطعمة مغذية.. وأخطاء غذائية شائعة تجنبها فى الموجة الحارة.. كيف تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على قلبك؟.. طرق الوقاية    جامعة طنطا تعالج 6616 حالة بالقرى الأكثر احتياجا ضمن "حياة كريمة"    مطالبة برلمانية بكشف سبب نقص ألبان الأطفال    قبل مناقشته ب«النواب».. «الأطباء» ترسل اعتراضاتها على تأجير المستشفيات لرئيس المجلس    تراجع كبير في أسعار السيارات بالسوق المحلية.. يصل ل500 ألف جنيه    أدعية مستحبة خلال مناسك الحج.. تعرف عليها    رئيسا روسيا وكازاخستان يؤكدان مواصلة تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين    مدير «القاهرة للدراسات الاقتصادية»: الدولة تسعى لزيادة تمكين القطاع الخاص    وزير الأوقاف يوجه الشكر للرئيس السيسي لاهتمامه بعمارة بيوت الله    مهاجم الترجي السابق يوضح ل "مصراوي" نقاط قوة وضعف الأهلي    وزير التعليم: التكنولوجيا يجب أن تساعد وتتكامل مع البرنامج التعليمي    مصير تاليسكا من المشاركة ضد الهلال في نهائي كأس الملك    شركات السياحة تنهي استعدادها لانطلاق رحلات الحج    إطلاق أول صندوق للطوارئ للمصريين بالخارج قريبًا    نموذج إجابة امتحان اللغة العربية للصف الثالث الإعدادي محافظة الجيزة    وزير التعليم ومحافظ بورسعيد يعقدان اجتماعا مع القيادات التعليمية بالمحافظة    «الأوقاف» تفتتح 10 مساجد بعد تجديدها الجمعة المقبلة    هام لطلاب الثانوية العامة.. أجهزة إلكترونية ممنوع دخول لجان الامتحان بها    حبس المتهم بسرقة مبالغ مالية من داخل مسكن في الشيخ زايد    مصرع طفلة دهستها سيارة "لودر" في المرج    فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة يحتل المرتبة الثالثة في شباك التذاكر    8 تعليمات مهمة من «النقل» لقائدي القطارات على خطوط السكة الحديد    محافظة القاهرة تنظم رحلة ل120 من ذوي القدرات الخاصة والطلبة المتفوقين لزيارة المناطق السياحية    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    جهود قطاع أمن المنافذ بوزارة الداخلية خلال 24 ساعة فى مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية    "الإسكان": غدا.. بدء تسليم أراضي بيت الوطن بالعبور    ما حكم الرقية بالقرآن الكريم؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل: ينبغي الحذر من الدجالين    الفصائل الفلسطينية تعلن قتل 15 جنديا إسرائيليا فى حى التنور برفح جنوبى غزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الزلزال
رواية النبو|ءات
نشر في أخبار الأدب يوم 22 - 08 - 2010

تتلمذ جيلان علي الأقل من الروائيين العرب علي يدي نجيب محفوظ المولود سنة 1911 ومضي الكثير منهم في الطريق الذي افتتحه هذا الكاتب العالمي برواياته الرائدة، مواصلين رحلة استكشاف عوالم الوعي المحدث للنماذج المنحازة إلي الجديد والداعية إليه، سواء في تعاقب ظهورها عبر التجليات المختلفة لعمليات التحديث، أو تتابع تولد رؤاها الإشكالية في صراعها مع شروط الضرورة في مجتمعاتها لكن لم يلتفت إلا أقل القليل منهم إلي أهمية متابعة استكشاف الوعي التقليدي للنماذج المعادية للجديد، والغوص عميقا في أبنية الثوابت التي يأبي هذا الوعي أن يفارقها، وإلقاء الضوء علي الدوافع العميقة للنفور من الاختلاف أو المغايرة أو الاجتهاد وأهم من ذلك كله، التحليل الإبداعي لآليات الاستجابة العدائية التي يمكن أن تنقلب إلي عنف عارٍ إزاء متغيرات التقدم وتحديات التطور، ومن ثم الكيفية التي يتحول بها نموذج المثقف التقليدي إلي نموذج المتطرف الديني الذي أصبح يؤرق مستقبل الدولة المدنية .
والطاهر وطّار الروائي واحد من الروائيين العرب القلائل الذين حاولوا تدارك هذا الجانب في عوالم الرواية العربية، منذ حوالي ثلاثين عاما وكان ذلك حين أصدر روايته «الزلزال» التي فرغ من كتابتها في شهر سبتمبر 1973 ونشرها للمرة الأولي عن دار العلم للملايين في بيروت سنة 1974 ، والمرة الثانية عن الدار الوطنية للنشر والتوزيع بالجزائر سنة 1976 وتكمن أهمية هذه الرواية في أنها الرواية العربية الوحيدة التي تصوغ فيما أعلم نموذجا بشريا دالا من نماذج الشخصيات المعادية للتقدم، وتغوص في مكونات وعي هذا النموذج، ساعية إلي تقديم رؤيته المعادية للتغير في حَدِّ الرفض للجديد، كاشفة عن الآلية التي يتحول بها المثقف التقليدي إلي متطرف ديني، داخل شبكة من العلاقات التي يقترن بها هذا التحول وينتج عنها وذلك كله من منظور البطل الذي يتدفق وعيه في تفجرات محسوبة روائيا، سواء في كشفها عن الدوافع المتباينة التي ينطوي عليها، أو العوامل السياسية الاجتماعية التي أدّت إلي تكوين وعيه علي هذا النحو دون غيره وتصاغ تجليات هذا الوعي تقنيا في مونولوج واحد متصل، لا يتقطع أو ينقطع إلا بما يكشف عن جوانب جديدة في العالم الذاتي للبطل الذي يتولد من عالم تاريخي بعينه، عالم يتحول متوترا ما بين علاقات قديمةٍ وجديدةٍ، ينبني كل قطب منها بواسطة تعارضات داخلية متعادية .

وفي هذا الجانب، تحديدا، تنطوي رواية «الزلزال» علي بعد ثان من الأهمية، في السياق التاريخي المتعاقب لتحولات العلاقة الجدلية بين التحديث والحداثة في المجتمعات العربية وهو البعد الذي يتجاوب به الخاص والعام في نموذج البطل الذي تنبني عليه الرواية، والذي يغدو حضوره الروائي نوعا من الإرهاص بما حدث بعد ذلك، حين تكاثر أشباه الشيخ عبدالمجيد بو الأرواح بطل الرواية في كثير من الأقطار العربية، وتولّد من صلبه الذي بدا آفلا في «الزلزال» المئات من الذين انطووا علي عدائه الحدِّي لعمليات التحديث وأفكار الحداثة، بادئين من النقطة التي بدأ منها ليصلوا إلي مدي أبعد من النقطة التي انتهي إليها.
ولذلك تبدو رواية »الزلزال« بمثابة استشراف لما حدث في الأقطار العربية علي مستويين أولهما خاص بالشيخ عبدالمجيد بو الأرواح بطل الرواية نفسه، خريج الزيتونة المتعصب ومديرالمدرسة الثانوية، نموذج المثقف التقليدي الذي يبدأ من دائرة التقليد الاعتقادية وينتهي إلي التعصب الديني، ومن ثم التطرف الذي يفضي إلي الحض علي ممارسة العنف العاري وقد وجد الشيخ عبدالمجيد في تكوينه الاتّباعي وتربيته الاعتقادية الجامدة، أثناء تعليمه الديني بالزيتونة التي هي معهد ديني مُوَازٍ للأزهر، ما دفعه إلي أن يمضي قدما علي درجات السلم الصاعد إلي ممارسة التطرف لم يعقه عن ذلك، بل زاده إمعانا في الصعود، وضعه الاجتماعي بوصفه واحدا من كبار الملاك الزراعيين الذين استغلوا أبشع استغلال فقراء القري التي هيمنوا عليها.
وتتجاوب العلاقة بين الثروة القائمة علي الاستغلال والتعصب القائم علي التقليد الذي يفضي إلي التطرف في تكوين النموذج الروائي للشيخ عبدالمجيد بوالأرواح، خصوصا من منظور التطابق بين انغلاق الوعي الطبقي والوعي الثقافي، وتحويل الفكر الديني التقليدي إلي أداة لتبرير الاستغلال الاجتماعي، ومن ثم رفع سلاح التأويل الديني المتعصب في وجه محاولات التحديث المرتبطة بتطلع دعاة الدولة المدنية إلي التقدم، وتحقيق العدل في علاقات مجتمع المدينة والقرية علي السواء ومدي الحركة الروائية لهذا النموذج هو المدي الذي يبدأ بالأفق المحدود لمدينة قسنطينة، حيث ظهرت العناصر التكوينية الأولي لنموذج الشيخ المتطرف متجسدة في شخصية بوالأرواح، لكن بما يسقط علاقات الحضور علي علاقات الغياب في النص الروائي، ويمتد بالفضاء السردي لرواية الطاهر وطار إلي الأفق الأوسع للوطن العربي كله.
ويقود ذلك إلي المستوي الثاني من البعد الاستشرافي لرواية »الزالزال« وهو البعد الذي يرتبط بمؤسسات الدولة الوطنية التي انتزعت الاستقلال من الاستعمار، ورفعت شعارات التحول الاشتراكي والثورة الزراعية، ولكنها لم تفلح إلا في بناء مجتمع انطوي علي تناقضات أفضت إلي الكارثة اللاحقة التي لم ينتبه إلي إرهاصاتها من يحول دون وقوعها وإذا كانت رواية «الزلزال» تكشف، في جانب منها، عن الكيفية التي أدّي بها التحديث الاشتراكي ولم يكن سوي تسمية بديلة عن رأسمالية الدولة التي نهبها حراسها إلي رد فعل عدائي لدي المتضررين من نتائج هذا التحديث، في المجالات الثقافية الفكرية والاقتصادية الاجتماعية، فإن النموذج الروائي للشيخ بوالأرواح يصل بين هذه المجالات، ويتضمنها في إهاب حضوره السردي الذي تكشف علاقاته عن المفارقة المأساوية التي انطوت عليها مرحلة ما بعد الاستقلال، أقصد بذلك إلي أن مشروع تحديث الدولة الوطنية لم يخل تطبيقه من فساد باعد بين الشعارات المعلنة والإنجازات المحققة، واستبدل بالتسلطية الاعتقادية الجامدة تسلطية عسكرية أو شبه عسكرية محدثة، فكانت النتيجة تخلق أسباب انهيار المشروع كله، خصوصا في اقترانه بفئات حاكمة عملت من وراء الرايات المرفرفة لشعارات الدولة الوطنية الواعدة علي احتكار مصادر القوة والسلطة في المجتمع لصالحها، فأحالت حلم الاستقلال الوطني إلي كابوس وطني لا يزال ماثلا في هذا القطر العربي أو ذاك .
وتحديد زمن الفراغ من كتابة رواية «الزلزال» في نهاية صفحاتها السطحة، المنصورة قسنطينة في13-1973 مسألة دالة في إشارة الزمن الروائي الداخلي إلي الزمن الخارجي الذي ترك بصماته علي حركة الزمن الداخلي، فالرواية مكتوبة بعد استقلال الجزائر بما يجاوز تسع سنوات بأشهر وكانت الثورة الجزائرية قد انتصرت وأصبح أحمد بن بيلا أول رئيس للجمهورية ابتداء من شهر يوليو سنة 1963 ، أي أن المؤلف الفعلي الطاهر وطّار فرغ من كتابة روايته بعد اقتراب الثورة الجزائرية من عيدها العاشر، وبعد ثماني سنوات من إطاحة هواري بومدين بأحمد بن بيلا من كرسي الرئاسة وتوليه حكم الجزائر في يونيو سنة 1965 ، ومن ثم تصاعد علامات الوعد الاشتراكي والثورة الزراعية، ووضع أسس - قيل إنها صحيحة في ذلك الوقت لمجتمع ديموقراطي متقدم .
وقد نشرت الرواية في العام اللاحق علي كتابتها، تتصدرها مقدمة من مؤلفها الذي يتحدث عن خصوصيته التي تقوم علي الصراع بين عقليتين متناقضتين، عقلية القرون الوسطي التعميمية التجريدية، وعقلية القرن الحادي والعشرين العلمي التكنولوچية، وكذلك عن تكون فنه الكتابي نتيجة تفاعل حضاري تناوشه جدة بذور الحياة وتخلف بذور الموت وتكشف المقدمة عن رغبة المؤلف في تقديم جزائر مابعد الاستقلال، بعد أن قدم جزائر ما قبل الاستقلال في روايته «اللاز» الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، التي سوف تبقي عملا متميزا من أعمال الرواية العربية ويبدو أن الدافع إلي كتابة رواية عن جزائر مابعد الاستقلال هو قلق الوعي النقدي من تصاعد الهوة بين المعلن عنه وما يجري تنفيذه بالفعل، واكتمال تجسد مفارقات جزائر مابعد الاستقلال التي تصارعت فيها النقائض، وواجه فيها الجديد الذي يمثله المنتسبون إلي الثورة القديم الذي جسّده الشيخ عبدالمجيد بوالأرواح بكل أصوله الاجتماعية وملامحه الاقتصادية ومواقفه الفكرية والاعتقادية وكانت الرغبة المعلنة للمؤلف، الطاهر وطار، هي تأمل انهيار النموذج الذي يمثل القديم وينتسب إلي الماضي، تأكيدا لوعود المستقبل التي حملت أمل إقامة مجتمع ديموقراطي متقدم وفي الوقت نفسه، توجيه بعض النقد إلي بعض المظاهر السالبة لتحولات المجتمع الجديد لجزائر مابعد الاستقلال لكن مبدأ الواقع السردي للنص الروائي لم يقتصر علي تحقيق الرغبة المعلنة للروائي المعلن، خصوصا حين قاد بطله الروائي إلي ما يشبه انهياره المحتوم منذ البداية، وإنما أضاف إلي هذا الانهيار ما يوازيه من علامات إمكان تولد انهيار آخر، لا تلمحه سوي العين التي تبحث وراء مظاهر «التحديث الاشتراكي» أو ملامح «البطل الاشتراكي» المنتسب لدعاوي ذلك العصر عن العلامات الملتبسة التي لم يتطابق بها السرد المنجز مع الرغبة المعلنة للمؤلف، وإنما تجاوزها إلي الكشف عن الإمكانات المتعارضة للموقف الروائي الذي ما كان يمكن اختزاله في صفة واحدة أو في اتجاه واحد.
وما أقصد إليه، تحديدا، هو أن الانهيار الفعلي لنموذج القديم الذي يمثله الشيخ عبدالمجيد بو الأرواح، والذي تنتهي الرواية به وهو في طريقه إلي المستشفي بعد أن أصيب بالجنون، يوازي إمكان انهيار آخر، تتناثر علاماته في السرد، وتعمل علي جذب انتباه العين إلي القطب المقابل للشيخ عبدالمجيد بو الأرواح، وهو قطب الجديد الذي تمثله نماذج الدولة الوطنية الجديدة في ممارسات عالم مابعد الاستقلال
ولذلك فنحن في الرواية إزاء أكثر من زلزال: الزلزال الطبقي الأول الذي تحدث عنه بالباي الصديق القديم للشيخ بوالأرواح حين قال له قسنطينة الحقيقية انتهت وزلزلت زلزالها حين وضعت العبيد موضع السادة، وحين كان الرعاة والحفاة والعراة يدخلون المدينة من الريف ليقتلوا الأسياد ويخرجوا دون أن يردهم أحد، فضاعت قسنطينة بالففون وبن جلول وبن تشيكو وحلت محلها قسنطينة بوفناره وبوالشعير وبولفول وبوطمين وبوكل الحيوانات والنباتات والزلزال الثاني هو الزلزال الأكبر الذي يري الشيخ بو الأرواح علاماته من حوله في قسنطينة الجديدة التي أصبح ينفر منها، ويرجو دمارها، وهو الزلزال الذي سيكون شاملا الداخل والخارج، الصغير والكبير، العسكر وغير العسكر والزلزال الثالث هو زلزال الوعي الذي ظل الشيخ بو الأرواح يعانيه منذ دخوله إلي قسنطينة إلي خروجه من جسر الشياطين في طريقه إلي المستشفي بعد أن جن جنونه وذلك الزلزال هو ما يشير إليه بوالأرواح عندما يكرر بينه ونفسه أن الزلزال الحقيقي إحساس لكن هناك، فضلا عن ذلك، الزلزال الرابع، وهو الزلزال الذي يرهص به المؤلف المضمر، ويعلن عن نذره بواسطة العلامات التي ينثرها في النص، العلامات التي تلفت نظرنا إلي أن الجديد الواعد، في جزائر مابعد الاستقلال ينطوي علي قنابل تعارضاته الموقوته التي لابد أن يأتي زمن انفجارها، فتطيح بمشروع التحديث المدني، وترفع صوت دعاة مشروع البعث الأصولي الاعتقادي وعندما نرد هذه الدلالات المتعددة للزلزال علي بواعثها نجد أن الحركة المتوترة للشيخ بو الأرواح في فضاء الرواية هي علامة مزدوجة علي الزمن الآتي، سواء من منظور حضور الشيخ المتعصب الذي انطوي علي إمكانات تولده وتكاثره، أو منظور الواقع الخارجي الذي استجاب إليه الشيخ، والذي أفضي فساد آلياته إلي تزايد وتسارع إمكانات التكاثر والتوالد، ومن ثم التعجيل بانهيار المشروع الذي حمل بذرة نهايته منذ بدايته
زلزلة عالم قديم
سبب العودة المعلن الذي يصرح به الشيخ عبدالمجيد بو الأرواح لصديقه القديم بالباي، في الفصل الأول من رواية الزلزال ، هو تقسيم الأرض الكبيرة التي يملكها علي الورثاء في الورق فحسب، حتي إذا جاءت الحكومة الاشتراكية؟ للاستيلاء عليها لم تجد ما ينفعها في مشروع تأميمها الإلحادي الكبير لكن الهدف الفني المضمر، وراء هذا الهدف المعلن، هو وضع الشيخ بوالأرواح في مواجهة متغيرات عالم ما بعد استقلال الجزائر، بعد غيبة ستة عشر عاما عن قسنطينة، وذلك بواسطة الحيلة الروائية المعروفة التي يعيد بها القاص بطله إلي موطنه الأصلي بوسيلة أو أخري بعد غياب طويل، وذلك لنري بعينيه ما حدث من مظاهر التغير الذي أكرر أنه ملحمة الرواية العربية منذ نشأتها الحديثة إلي اليوم والعودة من غربة التعلم الطويل في تونس سبع سنوات للتفقه في علوم الدين بجامعة الزيتونة وغربة العمل الأطول في العاصمة تسع سنوات من التدريس توجتها وظيفة مدير مدرسة ثانوية في الجزائر هي وسيلة الطاهر وطار التي باعد بها بين العالم القديم الذي انتسب إليه الشيخ بو الأرواح والعالم الجديد الغريب الذي صدمه في قسنطينة
وسرعان ما نعرف منذ الصفحات الأولي للفصل الأول أن الشيخ لم يعد إلي قسنطينة بعد طول غياب حنينا إلي الماضي، أو تواصلا مع أقرباء، فالرجل عقيم، لم تربطه علاقة طيبة بأحد من أقربائه الذين استغلهم لزيادة أرضه، وعاملهم جميعا بقسوة غير إنسانية لا تختلف في جوهرها عن القسوة التي عامل بها زوجاته، خصوصا في دائرة الجنس التي لم يفارقها سفاح المحارم والمفارقة الأولي في القص أن هذا الشيخ الذي كره الجميع، وكرهه الجميع، وبخاصة الأقرباء منهم، يعود بحثا عن هؤلاء الأقرباء ليستغلهم مرة أخري، ويوزع عليهم صوريا أرضه الزراعية التي تزيد علي ثلاثة آلاف هكتار، فرارا من قرارات التأميم الاشتراكي للملكيات الزراعية الضخمة وكما لا يبقي الأقرباء علي حالهم، لا تبقي قسنطينة علي حالها، فهي مثلهم وهم مثلها في الانتقال إلي نقيض الحال الذي يرجوه الشيخ ولذلك يصل وعيه في علاقات المشابهة التمثيلية بين الحال النقيض الذي يعانيه والصورة القرآنية للزلزال الذي خصص خطيب الجمعة في الجامع الكبير كل الخطبة عنها، ولا يكف وعي الشيخ عن تكرار الآية الثانية من سورة «الحج» التي تصف هول زلزلة الساعة «يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وتري الناس سكاري وما هم بسكاري ولكن عذاب الله شديد»
وإشارة التناص المتكررة في الرواية إلي «زلزلة الساعة» هي الإشارة التي تبني عليها العلاقات الدلالية للرواية كلها، ابتداء من دال عنوان «الزلزال» إلي أصغر دوال التفاصيل العلائقية وكلها تشير إلي نهاية وشيكة، جائحة كونية تجتاح كل شئ، زلزال عنيف يقضي علي عالم بأكمله ولذلك فالمدلول الأول لدال الزلزال هو نفسه المدلول الأول لزلزلة الساعة، من حيث معني النهاية الوشيكة التي يغرب بها عالم بأكمله أو يسقط منهارا والعالم الذي ينهار هو عالم الشيخ بوالأرواح مصالحه الاقتصادية التي يهددها التأميم، تصوراته الاعتقادية التي يناوشها التجديد، وضعيته الاجتماعية الأبوية البطريركية التي أصابها تحديث العلاقات الاجتماعية بالدمار، احتمالات النفوذ السياسي التي لم تعد قائمة مع صعود نجم أبطال الاستقلال، المدينة القديمة التي ما كانت تفتح أبوابها الواسعة إلا للأرستقراطية الزراعية من كبار الملاك أصبحت فضاءً مباحا منتهكا من الريفيين الذين أقبلوا عليها من كل حدب وصوب، حاملين معهم عادات قراهم وخصال نجوعهم حتي الفكر انتقل من النقل إلي العقل والجنس الذي يعني استمرار البقاء وعدم ضياع الثروة لم ينفع قط، فانتهي حضور الشيخ إلي العقم الجنسي الذي أصبح موازيا للعقم السياسي والاجتماعي والفكري والاقتصادي في عالم آفل، نتيجة صعود عالم جديد مضاد لم يعد فيه مكان لأمثال بو الأرواح

ومنطقي أن ينتج الصدام بين العالمين المتناقضين مشاعر الدهشة والتعجب والاستغراب والتوتر والتمرد والرفض والإدانة وغيرها من المشاعر التي يتشابه فيها الأبطال المبعوثون من الماضي لمواجهة جديد الحاضر المتحوّل الذي يغترب بهم عن إمكانات التواصل معه، ابتداء من أحمد باشا المنيكلي ناظر الجهادية المصرية في حديث عيسي بن هشام للمويلحي وليس انتهاء بالشيخ عبدالمجيد بو الأرواح مدير الثانوية بالجزائر العاصمة في رواية الطاهر وطار والعنصر الدلالي المتكرر، دائما، في تكوينات هذا النوع من الأبطال، رغم اختلاف كل منهم عن الآخر باختلاف رمزية الكتابة المتولدة عن هموم زمنها والمتميزة بمقدرة كاتبها الإبداعية، هو مفارقة الابتداء الصادم التي تتولد منها سائر المفارقات التي تتحرك بها الأحداث، وتبدأ منها رحلة بطل قديم في عالم جديد هذه الرحلة، بدورها، مقدورة في مسارها، محكوم عليها سلفا بنهاية متعينة منذ لحظة البدء، فالجديد المنتصر لا يسمح لنقيضه القديم بالبقاء، والقديم الذي يرفض الجديد بالكلية لا يمكن إلا أن ينهار تحت ضغط اندفاع مظاهر التجدد التي تطيح به من الوجود الروائي الموازي فنيا للوجود الواقعي ولذلك فالرحلة التي يقوم بها هذا النوع من الأبطال رحلة أفول وانحدار وسقوط، لا تعرف معني الصعود أو الانتصار ولا حتي العود علي البدء، لأنها رحلة كائن تنقطع خطوط اتصاله بمصدر الطاقة الذي بدأ منه كلما ابتعد عنه وكل إيغال في البعد عن نقطة البدء إيغال في البعد عن نقطة الأمان أو إمكان العودة السالمة، واقتراب من نقطة الدمار الذاتي التي تفضي إليها عوامل التغير التي تسير بالمرتحل في طريقه المحتوم صوب النهاية المقدورة، روائيا، منذ الخطوة الأولي في الرحلة الخاسرة
ورواية الزلزال هي رحلة الشيخ بو الأرواح في قسنطينة الجديدة، قسنطينة مطالع السبعينيات التي ينتهي طواف الشيخ فيها إلي دماره، عبر سبع مراحل، تجسّدها سبعة فصول بعدد أيام الأسبوع والسماوات والأرضين، مراحل هي مستويات من درجات الهبوط النازل إلي قرارة قاع الدمار الذاتي، ينزلها الشيخ الزيتوني الستيني بلا ولد ولا عقب، عقيما كالشجرة العجوز التي تتعرض للريح العاصفة التي سرعان ما تقتلعها والرحلة الهابطة تمر بعلامات التحول في قسنطينة المكان، عبر سبع محطات باب القنطرة، وسيدي مسيد، وسيدي راشد، ومجاز الغنم، وجسر المصعد، وجسر الشياطين، وجسر الهواء وكلها محطات مكانية ينتقل عبرها وعي الشيخ بوالأرواح من حال إلي حال أدني، منحدرا من الأعلي سيدي مسيد إلي الأسفل سيدي راشد لا يتخلي في رحلته عن الطريق الموصل إلي هاوية تفغر فاها من تحت جسر الشياطين لتبتلع الضحية الذي يضيع منه الوعي والعقل في جسر الهواء
وليست رحلة المكان سوي رحلة الوعي في زمن ميقاتي محدود، هو زمن الرحلة التي استغرقت من الفجر إلي الغروب، رحلة مرهقة قام بها شيخ بلغ الستين من عمره، مترهل البدن، منتفخ البطن، لا يكف عن التحديق فيما حوله بعينيه الكبيرتين البارزتين قاد سيارته لتسع ساعات من العاصمة إلي قسنطينة التي دخلها مع بداية صلاة الجمعة، وظل يلهث ببذلته الصيفية وحذائه الأسود اللماع بين مجازات المدينة وجسورها الصاعدة الهابطة، يخرج بين الحين والحين ساعة الجيب التي تنبهه إلي ضياع الوقت في بحثه عن أقربائه الذين لم يجد واحدا منهم ومع كل فشل يواجهه يتزايد إحباطه، ويتصاعد شعوره بالإرهاق موازيا لشعوره بالغضب وكان هبوطه المتصل في المكان هبوطا متصلا في فضاء الوعي الذاتي، علي نحو يجعل من الرحلة في زمان المكان رحلة في زمان الوعي، كي تنساب الترابطات اللاشعورية والشعورية التي تتفجر مع تدافع تداعيات الشيخ في ارتحاله المكاني ما بين الظهيرة إلي الغروب
والتتابع صاعد في هذه التداعيات كأنه إيقاع اللحن الذي يسعي إلي ذروته الختامية، كل جزء يفضي إلي الجزء الذي يليه، كما تتولد كل مرحلة من المرحلة السابقة عليها والوقفات هي الفواصل التي تتغير معها تنويعات الإيقاع، ما بين الحركات الارتدادية لأزمنة الوعي وأمكنته الشعورية التي تستدعيها مستويات الانتقال، عبر المكان الفعلي والزمان الميقاتي للرحلة، داخل قسنطينة التي هي سراط الشيخ إلي جحيمه المتربص كالهاوية المحتومة والصوت المهيمن الذي نسمعه في هذا التتابع هو صوت الوعي الخاص بالشيخ بوالأرواح في تيار تداعياته الذي لا يفارقه ضمير المتكلم المباشر لا يقطع امتداده سوي أسطر قليلة من السرد الخارجي بضمير الغائب، دفعا لحركة السرد إلي الأمام في هذا الموضع أو ذاك، لكن بما يسرع العودة إلي ضمير المتكلم الذي ينفرد بالهيمنة علي خطاب كل فصل لا تصرفه عن تداعياته الخاصة بالأصوات التي يحملها من الماضي سوي الأصوات التي يسمعها في فضاء المدينة المتغيرة، إما علي هيئة تعليق فردي، أو سؤال، أو حوار يدخل فيه الشيخ طرفا، أو محادثة بين آخرين لكنها تتيح لتيار الوعي الذاتي للشيخ أن يواصل تدفقه في تدافعه المستمر.

والمكان كالزمان لا نراه أو نشعر به في الرواية إلا من منظور الوعي المهيمن علي القص، كلاهما محدود بحدود هذا الوعي، متلون بحالاته، حتي حين يفارق الوعي الفضاء المحصور لقسنطينة، لأنه لا يرتحل منه إلا لكي يعود إليه عبر تذبذبه البندولي وتؤكد تقنية تيار الوعي في الرواية صفتها من حيث هي رواية شخصية، ومن حيث إن البطل فيها نموذج لا يبعدنا بناؤه الروائي كثيرا عن مفهوم «النمط» عند الناقد المجري جورج لوكاش، خصوصا حين تتميز معالجة الشخصية بتعمق الخاص الذي يفضي إلي العام، والبحث في داخل الفردي عن الملامح التي تصل النموذج الروائي بأشباهه المحتملين في الواقع، والتي تكشف ضمنا عن وجهة النظر الخاصة بالمؤلف المضمر، المختفي وراء علامات الرواية المتناثرة في موجات تداعيات الوعي.
والبداية والنهاية، داخل الزمن الشعوري لرحلة الشيخ بوالأرواح، هي دلالات الزلزال التي تبدأ بالرمز العام وتنتهي بالرموز الفرعية تلفت نظرنا علامات البداية في الطريق إلي الجامع الكبير، حيث ذهب الشيخ بو الأرواح لصلاة الجمعة أول ما صدمه في الطريق إلي الجامع حركة الحشد الرهيب من البشر المتدافعين كأنهم في يوم الحشر، حركة عشوائية، الناس فيها نازلين، صاعدين، مقبلين مدبرين، ضجيجهم لا ينقطع، وحركتهم لا تتوقف، كما لو كانت المدينة انقلبت بهم رأسا علي عقب بعد أن تغير فيها كل شيء وعلامات التغير اللافتة الكهرباء والاليكترون والترانزيستور وأجهزة قياس الموجات وسط الإسكافيين وباعة ثمار الصبار، النسوة السافرات أكثر من المتحجبات، الشبان المعتدون بأنفسهم كأنهم فرغوا من أمر الكبار مرة واحدة لم يبق من الحياة السابقة في المدينة إلا الآثار وما هو شكلي، وحتي هذا الشكلي لن يلبث أن يستسلم للضغط الفوقي والتخريب التحتي. وأول صوت يسمعه بو الأرواح في طريقه إلي الجامع صوت يقول «ضاقت المدينة، يا ربي، سيدي، ضاقت خمسمائة ألف ساكن، عوض مائة وخمسين ألفا، في عهد الاستعمار نصف مليون يا ربي سيدي نصف مليون برمته، بطمه وطميمة فوق هذه الصخرة، تركوا قراهم وبواديهم، واقتحموا المدينة، يملأونها حتي لم يبق فيها متنفس حتي الهواء امتصوه ولم يتركوا في الجو إلا رائحة آباطهم» ويتجاور هذا الصوت مع غيره في الضجيج الصاخب الذي يصدم سمع بوالأرواح منذ البداية، ويضعه منذ اللحظة الأولي إزاء إشارات التحول الصادم الذي مرت به المدينة الأصوات، الروائح، الملامح، الأجساد، وكل ما يشير إلي يوم الحشر . ومنذ أن استمع الشيخ بوالأرواح إلي وصف زلزال يوم الساعة بالجامع الكبير، وصورة الزلزال لا تكف عن الإلحاح علي وعيه، وتتحول إلي إرهاص بكل ما يحدث بعد ذلك في وعي الشيخ الذي تزلزله المتغيرات، المتغيرات التي أطاحت بكل شيء، وأناخت علي وعي الشيخ بنقائضها مع الإرهاق وحرارة الشمس ولهاث الشيخوخة الغاضبة وكما يزداد بو الأرواح غضبا علي جزائر مابعد الاستقلال، تلك التي اقترفت من الآثام ما جعل علامات الساعة بادية في كل مكان، يتصاعد في أعماقه اللون الداكن الذي يتحول إلي مادة سائلة، غاز أو رصاص أو قار أو أي شيء من قبيل المادة الثقيلة المتجاوبة من الحرارة ولا يتوقف عن التصاعد إلي أن تعمي البصيرة، ويتخبط الوعي، ويسقط العقل في هوة الجنون .

وتنتهي الرواية والشيخ يتخبط مُفَزَّعا، تطارده أشباح الماضي وكوابيس الحاضر، معلقا ما بين السماء والأرض، لم يغادر »جسر الشياطين« إلا ليدخل »جسر الهواء« حيث نقطة الدمار الأخيرة، مقطوع الجذور، لا أحد حوله سوي الأطفال الذين أخذوا في الصياح عليه بعد أن جذبتهم غرابة أفعاله وصرخات هلوساته ويخرج من مشهد الختام، ولا صوت حوله سوي صيحات الأطفال وهتافاتهم، حين كانت الشرطة تلقي القبض عليه، وتمنعه من الانتحار ولا يبقي في أذنيه، وهو في طريقه إلي المستشفي محمولا بعربة الإسعاف، سوي الأصوات التي تؤكد سقوط عالمه ودمار وعيه واندحار أمانيه، ومن ثم وقوعه صريع الزلزال الداخلي والخارجي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.