وزير المالية القطري يثمن دور مصر في دعم القضايا العربية    بن غفير يقتحم المسجد الأقصى للمرة الأولى منذ 7 أكتوبر    حلمي طولان: حسين لبيب عليه أن يتولى الإشراف بمفرده على الكرة في الزمالك.. والفريق في حاجة لصفقات قوية    ارتفاع عدد ضحايا حادث معدية أبوغالب إلى 14 عاملة وإنقاذ 9 وجار البحث عن 3 مفقودين    الصحة والمركز الأوروبي لمكافحة الأمراض يفتتحان ورشة عمل حول تأثير تغير المناخ على الأمراض المعدية بشرم الشيخ    لأول مرة .. انعقاد مجلس الحديث بمسجد الفتح بالزقازيق    لقاءات على هامش القمة    الصحة العالمية: ثلثا مستشفيات غزة خارج الخدمة بسبب العمليات العسكرية    طلاب جامعة الإسكندرية في أول ماراثون رياضي صيفي    أسعار المكرونة اليوم الأربعاء 22-5-2024 بالمنيا    تعديلات جديدة على قانون الفصل بسبب تعاطي المخدرات    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 22-5-2024 في المنيا    رئيس مياه القناة: استخراج جذور الأشجار من مواسير قرية الأبطال وتطهير الشبكات    «نقل النواب» تناقش موازنة سكك حديد مصر.. و«الإقتصادية» تفتح ملف «قناة السويس»    حريق داخل وحدة سكنية في بورفؤاد    لمواليد 22 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    اتفاق على عقد منتدى السياحة الأفريقية بشرم الشيخ «سنويًا»    دار الإفتاء توضح أفضل دعاء للحر.. اللَّهُمَّ أَجِرْنِى مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ    خامنئى يصلى على جثمان الرئيس الإيرانى الراحل والوفد المرافق له    خبيرة تغذية تنصح بعدم شرب الماء بعد الوجبات مباشرة    إسبانيا تلحق بالنرويج وأيرلندا وتعترف بالدولة الفلسطينية    فصائل فلسطينية: استهدفنا ناقلة جند إسرائيلية جنوب شرق مدينة رفح    على البساط الوردى «فرانكلين» و«دوجلاس» فى كان!    طلاب جامعة القاهرة يحصدون المركزين المتميز والأول فى مسابقة جسر اللغة الصينية    هكذا تظهر دنيا سمير غانم في فيلم "روكي الغلابة"    استطلاع رأى 82% من المواطنين:استكمال التعليم الجامعى للفتيات أهم من زواجهن    اليوم.. انطلاق الدورة الرباعية المؤهلة إلي الدوري الممتاز    استعدادات مكثفة بموانئ البحر الأحمر.. ورفع درجة الاستعداد بميناء نويبع البحري لبدء موسم الحج البري    جامعة عين شمس تحصد 3 جوائز لأفضل رسائل ماجستير ودكتوراه    5 أسباب رئيسية للإصابة بالربو ونصائح للوقاية    الطالب الحاصل على جائزة «المبدع الصغير» 2024 في الغناء: أهدي نجاحي لوالدتي    حملة لإزالة مزرعة العاشر للإنتاج الحيوانى والداجنى وتربية الخيول والنعام فى الشرقية    طلاب الشهادة الإعدادية في الإسكندرية يؤدون امتحان الهندسة والحاسب الآلي    رابط نتيجة الصف السادس الابتدائي 2024 الترم الثاني جميع المحافظات والخطوات كاملة    تفاصيل الحالة المرورية اليوم.. كثافات في شارعي رمسيس والهرم (فيديو)    دبلوماسي سابق: الإدارة الأمريكية تواطأت مع إسرائيل وتخطت قواعد العمل الدبلوماسي    النقض تنظر طعن "سفاح الإسماعيلية" على حكم إعدامه.. اليوم    51 مباراة دون هزيمة.. ليفركوزن يسعى لمواصلة كتابة التاريخ في موسم استثنائي    المفتي: نكثف وجود «الإفتاء» على مواقع التواصل.. ونصل عن طريقها للشباب    جدول مساحات التكييف بالمتر والحصان.. (مساحة غرفتك هتحتاج تكييف كام حصان؟)    مبلغ صادم.. كم بلغ سعر إطلالة ماجي زوجة محمد صلاح؟    قرار جديد من الاتحاد الإفريقي بشأن نهائي أبطال إفريقيا    رئيس نادي إنبي يكشف حقيقة انتقال محمد حمدي للأهلي    مأساة غزة.. استشهاد 10 فلسطينيين في قصف تجمع لنازحين وسط القطاع    افتتاح أول مسجد ذكي في الأردن.. بداية التعميم    نشرة التوك شو| تفاصيل جديدة عن حادث معدية أبو غالب.. وموعد انكسار الموجة الحارة    جوميز: لاعبو الزمالك الأفضل في العالم    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    «نادٍ صعب».. جوميز يكشف ماذا قال له فيريرا بعد توليه تدريب الزمالك    الإفتاء توضح أوقات الكراهة في الصلاة.. وحكم الاستخارة فيها    «الثقافة» تعلن القوائم القصيرة للمرشحين لجوائز الدولة لعام 2024    67.7 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال جلسة منتصف الأسبوع    الأرصاد: الموجة الحارة ستبدأ في الانكسار تدريجياً يوم الجمعة    "رايح يشتري ديكورات من تركيا".. مصدر يكشف تفاصيل ضبط مصمم أزياء شهير شهير حاول تهريب 55 ألف دولار    اليوم.. قافلة طبية مجانية بإحدى قرى قنا لمدة يومين    «معجب به جدًا».. جوميز يُعلن رغبته في تعاقد الزمالك مع نجم بيراميدز    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    حدث بالفن | فنانة مشهورة تتعرض لحادث سير وتعليق فدوى مواهب على أزمة "الهوت شورت"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"حياة في رسائل"
مراسلات جورج أورويل عن التسكع والحياة وحديقة الحيوان
نشر في أخبار الأدب يوم 07 - 08 - 2010

هذه ليست مجرد رسائل. إنها قصة حياة أديب لم يكتبها كسيرة. وإنما نثرها في مراسلات للعائلة والأصدقاء، وأدباء من عصره.، إنه إيريك بلير أو جورج أورويل. كانت الاسماء تعني الكثيربالنسبة لأورويل.فقد بدله من إيريك بلير ل جورچ أورويل، ولكنه كان أحيانا يوقع رسائلة أحياناً بإيريك وأحياناً أخري بجورچ أو جيو، وكان يفعل ذلك في بعض الأحيان حتي يجنب والديه الإحراج وأحيانا كحاجز ضد الفشل، أو كما ذكر صديقه السيرريتشارد رييس ومحررالمجلة الأدبية ذا أديلفي The Adelphi ) بأنه كان لايشعر بالسعادة لرؤية اسمه الحقيقي مطبوعاً لأنة كما قال جورچ أورويل : "كيف يمكن أن تتأكد من أن أعداءك لن يقوموا بأخذ الاسم وعمل أنواع من السحر الأسود عليه؟
قصة حياة أورويل، معروفة تماما والتي وثُقت بشكل غير عادي أكثر من أي كاتب بريطاني أخر في القرن العشرين.فهناك أربع سيرذاتية رئيسية والعديد من الدراسات
ولكن ما الجديد الذي تقدمه الرسائل التي حررها الكاتب بيتر دافيسون وضمت ما يقرب من خمسمائة رسالة، ضمها في الكتاب الذي حمل عنوان " حياة في رسائل"؟ ما الجديد مع كاتب كتب أكثر من كتاب اعترافات أشهرها " متشردا بين باريس ولندن" وصدر عن حياته أربع سير ذاتية رئيسية التي تحمل عناوين مثيرة للاهتمام مثل أورويل : ضمير شتوي لجيل
جورچ أورويل : هارب من معسكر النصر ،ومذكرات أورويل ( أو بالأحري إيريك بلير) صديق الطفولة ، بالإضافة إلي عشرين مجلد لمجموعة أعمال أورويل. الرسائل إلي حد كبير بدون أي محاولات للتجميل، وتمس الأحداث والمشاعر بشكل مباشر، وتعبر بدقة عن عدم التناسق الموجود في الحياة، ،ومن الرسائل التي كتبها أورويل للكاتب جاك كومون الذي كان يعد منزله الصيفي في سوريurrey جنوب شرق إنجلترا عام 1938 . "عزيزي جاك ، كان لدي العديد من الموضوعات الهامة التي أردت أن أتحدث معك حولهاولكن الأوضاع في أوروبا ( كتبت الرسالة بعد أيام من أزمة ميونخ)جعلها تطرد من عقلي.أعتقد أننا نسينا تنبيهك من إستخدام أوراق سميكة في التواليت. لأنها أحيانا تسد البالوعة وتتسبب في نتائج كارثية.وأفضل ما يمكن أستخدامة هي أوراق الجاياس التي تحتوي علي 6في الرزمة" وأستمر قبل أن يعود لتقييم أسهم تشامبرلين وخيارات حزب العمال لمواجهة العدوان الألماني.
محرر الكتاب يشير إلي أن كثيرين يشيرون إلي أورويل ولكنهم لم يقرأوا أكثر من " مزرعة الحيوان" ، ربما سمعوا عن " الأخ الأكبر" أو " الغرفة 101"
و نجد هذا الجهل بأورويل أيضا في الدوائر الأكاديمية وفي محيط الصحافة وخاصة في الدوائر التي تعتبر نفسها أعلي درجات الكتابة الصحفية.فعندما توفي البروفيسور رايموند بي براون الأستاذ في جامعة باولينج جرين نسبت اليه صحيفة الديلي تليجراف الفضل في إطلاق تيار "الثقافة الشعبية".وكانت جريدةالثقافة الشعبية (Journal of Popular Culture )التي أصدرها براون بدأت في الصدورعام 1967 ،ولكن أورويل كان قد بدأ في كتابة أروع ما يمكن كتابتة عن الثقافة الشعبية قبل ذلك التاريخ بأكثر من خمسة وعشرين عاماً.في الواقع عند بداية نشر المقالات النقدية في الولايات المتحدة في عام 1946 مثل مقالات ديكنز ودالي وأخرون كانت تنشر تحت عنوان دراسات في الثقافة الشعبية.في دراسة ممتازة لجون رودن عام 1989 تحلل سياسة السمعة الأدبيةخلُص فيها إلي أن أورويل يستحق لقب قديس، وفي عرض للبروفيسور تيري إيجيلتون ،نشر في لندن ريفيو أوف بوكس((London Review of Books بتاريخ 19 يونيو 2003 ،عرض فيه لثلاثة من السير الذاتية كُتبت عن جورچ أورويل، يري إيجيلتون أن أورويل كان يري نفسه كعنيد " فاشل، فاشل ، فاشل، فاشل" علي الرغم من الإحتفاء به في جميع أنحاء العالم. ويقول إيجيلتون " ربما كان هذا موطن قوته" .
ويُلخص عنوان دراسة ريتشارد رييس الموضوع بدقة: جورچ أورويل : الهارب من معسكر النصر 1961 . أنني أميل إلي الإعتقاد أن أورويل كان يعاني من صراع لا ينتهي يدور في أعماقه، جعل منه شخصية متناقضة، فقد كان دائماً في صراع مع المؤسسات الدينية خاصة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. ولم يكن يعتقد بأن هناك حياة آخري، ومع ذلك تزوج في الكنيسة، وقام بتعميدأبنه بالتبني ريتشارد، وتمني الا تُحرق جثتة وأن تدفن طبقأً لطقوس كنيسة إنجلترا .
هنا مجموعة من المراسلات.
1 إلي ريتشارد أوزبورن
في 26 أغسطس 1947 :
عزيزي السيد / أوزبورن
شكراً جزيلاً علي خطابك في الثاني والعشرين. وسأبذل ما في وسعي للأجابة علي تساؤلاتك.
لقد ولدت في 1903 ودرست في إيتون( Eton )بمنحة دراسية. كان والدي موظفاً حكومياً هندياً ووالدتي أيضاً من عائلة انجلو هندية، ذات صلات قرابة خاصة في بورما. وبعد الإنتهاء من الدراسة عملت لخمس سنوات في البوليس الأمبراطوري في بورما، ولكن هذه الوظيفة لم تكن مناسبة لي بالمرة فاستقلت منها حين عودتي للديار بنهاية عام 1927 .
لقد أردت أن أكون كاتباً، وعشت معظم العامين التاليين في باريس علي مدخراتي وكتابة الروايات التي لم ينشرها أحد فقمت بالتخلص منها. وعندما لم يعد لدي المزيد من المال عملت لفترة في غسل الصحون،وبعد ذلك عدت إلي إنجلترا وعملت في سلسلة من الوظائف ذات الرواتب الضعيفة، في أغلب الأحيان كمدرس، مع فترات من البطالة والفقرالمؤلم.(كانت هذه فترة الركود).
تقريباً كل الأحداث التي وردت في "متشردا بين باريس ولندن " حقيقية، ولكن في فترات مختلفة قمت بنسجهم معاً لعمل قصة متصلة. لقد عملت في محل للكتب لما يقرب من العام من 1934 إلي 1935، وقد ذكرت ذلك في " ليظل الزنبق طائراً" من أجل إعطاء خلفية للأحداث . ولكن الرواية علي ما أعتقد ليست سيرة ذاتية .كما أنني لم أعمل في مكتب للإعلانات.
بوجه عام لم تكن كتبي سيرة ذاتية بالقدر الذي افترضه الناس. هناك ذرات من السيرة الذاتية في ويجان بيير ،وبالتأكيد في إجلالاً لكاتالونيا Homage of Catalonia ، التي تعتبر تقرير مباشر. وستبقي مزرعة الحيوانات واحدة من عدة روايات لا أعُيرها أهتماماً وقد تم قمعها.
أما بالنسبة للسياسة، فقد كنت مهتماً بالموضوع بشكل متقطع حتي حوالي عام 1935، ورغم ذلك أعتقد أنني أستطيع أن أقول إني كنت دائماً بشكل أوبأخر "يساري". ففي "ويجان بيير" حاولت أولاً مناقشة أفكاري . فشعرت ومازلت أن هناك قصور ضخم في المفهوم الكلي للإشتراكية، وكنت مستمراً في التساؤل إذا ماكان هناك مخرج أخر. وبعد القاء نظرة واضحة علي النظام الصناعي البريطاني بمساوئه والهندسة الصناعية في مجالات التعدين، توصلت إلي نتيجة ، وهي أنه من الواجب العمل من أجل الإشتراكية - حتي لو لم أكن منجذباً لها بمشاعري- لأن إستمرار الأوضاع بالشكل الحالي ببساطة لا يحتمل، ولايوجد حل سوي نوع من الجماعية القابلة للتطبيق، لأن هذا مايحتاجه جموع الناس. وفي نفس الوقت تقريبا أصبحت مصاباً بعدوي الرعب من الشمولية، التي في الحقيقة أصبت بها بالفعل في صورة العداء تجاه الكنيسة الكاثوليكية.
لقد حاربت ستة أشهر في إسبانيا 1936 1937 إلي جانب الحكومة،وسوء حظي أوقعني في الصراع الداخلي للحكومة ،الذي أنتهي بي إلي القناعة بعدم وجود الكثيرمن الإختيارات بين الشيوعية والفاشية،ومع ذلك ولأسباب متعددة أفضل اختيار الشيوعية طالما لايوجد أي خيار أخر متاح. لقد كنت مرتبطاً بشكل غير واضح بالتروتسكيين والفوضويين، وأكثر قرباً من الجناح اليساري لحزب العمال (كان أخرهم بيڤان وفوت). وقد عملت محرراً أدبياً في التريبيون ((Tribune جريدة بيڤان في ذلك الحين لما يقرب من عام ونصف (1943 1945) ، بل تمتد لمدة أطول من هذه، ولكنني لم أتنتم لحزب سياسي مطلقاً. واعتقد أنه سياسياً أجدني اكثر قيمة لو قمت بتسجيل مااعتنقه والذي أصدق أنه حقيقي، علي أن أتبع خطي أي حزب سياسي.
في أوائل العام الماضي قررت القيام بعطلة، وذلك لأنني كنت أقوم بكتابة أربعة مقالات أسبوعياً لمدة عامين. أمضيت ستة أشهر في چورا وفي أثناء ذلك الوقت لم أقم بأي عمل، ثم عدت إلي لندن ومارست عملي الصحفي كالمعتاد في الشتاء. ثم عدت إلي چورا وبدأت في كتابة رواية أرجو أن أنتهي منها في ربيع 1948. إنني أحاول الا أقوم بأي عمل أخر حتي أنتهي منها. ونادراً ما أقوم من وقت لأخر بعمل عرض لبعض الكتب للنيويورك. أنني أعتزم قضاء الشتاء في چورا هذا العام ،إلي حد ما ،لأنه يبدو لي أنه لن يكون هناك عمل بشكل مستمر في لندن،ولدرجة ما لأنني أعتقد أنه سيكون من السهل الحفاظ علي الدفء ، فالجو ليس شديد البرودة، والطعام والوقود أسهل في الحصول عليهم.ولدي منزل مريح برغم أنه في مكان ناء إلا أن أختي (أڤريل) تحتفظ به من أجلي. أنني أرمل ولدي صبي تجاوز الثالثة من العمر بقليل.
رجائي أن تكون تلك الرسالة مفيدة ، وأخشي أنني لن أستطيع الكتابة "لستراند" في الوقت الحاضر،لأنني كما ذكرت أحاول ألا أرتبط بعمل في الخارج.ونظراً لأن البريد هنا يرسل مرتين في الأسبوع، فهذا الخطاب لن يرسل حتي يوم 30 ،لذلك سأرسله إلي "سوسيكس" (Sussex).
المخلص لك دائماً
چورچ أورويل
2 إلي ريتشارد والميسلي بلير
2 ديسمبر 1938
مراكش
أبي العزيز،
لقد سعدت عندما عرفت من أمي أنك قد تحسنت بعض الشئ وتستطيع النهوض من وقت لأخر. لو كانت شهيتك سيئة جداً،هل فكرت في تجربة الهاليبورناج (فيتامينات)؟ لقد تناولتها من وقت لأخر، وهي ليست بغيضة بالمرة إنها مغذية ويبدو أنها تُحسن من الشهية بعد فترة. وأعتقد أن الدكتور " كولينجز" سيوافق عليها. إنها مجرد زيت كبد السمك بنكهة البرتقال وبعض الأشياء الأخري.
الجو هنا إزداد برودة بالأحري مثل البرد في بورما العليا ،الجو بشكل عام لطيف ومشمس ولكنه ليس حاراً. وفي معظم الأيام نوقد ناراً، التي في الواقع لسنا في حاجة لها حتي حلول المساء، ولكن من اللطيف أنها لدينا. لا يوجد فحم في هذا البلد، فكل الوقود من الخشب ويستخدمون الفحم النباتي للطهي. لقد قمنا بمحاولة الزراعة ولكنها لم تنجح كثيراً فمن الصعب للبذور أن تثمر،أعتقد أنه بسبب الجفاف الشديد بوجه عام. معظم الزهور الإنجليزية تزهر بشكل جيد هنا منذ اللحظة التي تزرع فيها، وفي نفس الوقت توجد نباتات إستوائية مثل شجرالجهنمية .إن المزارعين هنا يحصدون محاصيل الفلفل الحار مثل التي إعتادوا زراعتها في بورما. الناس هنا يعيشون في قري محاطة بحوائط من الطين ترتفع إلي ما يقرب من عشرة أقدام، أعتقد أنها للحماية من اللصوص، وفي الداخل لديهم أكواخ صغيرة مزرية عرضها مايقرب من العشرة أقدام والتي يعيشون داخلها. إنها بلد جرداء للغاية، أجزاء منها شبه صحراء، ولكنها لاتعد صحراء حقيقية. فالأهالي تأخذ قطعانها من الخراف والماعز والجمال ويخرجون لترعي حيث لايوجد شيئ علي الأطلاق لتأكله،وأنوف الحيوانات البائسة تبحث هنا وهناك عن القليل من الأعشاب الجافة تحت الحجارة. يتراءي لي أن الأطفال يبدأون العمل في سن الخامسة أو السادسة. هم مطيعون بشكل أستثنائي، ويبقون في الخارج طوال اليوم يرعون الماعز ويقومون بإبعاد الطيورعن أشجار الزيتون.
أعتقد أن المناخ هنا يجعلني بصحة أفضل. في الأسبوع الماضي لم أكن علي مايرام بعض الشئ ، ولكن بوجه عام أشعرأنني أفضل وزاد وزني قليلاً. لقد أنجزت الكثيرمن العمل. سوف نقوم بالتقاط المزيد من الصور بعض منها للمنزل،وسوف نرسلها لك بعد طباعتها.
أعتن بنفسك، وتمنياتي بالشفاء.
مع حبي
إيريك
3 إلي برووك ويليامز
24 سبتمبر 1943
بي بي سي
عزيزي السيد / روش برووك ويليامز
تأكيداً لما قلته لك سابقاً بشكل خاص، أود أن أتقدم بأستقالتي من ال بي بي سي، وسأكون ممتناً لو قمت بإرسالها للإدارة المعنية.
أعتقد أنني في حديثي معك قد أوضحت أسبابي، ولكن يجب أن أكتبها علي الورق خشية من أي خطأ. لا أغادرلأن هناك أي خلاف مع سياسة ال بي بي سي ولابسبب أي شكوي. علي العكس فأنني أشعر أنه طوال علاقتي بال بي بي سي عوملت بكرم كبير وسُمح لي بحرية كبيرة في العمل. ولم يحدث في أي مناسبة أن أجبرت علي قول شئ علي الهواء لا أقولة بشكل فردي وخاص، وأود أن أنتهز هذه الفرصة لأشكرك شخصياً علي تفهمك التام ومواقفك الكريمة التي أظهرتها دائما تجاه عملي.
أنني أتقدم رسمياً بإستقالتي لأنني أدركت منذ وقت قصير أنني أضيع وقتي والمال العام في عمل لاينتج أي ثمرة. وأعتقد أنه في الوضع السياسي الحالي أن الدعاية البريطانية التي يتم اذاعتها للهند تعد عملاً لا رجاء منه. وما إذا كان يجب استمرارهذه الأذاعة فالتقدير يرجع للأخرين، أما عن نفسي فأنني أفضل عدم إضاعة وقتي فيها في الوقت الذي أستطيع فيه أن أشغل نفسي بالصحافة التي تحقق بعض القدرمن التأثير. أشعر أن بعودتي لعملي الطبيعي بالكتابة والصحافة أستطيع أن أكون مفيداً أكثر مما أنا عليه حالياً.
لاأعرف المدة التي يجب أن أخطربها قبل الأستقالة . لقد أعادت الأوبزرفر مرة أخري إحياء خطة ذهابي إلي جنوب أفريقيا. والتي يجب أن يوافق عليها مكتب الحرب والتي قد تفشل مرة أخري ،ولكنني أذكرها في حالة أضطراري لترك العمل في وقت أقرب من المفروض.وسوف أعمل علي أية حال أن تكون البرامج مُعدة لفترة مقبلة.
المخلص
إيريك بلير
4 إلي هيربرت رييد
4 يناير 1939
مراكش
عزيزي ريد
شكراًعلي كل من خطابك والمانيفيستو. ومن المضحك أنني أطلعت عليه بالفعل في لا فليشيه وفكرت في عمل مجموعة من التساؤلات إنني بالتأكيد سأوقع عليه. ولو أنك تريد مجرد بعض الأسماء لتمثل إنجلترا تستطيع الحصول علي بعض الأشخاص الأكثر شهرة. لكن علي أي حال أستخدم اسمي في أي شئ تراه يستحق. لقد سألتني إن كنت أريد اقتراح أي تغييرات في المانيفيستو.النقطة الوحيدة التي لدي بعض الشكوك حيالها،رغم انني لا أصر عليها،-التي توجد في الصفحة الثانية- فأنت تقول:
" حتي يظل الروس في مأمن للبيروقراطية ، ترك-الروس- في البداية العمال الألمان ثم العمال الأسبان ثم العمال التشيكوسلوفاكيين، في موقف حرج" وليس لدي شك في أن هذه هي الحقيقة، ولكن هل من الحكمة إستراتيجياً لأشخاص في موقفنا أن يثيروا القضية التشيكية في مثل هذا الوقت؟ لا شك أن الروس قد تركوا التشيك في مأزق، لكن لايبدو لي أنهم تصرفوا بطريقة أسوأ أو شديدة الأختلاف عن الحكومتين البريطانية والفرنسية ، وبإقتراح وجوب ذهاب الروس الي الحرب للدفاع عن التشيك يجب إقتراح ذهاب بريطانيا وفرنسا الي الحرب أيضاً ، إن ذلك ماقد يردده البسطاء الذين يعيشون علي الحدود، والذي لا أؤمن بصحته، أنا فقط أقترح ،وعلي أي حال أضف إسمي للبيان.
إنني أقضي الشتاء هنا من أجل رئتاي، التي أعتقد أنها تتحسن بعض الشئ. فبسبب هذه الصحة اللعينة فإن ما قمت به من عمل تحديداً يعتبر عام ضائع، ولكن هذه الراحة الطويلة جعلتني أفضل وبدأت في كتابة رواية جديدة ،حيث أنه منذ عام ، وبعد ذلك الكابوس المرعب في إسبانيا، أعتقدت جدياً بأنني لن أكون قادراً علي كتابة أي رواية مرة أخري.في الوقت نفسه وبشغف كامل كنت أعتزم منذ وقت مضي أن أكتب لك عن أمر يشغل عقلي .وهو: أنني أعتقد أنه من الضرورة وبشكل أساسي لمن هم مثلنا والذين يعتزمون مقاومة الحرب القادمة أن يبدأوا في تنظيم بعض الأنشطة الغير شرعية المضادة للحرب .لأنه من الواضح جداً أنه سيكون من المستحيل ممارسة أي أنشطة شرعية. ليس فقط عند إندلاع الحرب بل وحتي مع إقترابها، ولو لم نستعد من الأن بما يتعلق بالكتيبات.. الخ ، فأننا بالتأكيد سنكون غير قادرين علي ذلك عندما تحين اللحظة الحاسمة. ففي الوقت الحاضر يوجد قدر كبير من حرية الصحافة ولم تفرض قيود علي شراء مستلزمات المطبوعات الصحفية ومخزون الورق وغيرها، ولكني لاأعتقد ولو للحظة استمرار هذا الوضع فيما يتعلق بهذه الأمور. فلو لم نقم بأستعدادتنا فقد نجد أنفسنا مجبرين علي التزام الصمت وعاجزين تماماً سواء مع بداية الحرب أو الإجراءات الفاشية التي تسبق الحرب ، فمن الصعب حمل الناس علي رؤية مثل هذا الخطر، لأن معظم الشعب الأنجليزي بطبيعته غيرقابل لتصديق أن أي شئ سوف يتغير أبداً. بالإضافة إلي أن عند تعامل المرء مع معارضة حقيقية للحرب، سيجد أن الناس تبدي نوعاً من الإعتراض الأخلاقي للأعمال غير القانونية والسرية. وأتفق تماماً أن الناس ، وخاصة ذوي السمعة السيئة، يستطيعون الحصول علي أفضل النتائج بالمقاومة في العلن،لكننا قد نجد أنه من المفيد جداً أن يكون لدينا أيضا ًمنظمة سرية . ويبدو لي أنه من البديهي أن نقوم بجمع ما سوف نحتاجة لعمل الكتيبات والملصقات ....الخ ووضعها في بعض الأماكن بعيداً عن المتطفلين ولا نستخدمها إلا عند الضرورة. لذلك نحتاج للتنظيم وبالتحديد للمال، ربما ثلاثمائة أوأربعمائة جنيه، ولكن ذلك لايجب أن يكون مستحيلاً، لمساعدة الناس قد نستطيع تدريجياً العمل بحرية. من فضلك أرسل لي لتخبرني إذا ما كنت مهتماً بهذه الفكرة؟ ولكن أرجو لوكنت غير مهتم الا تتحدث عنها مع أي أحد، هل يمكنك ذلك؟
لقد أتممت البيان الذي وقعته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.