الشاعر الإسرائيلي الشهير ناتان زاخ يتعرض لهجوم شديد، إثر تصريحات أدلي بها وامتازت بطابع عنصري ضد اليهود القادمين من أصول مشرقية. وكان زاخ في حوار معه قبل أسبوع ببرنامج "هاماكور" بالقناة العاشرة قد قال إنه "ظهرت فكرة أخذ أشخاص لا يجمعهم أي شيء مشترك. وإنما يأتون من الثقافة الأكثر رقياً _ ثقافة الغرب الأوروبية _ وهؤلاء القادمين من الكهوف." وفي أعقاب هذه الكلمات الحادة لصاحب جائزة إسرائيل، تم نشر بيان علي الإنترنت يدين زاخ ويتهمه بالعنصرية ويتوجه لوزير التعليم جدعون سَعَر مطالبا باتخاذ خطوات فورية ضد الشاعر، ومنها محو أعماله من المنهج التعليمي، وإبطال تعيينه في كل المؤسسات الأكاديمية التي يعمل بها، وبإضافة مواد تهتم بتاريخ وثقافة اليهود من أصول شرقية إلي المناهج الدراسية. وقع علي العريضة حوالي 550 شخصا، منها الأديب يوسي سوخري، الفنان شولاه كيشيت، الشاعر ماتي شموئلوف، والفنان شي باردو. قال سوخري لصحيفة هأرتس إن نظرة الشاعر لكون الثقافة الغربية أكثر رقيا من الثقافة الشرقية، قائمة علي المقياس الثقافي الوحيد الذي هو غارق فيه: "تفضيل جماعة إثنية معينة وتحجيم جماعة أخري يشهدان علي العنصرية.. بالنسبة لحقيقة أننا جئنا من "الكهوف" فأريد القول إنه للأسف الشديد، فإن الشخص الوحيد الموجود في الكهف هو ناتان زاخ نفسه، وهو كهف مظلم جدا لا يمكن حتي رؤية الظلال بداخله." أما الناقدة أريانا ملاميد فتكتب في صحيفة يديعوت أحرونوت رسالة شخصية لزاخ تقول فيها: "أنا أسمح لنفسي بالقول إنك شاعر كبير، ولكنك أيضا عنصري صغير. لا أعرف كيف يجتمع الاثنان سويا في روح شخص مثقف. لا أعرف كيف أن الشخص الذي كتب قائلا: "لأن الإنسان هو شجرة الحقل/ مثل الشجرة يتطلع للأعلي/ مثل الإنسان يحترق بالنار"، يؤمن فعلا وبصدق أن ثمة نوعين من الأشجار في هذه البلد، أشجار حضارية وأشجار تسكن الكهوف سابقا، والنوع الأول جاء من أوروبا أما النوع الثاني فشرقيون." تلمح ملاميد إلي إدمان الشاعر للكحول، واستخدام هذا كحجة للدفاع عنه، ولكنها لا تقبل هذه الحجة. تقول: " تعرف بالتأكيد أفضل مني أن عقدة لسان من يشرب ويتحدث تحت تأثير الشراب تتحرر من عوائقها، ولكن اللغة تظل كما هي، أداة قوية للوعي. ما قلته قلته لأنك تؤمن به فعلا." وتختتم ملاميد كلماتها بالقول: "هل تستحق عقابا علي قناعاتك؟ ربما تزن وزارة التعليم إسهاماتك في الثقافة المحلية، ومكانتك الاجتماعية كصاحب جائزة إسرائيل للشعر، وسائر الصفات التي تباركت بها، ضد هذه المقولة المرعبة. ربما يتم اتخاذ قرار بأن يستمر تدريس إبداعك في المدارس، وإذا حدث هذا فسوف أطلب من المدرسين، الأوروبيين والشرقيين وأشجار الحقل علي حد سواء، أن يشرحوا للأجيال القادمة أن شاعرا كبيرا _ يمكنه أيضا أن يكون أحمق وغبيا.