الحكومة الإسرائيلية تجتث ميزانية الثقافة لصالح ميزانيات السجون. هذا ما يقوله الشاعر _ من أصل عراقي _ روني سوميك لصحيفة يديعوت أحرونوت. يضيف: "أعتقد أنه علينا أن نحارب سوياً، وكل بطريقته. في مظاهرة من أجل زيادة ميزانية الثقافة، علينا أن نصل إلي 400 ألف شخص، كأنها مظاهرة تنادي بالخروج من لبنان. الحديث هو عن حرب". عندما ينظر سوميك اليوم إلي الثقافة الإسرائيلية فهو لا يمكنه أن يظل لامبالياً، كما تقول الصحيفة: "الشعر والمسرح في رأيي هم وحدات الكوماندو الخاصة بنا. مثل كثيرين، فأنا أعتقد أننا تحولنا إلي آلات لإعادة الكتابة. وإعادة الكتابة هذه هي المكواة التي تسطّح وجوهنا... أحب توضيح أن ميزانية الثقافة لا تقل أهمية عن محرك إف 16. يثير أعصابي أن تسحب وزارة التعليم نقودها من تحت البلاطة. أي شيكل يتم ادخاره من التعليم والثقافة سيتحول في المستقبل إلي مئة شيكل في ميزانية إشعال الجهل أو ميزانية السجون". يدين سوميك الوضع المتدهور للثقافة الإسرائيلية. يقول أنه محبط من كثرة العروض المسرحية التي يراها ويصفق لها في مقابل الأفلام الإسرائيلية القليلة للغاية: "أنا في لجنة أمناء المسرح العبري العربي بيافا وأري من قريب الصراع علي البقاء. هذا دليل آخر علي الوضع العبثي الذي نعيشه، يحتاج فيه مسرح مهم للغاية للحرب دفاعاً عن وجوده. ثمة مليون نموذج كهذا". سوميك هو واحد من الشعراء الأكثر شعبية في إسرائيل، عندما يبيع ديوان الشعر الناجح هناك في المتوسط 6000 نسخة، والناجح جداً يبيع 1200 نسخة، فإن الديوان الأخير لسوميك، والذي أخذ عنوان "الجزائر" نجح في بيع ثلاثة آلاف نسخة، وكتابه "جنة الأرز" بيع منه ما يزيد علي عشرة آلاف نسخة، كما تترجم قصائده للغات عديدة، بما فيها العربية، علي حد قول الصحيفة. وسيصدر قريباً، كما يقول، كتاباً مشتركاً مع الشاعر العراقي المهاجر، صالح الحمداني، تُنشر فيه قصائد الحمداني بالفرنسية والعربية، وتظهر قصائد سوميك بالفرنسية والعبرية! يقول إن الشعر في إسرائيل مزدهر هذه الأيام، والدليل كما يذكر هو أنه في الشهر الأخير قرأ قصائد له في سجن الرملة والتقي بأسري فلسطينيين لم يتم بعد اختراع القيود التي ستكبل أياديهم التي تكتب. وعندما سئل عن رأيه في الكلمات العنصرية التي قالها ناتان زاخ ضد اليهود الشرقيين، أجاب بجملة واحدة: أنتظر أن يقتبس ناتان زتاخ من شعره ويقول: "الكلمات التي قلتها بالأمس/ لن أقولها أيضاً اليوم".