عاصفة جديدة أثارها الشاعر ناتان زاخ في إسرائيل عندما أعلن لإذاعة جالي تساهال أنه ينوي الاشتراك في الأسطول البحري القادم لكسر الحصار عن غزة. بعدها بوقت قصير، قال لصحيفة يديعوت أحرونوت أنه لا يفهم لماذا أثارت كلماته عاصفة. "أريد أن أذكر الناس بأن آرائي لم تتغير في العشرين عاما الأخيرة. عندما عدت من إنجلترا في عام 1978 أعلنت في برنامج ماني بار في التليفزيون أن قدميّ أبدا لن تتخطيان الخط الأخضر. لن أذهب هناك، وأنا لا أريد أن تذهب كتبي هناك. لن أطأ أرضاً محتلة". وأضاف: "أخاف أن تتوقف هذه الدولة عن الوجود بعد خمسين عاماً إن لم يكن قبل هذا، وفي هذه الأثناء ستندلع حرب وراء حرب." "لا أريد أن أري مجدداً عشرات القتلي بلا سبب. أنا مستعد للرحلة _ ولو كنت سباحاً أفضل كنت لأسبح أيضاً. هناك أشياء ينبغي فعلها مثلما ينبغي تحرير جلعاد شاليط، ولكننا بنينا الجهاد الإسلامي بعنادنا". وعن إقامته في إسرائيل قال إنه لو كان يعرف أن إسرائيل ستكون ما عليه اليوم، لم يكن ليعود إليها من إنجلترا في 1978: "يمكنني الكتابة بالعبرية من دون أن أعيش هنا. لا يجب أن أسمع يومياً عن تعذيبات أو قتل فلسطينيين بالخطأ. لن أرغب في إنهاء حياتي في دولة أبرتهايد". العاصفة التي أثارتها كلمات زاخ كانت شديدة. طالبت عضوة الكنيست ميري ريجف - عن حزب الليكود - بإزالة قصائده من المناهج التعليمية في المدارس إذا نفذ نيته بالانضمام لرحلة غزة، وأضافت: "لا نريد أن يتم اختبار التلاميذ في امتحانات التخرج في قصائد شاعر ذي ضمير مزدوج"، وقالت إنها توجهت في هذا الأمر إلي وزير التعليم، جدعون سَعَر. هذا الهجوم من اليمين لم يكن وحيداً، كان ثمة هجوم آخر علي الشاعر من اليسار. كتبت أورلي نوي بصحيفة يديعوت أحرونوت، مذكرة القراء بموقف زاخ من اليهود الشرقيين، والذين قال عنهم منذ أشهر في التليفزيون أنهم جاءوا من الكهوف، في مقابل اليهود الأوروبيين الذين جاءوا من أحضان الثقافة الرفيعة. قالت: "عندما نسمع مبرراته تلك، لا يمكن ألا نتساءل متي بالضبط نمت في روحه الرقيقة حساسية عالية كتلك ضد مشاهد العنصرية التي يثور ضدها الآن؟"، وأضافت ساخرة: "هل يريد الانضمام للرحلة إلي غزة من أجل إخراج أهلها من المغارات، وإنزالهم من علي أفرع الشجر؟". "ناتان زاخ يعتبر نفسه المبشر بحركة السلام، وواحداً من المتحدثين باسمها. كون اليسار الإسرائيلي لم يتبرأ بصلابة من الأقاويل العنصرية لزاخ ضد الشرقيين، مهّد في نظره الطريق للإعلان عن نيته للانضمام للرحلة إلي غزة". العنصرية ضد الفلسطينيين مدانة من عموم اليسار الإسرائيليين، في رأي الكاتبة، ولكنّ هناك موقفاً آخر من العنصرية ضد اليهود الشرقيين: "العنصرية ضد الشرقيين تميل حتي الآن لأن تكون غير مرئية بالنسبة لمجموعات واسعة في الجمهور الإسرائيلي، ومن بينهم هؤلاء الذين يدعون الحديث باسم قيم عليا مثل العدل والمساواة والتنوير". واختتمت مقالها: "من الواجب علي منظمي الرحلة لغزة وشركائهم الإسرائيليين أن يقولوا لناتان زاخ بصوت عال: هدف الرحلة هو كسر شدة العنصرية والظلم اللذين حوّلا غزة إلي السجن الأكبر في العالم. حمولة العنصرية التي سيحملها ناتان زاخ معه علي متن السفينة ستهدد الرحلة مثل جنود الصاعقة الإسرائيليين، إن لم يكن أكثر".