غريب أن قلقى على أوضاع مصر السياسية والاقتصادية والاجتماعية يزداد طردياً مع وجودى بالخارج ويتقلص عند رجوعى لها. لكن أسبوعا واحدا من التواجد فى مصر يفهمنى الكثير عن حقيقة الأشياء.
أسئلتى تدور حول المعضلة التالية: كيف للمجتمع المصرى، الذى طالما شهد (...)
أولى الأساطير أننا شعب طيب ومسالم. قد نكون كذلك فى فترة ما ولكننا لم نعد. درجة العنف فى المجتمع متوغلة منذ زمن. من أول الخناق البسيط بين ميكانيكى سيارات مثلاً والصبى بتاعه، الذى لن يتعلم «الصنعة» إلا «بالضرب على دماغه»، مفتاح إنجليزى هنا، شاكوش (...)
أعتبر أن مصر مسؤولة نسبياً عما يجرى فى سوريا. ذلك أن مصر مع صعود الإخوان كان مقررا لها أن تتبنى سياسة قائمة على «الهوية الإسلامية السنية» تحديدا فى مواجهة «إيران الإسلامية الشيعية». كتبت فى سبتمبر 2012 مقالا بعنوان «محاصرة إيران» ثم فى مايو 2013 (...)
كيف يرانا العالم الآن؟ سمعنا أخبار الاتحاد الأوروبى الذى يرفض دعم مصر ماليا. الحقيقة أن المال نفسه ليس مهما، لكن خلاصة القول هنا أن مصر لم تعد بنفس الأهمية للعالم الخارجى. للأسف هذا الإدراك ليس أمرا جديدا تماما. فهكذا تُتداول إحدى الروايات عن «الشرق (...)
خبر اغتيال قيادى بالمعارضة التونسية يجعلنا نتساءل: هل وصلنا لمرحلة الاغتيالات؟ هذا الحدث يذكرنا بالحرب الأهلية اللبنانية، التى ارتبط وصفها بالطائفية: مسيحى، مسلم، شيعى، سنى، شرق وغرب بيروت.
أنتبه الآن لما قيل لى مؤخراً: «هل تعلمين أن اللبنانيين (...)
بدأت انتبه لاستخدام الأكاديميين كلمة «Regime»، «نظام» مقترناً «بصدام حسين» إبان حرب العراق فى 2003 على أنها مصطلح ذو مدلول سلبى، غير أن كلمة «دولة» تستخدم بشكل إيجابى لتصف إسرائيل مثلاً «The State of Israel» عاكسة قوة الكلمة والمصطلح. فأدركت أن (...)
تذكرت هذه العبارة وأنا أتفكر فى أحداث «نايل سيتى»، فهذه المقولة كانت عنوان مجموعة مقالات بعنوان Welcome to the Desert of the Real كتبها الفيلسوف السلوفينى المعاصر Slovaj Zizek فى أعقاب أحداث 11 سبتمبر.
وهى أيضاً العبارة التى ظهرت فى فيلم Matrix (...)
«60 عاماً تحت حكم العسكر!» ترددت هذه العبارة على مدى العام والنصف الماضيين، وكثيراً ما كان لى تحفظ عليها، فهذا التأريخ يغفل بعض الفروق الدقيقة التى ميزت فترات الحكم المختلفة منذ عام 1952. ففترة حكم الضباط الأحرار كمجلس عسكرى «Military Junta» والذى (...)
فخورة اليوم وأنا بالخارج وعلى وشك العودة إلى مصر. أحتفل بحق بنجاح العملية السياسية وعدم إجهاضها. الأيام الماضية كان الجميع من حولى، سواء صحفيين أو أكاديميين أو مواطنين أمريكيين عاديين يسألوننى: «بماذا تشعرين؟.. كيف تقرئين نتائج الانتخابات؟»، كانت (...)
جاءت نتائج الانتخابات كما هو متوقع فى أحد السيناريوهات: مرسى ضد شفيق فى الإعادة. على هامش هذا، لم أندهش إطلاقا من صعود صباحى، فقد راهنت على صعوده، اعتمادا على ظرف دولى من تصويت الفرنسيين لمرشح «سوشيالى» Socialist، وتصويت الكثير من المصريين فى فرنسا (...)
الانتخابات بدأت.. أنا متفائلة بأى نتيجة كانت، مادام لن يكون هناك عنف، أو إبطال للانتخابات أو تزوير.
إذن ماذا عن المرشحين؟ أولا بالنسبة لعمرو موسى، يجب الاعتراف بأن وصفه بكلمة «فلول» غير دقيق. فمن شهد فترة منتصف التسعينيات يتذكره «كمنافس» سياسى (...)
شاهدت المناظرة التاريخية بين عمرو موسى وعبدالمنعم أبوالفتوح. وأقر بأنها كذلك لأنه أبداً لم يحدث أن تحددت العلاقة بين المرشح الرئاسى والمواطن الناخب بهذا الشكل من ذى قبل، بحيث «يعرِض» المرشح نفسه، فيوضع تحت مجهر شعبى دقيق، وبناء على أفكار وتصورات (...)
درسنا فى مقرر الفلسفة فى الثانوية العامة أن Philosophia فى اليونانية تعنى «حب الحكمة» وأن هناك فلاسفة أى «محبين للحكمة» وأن هناك «سوفسطائيين»، وهم الذين عُرِّفوا بأنهم جماعة تُجادل الفلاسفة بما لديهم من قدرة عالية على التلاعب بالألفاظ اللغوية لقلب (...)
لمن يتذكر، فى عام 2000 ألقى «آل جور»، مرشح «الحزب الديمقراطى» للرئاسة الأمريكية، «خطاب التنازل» بعد معركة انتخابية ضارية ضد جورج بوش الابن، وصلت إلى حد تعليق إعلان النتائج لأكثر من 36 يوماً. وذلك بعد أن جاءت تقارير عن مشاكل فى لجان تصويتية محددة فى (...)
لمن يعرف لعبة الشطرنج ويجيدها وهى لعبة تدريب على التفكير «الاستراتيجى» فى الأساس، والمعتمد بدوره على تحقيق أهداف مستقبلية وليس بالضرورة على «تكتيكات» دفاعية تحت ضغط الخصم المقابل يُدرك أن عبارة «كش ملك» هى الجملة التى تعكس تقدُم من يقولها، لدفع خصمه (...)
تابعت، الأسبوعين الماضيين، تصريحات الإخوان المسلمين حول إمكانية طرح اسم لرئاسة الجمهورية، رغم إعلانهم فيما مضى أنهم لا ينوون طرح مرشح يُحسب على التيار الإسلامى. كان تعليلهم فى حينها هو ألا يُتهموا بإخافة المجتمع المصرى بشراسة تواجدهم السياسى فى كل (...)
كنت قد آثرت، من قبل، ألا أتحدث عن المأساة الرياضية - الاجتماعية - الجنائية - السياسية التى وقعت فى بورسعيد شهر فبراير الماضى، وخلفت أكثر من 75 قتيلا، رغم متابعتى للأمر عن كثب فى حينها، وذلك لكون الموضوع شائكاً ومعقداً للغاية. فكل النظريات (...)
أكتب اليوم عن «ماما». لا أريد أن أقول «أمى» أو «والدتى» كى أتخفى وراء لغة محايدة. فهذا المقال شخصى بالدرجة الأولى، ولكن ألست ممن يؤمنون بعبارة «ما هو شخصىٌ إنما هو فى الواقع سياسىٌ»؟ بلى، فتكويننا الشخصى وظروف تأثرنا بمن حولنا يُنتجنا إنتاجا. وأكثر (...)
قام صحافيان مصريان برحلة إلى تركيا، بحثاً عن نموذجها واستلهاماً لدروسٍ منها في مخاض الثورة المصريّة، الذي يبدو عسيراً بين المجلس العسكريّ والتيارات الإسلاميّة. رحلة استكشافيّة بين علمانيّة الدولة وإسلام العدالة والتنمية،
وبين الهويّة الأسطوريّة (...)
تردد أخيراً مصطلح «عصيان مدنى» مقترناً بالدعوة إلى «إضراب عام» بهدف تفعيل الروح الثورية من جديد. لكن كما سيقول لك متخصصو التسويق ومحترفو الإعلان أهم شىء هو أن تكون «رسالة المُنتج واضحة للمستهلك كى يشترى السلعة»، بل يجب أن يكون «اسم الماركة» غير (...)
أحياناً ما سمعت لفظ «مصرستان» فى إطار «التهكم» على ما قد تؤول إليه مصر إذا ما تحكم تيار الإسلام السياسى فيها، فتصبح مصر فى نظر من يستخدمون هذا اللفظ مثل أفغانستان، بما توحى به من صورة نمطية لحكم إسلامى متشدد غير ديمقراطى أو تقدمى متفتح. لن أتكلم عن (...)
اذهب لتدلى بصوتك فى الانتخابات اليوم! نوفمبر عاد ليذكرنا بانتخابات 2010 المشينة، وكأنه «كلاكيت تانى مرة» لإعادة فرصة الانتخاب، فهل ننجح فى تغيير «سيناريو» الانتخابات المزورة؟
أعلم أنه من المفترض أن مصر قامت بها «ثورة»، وبالتالى التغييرات من المفترض (...)
كنت قد انتبهت فى الأشهر القليلة الماضية، وفى أعقاب الثورة المصرية لأفكار ترددت حول فكرة إنشاء «مجلس رئاسى» يتكون من «آباء مؤسسين» للدولة المصرية الجديدة.
فى تلك الصيغة المقترحة تتم عملية انتخاب/انتقاء من المفترض أن تؤدى إلى إجماع «بطريقة ما» على (...)
لا أتحدث عن أى من قرى مصر. ولكنى أشير إلى بيت الأمريكية «إميلى ويلسون» بمدينة سياتل، التى فتحت هى وزوجها «مايكل ريتش»، بيتهما لاستقبال المصريين خصوصا والعرب عموما منذ أكثر من 15 عاما.
فالحكاية بدأت بمشاركة «إميلى» فى برنامج تطوعى فى جامعة واشنطن، (...)
هذه ترجمة حرفية لاسم فريق الروك الأيرلندى الشهير «U2» الذى شاهدت عرضه الرائع فى مدينة سياتل السبت الماضى فى صحبة أكثر من 74 ألفاً آخرين فى استاد «كويست» العملاق.
طبعا اسم الفريق لا يعنى بالضرورة «أنت أيضاً» كما ترجمته: فقد قيل إنه بنشأة الفريق عام (...)