حالة من الغضب والدهشة تسود أهالى الإسماعيلية بعد قرار وزارة الصحة بيع مستشفى حميات التل الكبير ومستشفى أبو خليفة، فعلى الرغم من أن الوزارة كانت قد أعلنت خطة محكمة للتأكيد على أهمية إنشائهما، عادت بعد عدة سنوات وبعد إنفاق الملايين عليها، وتجهيزها بأحدث المعدات لتعلن أنه لا حاجة لهما، وأن بيعهما أكثر جدوى حيث سيتم إنفاق عائد البيع على القطاع الصحى بالمحافظة. البعض أكد أن الدوافع وراء هذه الخطوة غير مفهومة، فيما رأى آخرون أن قرار البيع يمثل إهداراً للمال العام خصوصاً وأن أبناء المحافظة فى حاجة لهذه المستشفيات. وطالب المواطنون بالكشف عن الطريقة التى سيتم بها إنفاق العائد من بيع المستشفيات. من جهته أكد اللواء عبد الجليل الفخرانى محافظ الإسماعيلية أن حصيلة بيع مستشفى حميات التل الكبير وأبو خليفة ستتم الاسفادة منها فى القطاع الصحى بالمحافظة، مشيراً إلى أن القرار مركزى وصادر عن وزارة الصحة، ولا علاقة للمحافظة به. إلا أنه عاد للقول بأن القرار جاء بعد دراسة متأنية أثبتت عدم الحاجة لتلك المستشفيات فى الوقت الحالى، خاصة وأن عوائد البيع ستزيد على 100مليون جنيه سوف تستخدم فى الإنفاق على القطاع الطبى بالإسماعيلية لاسيما دعم مستشفى أورام الإسماعيلية الجديد، مشيراً إلى أنه خاطب مجلس الوزراء ووزارة الصحة بشأن ضرورة تخصيص عوائد بيع المستشفين لهذا الغرض، لاسيما وأنه مطلب شعبى لأبناء الإسماعيلية. ومن جهته أكد الدكتور محمد الشرقاوى مدير عام الصحة بالإسماعيلية أن وزارة الصحة أجرت دراسة بالتعاون مع جامعة قناة السويس حول المنظومة الصحية بالإسماعيلية وانتهت إلى أن المستشفيات الموجودة بالمحافظة حالياً تغطى الخدمة الصحية، وأنه ليست هناك حاجة لمستشفى حميات التل الكبير فى ظل قدرة مستشفى حميات الإسماعيلية على تغطية المحافظة بالكامل وبكفاءة عالية. وأضاف أن الدراسة أكدت أيضاً عدم الحاجة إلى مستشفى أبو خليفة، ومن ثم توصلت الوزارة إلى أن بيع المستشفتين قرار صائب بإشراف وزارة المالية، على أن تخصص عوائد البيع لصالح القطاع الصحى بالإسماعيلية. وعلى العكس من ذلك وصف محسن بغدادى عضو مجلس محلى التل الكبير القرار بأنه "خسارة كبيرة" مشيراً إلى أن الصفقة تنطوى على إهدار للمال العام، خاصة وأن المعدات والتجهيزات مخزنة بمستشفى حميات التل الكبير منذ خمس سنوات، على الرغم من أنها تقدر بالملايين. وقال "لو هناك إصرار على البيع فلابد من تخصيص عوائد البيع للصرف على مستشفى التل الكبير المركزى ومستشفى القصاصين" فيما وصف حسن داوود عضو مجلس محلى محافظة الإسماعيلية القرار بأنه "متسرع" لاسيما وأن مستشفى حميات التل الكبير كانت تستهدف خدمة قطاع عريض من أبناء المركز لتخفف عنهم عناء الذهاب لمستشفى حميات الإسماعيلية الذى لم يعد قادراً على استيعاب المحافظة بالكامل. وأضاف أن مستشفى أبو خليفة كان يمكن استغلاله والاستفادة من تشغيلة بدعم مستثمرى المنطقة الصناعية بأبو خليفة. على الجانب الآخر أيد النائب محمود سليم عضو مجلس الشعب بالإسماعيليه طرح مستشفى أبو خليفة والتل الكبير للبيع، مشيراً إلى أن وجودهما على حالهما يعد إهداراً للمال العام لأنهما تكلفا أموالاً طائلة فى الإنشاء دون جدوى، وقال "قرار البيع فى رأيى هو الأنسب" وأبدى الدكتور شفيق جرجس عدم اقتناعه بالقرار مشيراً إلى أن الوزارة كانت لديها خطة واضحة فى بناء مستشفى أبو خليفة تتضمن أن يظهر الغرض منها عام 2017، مؤكداً على أن قرية أبو خليفة فى حاجة إلى خدمات طبية. أما بالنسبة لمستشفى حميات التل الكبير، فقال إن وجود مستشفى آخر تقوم على الرعاية الطبية للمواطنين يقلل من الآثار السلبية لعملية البيع. والتقط طرف الخيط الدكتور أحمد موسى طبيب بمنطقه أبو خليفة ليؤكد أن المنطقة تحتاج إلى مستشفى أبو خليفة التخصصى المطروحة للبيع، لأن القرية فقيرة بالخدمات الطبية التى يحتاجها المواطنون. وأشار إلى أن موقعها على الطريق السريع يوضح أن الهدف من إنشائها كان يشمل خدمة عابرى الطريق فى حال وقوع حوادث على الطريق، وقال "كيف اكتشفوا فجأة أن المستشفى بلا جدوى، وأن هناك ضرورة لبيعها".