وكأن بلادنا تحولت إلى ساحة قتال، الكل فيها ينتظر الانتصار فهنا ساحة القتال الكلامية وهناك ساحات القتال الفكرية وها هنا حروب الشوارع، وتمضى بجانبنا قوافل التخريب ورموزنا تراقب المشهد وتنتظر فقط الانتصار لا يهم كم من دماء أريقت .. لا يهم كم نفوس تمضى لا يهم كم من منشآت خربت ودمرت لا يهم أن بلادنا تضيع .. طالما أننا فى النهاية يشار إلينا بالبنان هكذا تمضى بلادنا عذراء دنس طهرها ولد عقيم هكذا يمضى رموزنا بين سطور تلك المانشيتات العريضة فى طليعة كل صحيفة أو خلف الشاشات السوداء تميزهم تلك الرايات الحزبية التى قسمت بلادنا وفرقت أفكارنا تميزهم تلك الشعارات التى لم نسمع عنها إلا أنها شعارات. وهناك فوق ألسنة الفوضى والجهل والمرض وسوء الحال ومرارة خيبات الأمل يمضى وحيدا شعب مازال لم يعرف عن الحرية إلا اسمها. هل ترون يا رموز أمتنا إلى ما وصلنا إليه من ضيق الحال وكدر العيش؟ هل ترون دماء ذاك الفجر الوليد قتلتموه بغبائكم وفرقتكم ونحن فقط من يدفع الثمن؟ نحن من ندفع الثمن بالدم والمال والأمن ومازلتم تقدمونا أضاحى وتزايدون على أننا شعب ما زال يقدسكم عفوا يا رموز أمتنا.. إن كنتم مازلتم تنتظرون الانتصار على حسابنا فاسمعوا جيدا.. كلكم تخسرون.