أثار ما نشره اليوم السابع على لسان الشيخ يوسف البدرى حول قانون تطبيق حد الردة، ردود فعل كثيرة ومختلفة فيما بينها، حيث أكد قيادات بمكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين رفضهم لوضع قانون لتطبيق حد الردة، وأوضح قيادات الجماعة أن المناخ والبيئة غير مهيئين الآن لمثل هذا القانون أو أى حد من الحدود، رغم أهميتها كجزء من العقيدة الإسلامية والشريعة، لكن يسبقها، كما قالوا، مبادئ وأولويات كثيرة. وأوضح د.أسامة نصر، عضو مكتب الإرشاد، أنهم كمكتب إرشاد يعتمدون على ما قاله الشيخ يوسف القرضاوى فيما يتعلق بتطبيق حد الردة، وهو استتابة من يرتد بدون وقت أو عدد مرات معين، طالما أنه لا يؤذى المسلمين ولا يقوم بالدعوة للدين الجديد الذى اعتنقه. وذكر نصر أن المادة الثانية من الدستور المصرى كفيلة بأن تحفظ تطبيق الحدود فى ضوء القانون الطبيعى بدون إيجاد قانون جديد خاص بحد الردة، مشيرا إلى أنه طالما ذكر الدستور أن الشريعة هى المصدر الرئيسى للتشريع فلابد أن تراعى جميع القوانين والتشريعات هذا النص عند التطبيق، وعليه يؤكد أنهم كإخوان يبحثون عن تطبيق الرأى الغالب لدى جمهور العلماء المسلمين من أهل السنة والجماعة، وهو " أن من يرتد يستتاب إلى عدد غير محدود من المرات طالما أنه ابتعد عن إيذاء المسلمين أو ما لم يثبت أنه يدعو لنشر الدين الجديد الذى دخل فيه". واختتم نصر بأن الآراء الفقهية والرأى الوسط والذى يحمل تيسيرا على الناس هو الأولى بالاتباع فى هذه الحالة، وهو مراجعة أى مرتد وقتا طويلا أملا فى استتابته، وهو الراجح عند الفقهاء والراجح فى الشرع، كما قال. بينما أعطى سعد الحسينى، عضو مكتب الإرشاد، مبررا جديدا لعدم تأييدهم وجود قانون لتطبيق حد الردة، وهو أن البيئة غير مساعدة ولا تسمح بهذا الآن، فالأولى كما يرى الحسينى هو تهيئة البيئة وإصلاح المجتمع ،كما أن تطبيق مقاصد الشريعة الخمسة ومبادئها من الحفاظ على الشورى وحفظ العرض والمال والأمن للمسلمين أهم كثيرا من البحث الآن عن تطبيق حد الردة، ومع تأكيد الحسينى على أنه جزء من العقيدة والإسلام، إلا أنه أوضح أن التوقيت لا يناسب تطبيق هذا الحد، مبررا ذلك بأن الرسول(ص) لم يطبق الحدود فى الدولة الإسلامية إلا بعد أن كان هناك مجتمعا إسلاميا متكاملا وقائم على الشريعة. أما الجو الحالى كما يراه الحسينى فيحتاج إلى إصلاح وتوعية للمواطنين بحقوقهم وواجباتهم وإعمال مبادئ الشريعة بالتدريج، وليس بالقفز أو الخروج عن المألوف. ويرى الحسينى أن البيئة الحالية تفسد العقائد لدى المواطنين سواء من إعلام أو قوانين أو سلوكيات أو فساد أو غياب لدور الأزهر، وغياب للوعى لدى الدعاة. وضرب مثلا بأن البهائيين لا يجدون من يوعيهم بحقيقة ما يعتقدون ولا يجدون من يوضح لهم حقيقة دينهم الإسلام، فكيف فى غياب التوعية والتهيئة والتعريف والتبصير يتم تطبيق حد الردة.