تربية نوعية جامعة الفيوم تنظم معرضا للتصوير الفوتوغرافي لطلابها    جامعة قناة السويس تستقبل وفدا من الإدارة المركزية لشؤون الوافدين    وفد اليونسكو يزور معهد الموسيقى العربية    المفتي: انتشار العنف والإرهاب قديمًا وحديثًا سببه الانحراف عن تعاليم الأديان    في اليوم العالمي للأسرة.. «الحوار الوطني»: نواصل دورنا لتعزيز التماسك المجتمعي    برلماني: مشروع مستقبل مصر أحد المشاريع العملاقة بالجمهورية الجديدة    مدبولى: تسلمنا 14 مليار دولار بالدفعة الثانية من صفقة "رأس الحكمة"    محافظ أسيوط يتفقد مشروع إحلال وتجديد موقف سيارات الغنايم    زراعة المنيا تناقش خطة مكافحة القوارض بعد حصاد القمح    بث مباشر.. حجز شقق جنة في القاهرة الجديدة و6 أكتوبر بالقرعة العلنية    مُفتي الديار الفلسطينية يُحذر من خطورة حرب دينية تلوح في الأفق    مسؤولة فلسطينية: شعبنا لا يزال ثابتاً على أرضه ومتمسكا بها رغم جرائم الاحتلال    لا تصدقوهم.. إنهم كاذبون!    بلينكن: استعادة القدرة التشغيلية للجانب الفلسطيني من معبر رفح ضرورة ملحة    14 مليار دولار.. رئيس الوزراء: تسلمنا الدفعة الثانية من صفقة تطوير رأس الحكمة    الأمم المتحدة: أكثر من 7 ملايين شخص يواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي بجنوب السودان    تفوق للأحمر| تاريخ لقاءات الأهلي والترجي في دوري أبطال إفريقيا    ساويرس يرد على إمام عاشور بعد وعده بفوز الأهلي على الترجي    تصفيات كأس العالم - بيرسي تاو على رأس قائمة جنوب إفريقيا لمواجهة نيجيريا وموزمبيق    تأجيل محاكمة المتهمين برشوة الجمارك    محافظ بورسعيد للطلاب: "بتأخذوا دروس خصوصية علشان تنزلوا الشارع" - صور    المرور: ضبط 14 ألف مخالفة على الطرق والمحاور خلال 24 ساعة    مصرع طفل غرقا خلال لهوه على حافة بحر النزلة بالفيوم    عيسى: صناعة السياحة في مصر أثبتت أنها تستطيع التعامل مع الظروف الصعبة    اليوم الأول لمهرجان كان.. لقاء مفتوح مع ميريل ستريب وإعادة فيلم الافتتاح    حظك اليوم وتوقعات الأبراج.. الأربعاء 15 مايو    أمين الفتوى: الصلاة النورانية لها قوة كبيرة فى زيادة البركة والرزق    الإفتاء توضح حكم الطواف على الكرسي المتحرك    الصحة: تقديم الخدمات الطبية ل898 ألف مريض بمستشفيات الحميات    الصحة تنشر طرق التواصل مع البعثة الطبية للحج.. وتوجه 4 نصائح مهمة    تحرير (148) مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة    للنهائى الأفريقي فوائد أخرى.. مصطفى شوبير يستهدف المنتخب من بوابة الترجى    انطلاق الامتحانات العملية بجامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر.. صور    إنعام محمد علي تكشف مفاجأة حول المرشحة الأولى لبطولة «ضمير أبلة حكمت» قبل فاتن حمامة    نسرين أمين: أحداث فيلم "ولاد رزق 3" مختلفة وأكثر تطورًا    الصورة الأولى لأمير المصري بدور نسيم حميد من فيلم "Giant"    من هي الممثلة الهندية إميلي شاه؟.. تحب يسرا وشاهدت أفلام السقا    "التعاون الإسلامي" تؤكد دعمها الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني    محافظ الجيزة يتابع خطة رصف طريق البراجيل أسفل محور 26 يوليو الجديد    حكم وشروط الأضحية.. الإفتاء توضح: لا بد أن تبلغ سن الذبح    "النقد الدولي" يوافق على قروض لدعم اقتصاد غينيا بيساو والرأس الأخضر    انهيار جزئي بمنزل دون إصابات بسوهاج    العمل: إطلاق حملة "معاً نحو بيئة عمل آمنة" بمجمع إعلام بورسعيد    «حياة كريمة» تطلق قافلة تنموية شاملة إلى قرية شماس بمركز أبو النمرس    رئيس استئناف القاهرة يفتتح قسم الترجمة بعد التطوير    الداخلية: ضبط 25 كيلو مخدرات و132 قطعة سلاح بالدقهلية    الصحة تشارك في اليوم التثقيفي لأنيميا البحر المتوسط الخامس والعشرين    «النقل» تكشف تفاصيل التشغيل التجريبي ل5 محطات مترو وتاكسي العاصمة الكهربائي    أحمد مجدي: السيطرة على غرفة خلع ملابس غزل المحلة وراء العودة للممتاز    97 % معدل إنجاز الري في حل مشكلات المواطنين خلال 3 سنوات    ضبط 14293 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    تشاهدون اليوم.. نهائي كأس إيطاليا وبيراميدز يستضيف سيراميكا    «إكسترا نيوز»: قصف مدفعي إسرائيلي عنيف على عدة مناطق في رفح الفلسطينية    النائب إيهاب رمزي يطالب بتقاسم العصمة: من حق الزوجة الطلاق في أي وقت بدون خلع    علي معلول: سنعود بنتيجة إيجابية من تونس ونحقق اللقب في القاهرة    بشرى سارة للجميع | عدد الاجازات في مصر وموعد عيد الأضحى المبارك 2024 في العالم العربي    أحمد كريمة: العلماء هم من لهم حق الحديث في الأمور الدينية    ريال مدريد يكتسح ألافيس بخماسية نظيفة في ليلة الاحتفال بالليجا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الثقافة ل"اليوم السابع": الثورة لن تُسرق. . والشباب مطالبون بالانضمام للأحزاب.. ومن لا يستمع لأم كلثوم فهو غير طبيعى.. ويؤكد: وزارة الثقافة تولت مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الأخيرة لإنقاذه
نشر في اليوم السابع يوم 12 - 01 - 2013

" مصر ليست الدولة التى تقع بسهولة، وأنا لست موافقا على أن مصر أو الاقتصاد المصرى "سيقع" أو لا قدر الله تحدث فيها حرب أهلية، فنحن شعب لدينا تاريخ، ومصر عبارة عن طبقات تاريخية، فرعونية وقبطية وإسلامية وحديثة، وهل هناك بلد تعرض لانكسارات مثل مصر.. وعندما انهزمت فى 67، وأصبحت بدون اقتصاد وفى 6 سنوات وقفت على قدميها وحاربت.. فهذا البلد قادر على استعادة نفسه إذا وجد مناخا جيدا، ورغم كل الظروف الأمنية والاقتصادية فإن المصريين عندما يشعرون بالخطر على مستقبلهم وبيوتهم وبلدهم تجد أنهم يقفون وقفة رجل واحد"، بهذه الكلمات بدأ الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة حواره مع "اليوم السابع" خلال تواجده فى العاصمة العمانية "مسقط".
صابر عرب الذى شارك فى حفل توزيع جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، بعدما كان عضوا بلجنة تحكيم الجائزة بفرع "الدراسات التاريخية"، قال ل"اليوم السابع" فى الحوار الذى أجرى قبل التعديل الوزارى الأخير "لو درسنا التاريخ جيدا سنجد أن الشعب المصرى دائما تظهر عبقريته وقوته وحبه لوطنه فى لحظة ما.. فمصر قادرة على استعادة نفسها فى وقت قصير.. لكن ذلك سيتم إذا أعددنا مناخا جيدا لها..، وإذا نظرنا لتاريخ الثورات خلال الثلاثينات والأربعينيات والخمسينيات وصولا إلى ثورة 25 يناير وما حدث فيها تجد أن الشعب استطاع الحصول على حريته فجأة بعد أن تعرض عبر سنوات طويلة للضغط والظلم والقهر.. ولكن الشىء الذى خفى على الجميع أن الحصول على الحرية شىء وممارستها شىء آخر لذلك حدث الصدام بين الحرية والممارسة لها بالمعنى السياسى والاجتماعى والدينى".
وأكمل وزير الثقافة حديثه بقوله "وإذا نظرنا إلى دول مماثلة حدثت فيها ثورات سواء فى أوربا الشرقية أو جنوب شرق آسيا نرى أنه يسود هذه الثورات حالة من الخلاف والاختلاف والحراك ومع الوقت تعود الأمور لطبيعتها، ويجب علينا خلال الفترة القادمة إن نتحاور كجماعة وطنية ومثقفين وفنانين وأصحاب المهن المختلفة ونترك الاختلاف ونصل لحوار مشترك من أجل الوطن والدولة المصرية، كما يجب علينا أن نقضى تماما على فكر التخوين الذى يمارس فى التعامل مع الجميع من أجل العبور لبر الأمان".
** وماذا عن الشباب المصرى. .هل تراه على قدر من الوعى بأبعاد ومتطلبات اللحظة الراهنة؟
أنا مطمئن على الشباب المصرى، وهو على درجة كبيرة من الوعى، ولكنه فى حاجة لاكتساب ثقافة الحوار، ولابد أن ينضم الشباب المصرى إلى أحزاب، طالما ارتضينا بالديمقراطية، فالديمقراطية بدون أحزاب ستكون ديمقراطية شكلية، وفى أوروبا نجد الشباب ينضمون إلى الأحزاب فى سن مبكر وفى أثناء دراستهم فى الجامعة.. ونصيحتى للشباب أن يدخلوا فى أحزاب، فالحوار داخل الأحزاب غير الحوار فى الهواء الطلق، فالحوار داخل الأحزاب هو دعم لفكرة الديمقراطية من خلال مؤسسات الأحزاب، وأرجو من كل شاب أن يختار الحزب الذى يرتضيه.. كما أنه مطلوب من الشباب فى الفترة القادمة فى مصر الجديدة أن يهتموا بالثقافة والتعليم وبالخبرة المهنية، ويجب أن يطوروا من أدواتهم، لأن الزمن القادم هو زمن الخبرة والعلم، ولن يكون هناك مجال للفهلوة، كذلك يجب على الشباب أن يقرأ تاريخ مصر جيداً ويثقف نفسه، طالما ارتضى العمل بالشأن السياسى والحزبى، فتاريخ مصر منجم من المعرفة، ومن خلاله نتعرف على تاريخ القانون.. وتاريخ السياسة.. وتاريخ الأحزاب.. وتاريخ التنمية الاقتصادية.. وتاريخ الفن، فكل شىء موجود فى التاريخ المصرى.
ولو أجريت حوارا مع الشباب ستجد عندهم وعيا كبيرا.. وفى أثناء الثورة وجدت أحمد ابنى بدأ ينزل الميدان.. ويوم 26 يناير قال لى أنا أريد أن أقرأ الدستور فقلت له مالك ومال الدستور قال أنا وأصحابى فى الميدان نريد أن ندرس الدستور.. وقتها اشتريت له 5 نسخ، وفى يوم 5 فبراير أحضرت له حوالى 50 نسخة من دستور 71.. وفى مشروع الدستور الجديد كان ينزل الشارع مع أصدقائه ليتحدثوا مع بعض ويعرفوا وجهات نظرهم المختلفة.. فالجيل الجديد هو من سيبنى البلد وأنا ضد من يقول إنه جيل ضعيف.. البلد سوف تكون أحسن.. ولن يستطيع أحد أن يسرق البلد بعد الثورة.
ما رأيك فى الممارسات الحوارية فى الفترة الحالية؟ وما تأثيرها على الأوضاع فى مصر؟!
هناك فرق بين الحرية والتحرر.. الحرية ثقافة. . ثقافة تتعلمها من المجتمع والبيئة التى تعيش فيها. .تعرف كيف نتفق ونختلف.. ولكن التحرر مختلف.. فجأة تجد نفسك وعندك 30 سنة وصاحب قرار وأنت عمرك ما أخذت قرار فتغلط وهذا ما فعلته الثورة بنا.. وللأسف لم نتعلم الفرق بين ثقافة الحوار والحرية.. فحصلنا على تحررنا فى وقت لم يكن لدينا رصيد اجتماعى وسياسى للحرية ولا نعرف معنى الديمقراطية.. ولكن المستقبل قادم لمصر.. والاستقرار قادم.
وهل سننتظر هذا الاستقرار طويلاً؟
مقارنة بدول كثيرة جدا.. نحن بخير والأمور ليست صعبة.. اذا أرادت مصر أن تخرج من الأزمة التى تعيشها أو تحدث تنمية فى كل المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فلابد أن تكون الثقافة هى البنية الأساسية التى تدفع المجتمع للأمان.. لأن الثقافة مهمتها إحداث الوعى فى المجتمع ولا توجد تنمية حقيقية بدون وعى.
وهنا أتذكر عندما قام سفير بولندا بزيارتى قريبا وسألته عن رأيه فى تجربة الثورة المصرية، فقال أنتم مازلتم فى البداية ولا يجب الاستعجال فى الحكم حاليا، كما أنه شرح لى ما مرت به بلاده بقوله "نحن فى العشر سنوات الأولى كنا مختلفين جدا وفى بداية العشر سنوات التالية بدأت المسائل تتوتر كانت فترة خطيرة جدا وبعد 15 سنة شعرنا أن الاقتصاد انهار بدرجة 90% والعملة انهارت فشعر الناس بالخوف وكل شخص خاف على حياته وحياة أسرته وشعر أن البلد تضيع وحينها بدأنا نتفق.. وتجاوزنا مشاكل كثيرة جدا وفى بولندا فى طريقها لتكون من البلاد المهمة فى أوروبا".
كيف تقيم الدور الثقافى المصرى؟
الثقافة لها تأثير كبير فى المجتمع المصرى.. ومنذ القرن التاسع عشر وصولا للقرن العشرين.. الفن المصرى والكتاب المصرى.. الموسيقى المصرية الغناء المصرى. . أم كلثوم. . أمور ثقافية وفنية جعلت لمصر دورا رياديا فى العالم كله.. الفن والسياسة مرتبط بسياق الزمن.
لكن البنية الثقافية فى حاجة إلى تعليم.. فهل المدرسة والمنظومة التعليمية تقوم بالفعل بالدور المتوقع منها؟
المدرسة المصرية فيها خلل، والمنهج المصرى ضعيف.. عندما نتكلم عن مستقبل الثقافة يجب أن تستدعى مباشرة وزارة التربية والتعليم وكل الوزارات المعنية كالإعلام والتعليم العالى والثقافة، ويجب أن تكون هناك علاقة قوية بين كل هذه الوزارات.
مؤخراً جلست مع زير التربية والتعليم لمعرفة احتياجات الوزارة، وسوف نتواصل مع باقى الوزارات لمد يد العون، وكل منا يقدم ما باستطاعته ويوفر ما تحتاجه الوزارات الأخرى لكى نعيد النشاط الثقافى فى المدرسة والجامعة مرة أخرى خاصة أن لهما دورا كبيرا فى نشر الثقافة وتنوير العقل والذهن والجسد، والطفل يتذوق الفن من صغره ومن يستمع للموسيقى لن تجد عنده مشكلة نفسية أو عصبية، إذا كان هناك أحد لا يستمع لأم كلثوم فهو غير طبيعى، والإمام الغزالى على ما اعتقد قال: (من لم يتذوق الموسيقى فهو حمار)، لذلك نحن نسعى لثقافة بمفرداتها المختلفة فلابد للأدب والفن والإبداع أن يخدم المجتمع ولابد أن تصنع حراكا نتقبل من خلاله بعضنا البعض ولابد أن تكون الثقافة والفن فى خدمة التنمية والتعليم وخدمة الدولة وهى جزء أساسى من التنمية.
ترددت شائعات وأقاويل حول المصاعب التى واجهت مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الأخيرة حتى كادت تطيح به. .ما حقيقة هذه المصاعب. .وهل كان ذلك انعكاسا لما تعانيه السينما المصرية الآن من أزمات؟
المهرجانات هى إحدى القوى الناعمة، ومهرجان القاهرة السينمائى بدوراته ال 35 تاريخ وثقافة عرف مصر بالعالم.. السينما فى مصر عمرها 110 أعوام وأول فيلم كان فى الإسكندرية عام 1901، وفى الماضى كان أكبر مصدر دخل لمصر بعد القطن هو السينما والعالم يعرف السينما المصرية.. ولكننا تعرضنا لمشاكل بعد الثورة، خاصة أننا لم ننظم المهرجان فى دورته السابقة لعام 2011 وبالطبع لو تراجعنا عن تنظيم الدورة الأخيرة سنخرج من التصنيف الدولى ويصبح مهرجانا عاديا.
وعندما توليت وزارة الثقافة وجدت أن الوزارة أسندت تنظيم ثلاثة مهرجانات لمنظمات المجتمع المدنى ومنهم مهرجان القاهرة السينمائى الذى كانت تديره وزارة الثقافة فرحبت بالفكرة وقلت ما المانع من قيام منظمات المجتمع المدنى بإدارة المهرجانات خاصة بعد الثورة وفتح المجال لمشاركة الجميع فى النشاط الثقافى والسينمائى، لكن ما حدث أننى فوجئت أن هناك جمعية متقدمة لهذا المهرجان وفى ظروف معينة أخذوا حق إقامة المهرجان ووجدت 4 أو 5 أشخاص اتفقوا مع بعض واتفقوا على إن يأخذوا فلوس المهرجان ويقيموه باسم جمعية أهلية، وبعد دراستى للموضوع وجدت أن هناك عبثا وأننا سنقوم بإعطائهم 4 أو 5 ملايين جنيه ليقيموا المهرجان.. فقلت كيف نأخذ فلوس الدولة ونعمل بها عمل تحت مسمى عمل أهلى.. وشعرت أن هناك شيئا ما، وتأكدت شكوكى عندما قام أحد الأشخاص برفع قضية على هذه الجمعية ويقول إنها ليست جمعية قانونية، وهذه مسابقة يجب أن يتقدم لها كل الجمعيات الأهلية، وإذا كان هناك حق يجب ان تعطى من لديهم تاريخ فى هذا المجال. . مثل الجمعية التى يترأسها ممدوح الليثى على سبيل المثال، والذى يقول إنه من أنشأ مهرجان القاهرة السينمائى منذ 35 عاما وأقامه 5 سنوات.. بعدها جاء حكم من المحكمة يقول إن إجراءات إسناد مهرجان القاهرة لهذه الجمعية الأهلية غير قانونى ومخالف للقواعد، فقمت بدراسة الأمر وتوصلنا فى النهاية إلى أنه لا يمكن الالتفاف على الحكم الصادر ومخالفة القانون، ثم جاء الحكم الثانى مؤيدا للحكم الأول وقلت للجميع إن المهرجان سوف يضيع وسيتم سحب الصفة الدولية منه وطلبت منهم العمل تحت لواء الدولة المصرية "وزارة الثقافة " ونعمل بقواعد جديدة وشفافة ونقوم بعملية ترشيد فى ظل الحالة الاقتصادية لمصر فرفضوا ما طلبته منهم.
ومن هنا زادت المشاكل وبدأت الإشاعات والمشاكل تزداد، وقالوا إننا أخذنا المهرجان منهم؟ فكيف نأخذ مهرجانا هو فى الأساس كانت تديره وتشرف عليه الوزارة طوال ربع قرن؟ نحن ما نقوم به هو إنقاذ للمهرجان ولسمعته الدولية وحتى لا تضيع عليه صفته الدولية وكان لابد من إقامته هذا العام، ورغم كل الظروف الصعبة أقمنا المهرجان وكان من أجمل المهرجانات، مع أننا لم نعمل صخبا. . ولا بروبوجانده..
ما قصة هذه الجمعيات مع السينما؟
بعد الثورة ظهرت جمعيات كثيرة، منها جمعيات معنية بإقامة مهرجانات للسينما، و"مش هقول أسماء عشان هما عارفين نفسهم عايزين يقيموا مهرجانات للسينما فى وقت أنت مش قادر توفر فلوس للتعليم ولا للصحة ولا للخدمات وبصعوبة توفر رواتب الموظفين.. ويأخذوا مبالغ من وزارة الثقافة لعمل مهرجانات فى المحافظات أو فى القاهرة"، ويريدون أخذ مبالغ مالية من وزارة الثقافة ووزارة السياحة والاتحاد الأوروبى، لكن عندما تقول له أستطيع فقط توفير دعم لوجستى مثل توفير المسارح أو الفنادق أو الطباعة، يقول لا أنا محتاج فلوس فقط ولو أعطيته فلوس بشرط أن يقول لك أين صرفت هذه المبالغ يرفض.. يقوم بمهاجمتك ويقول إنك لست مهتما به أو بالفن والثقافة.. وبالطبع أنا أعرف أن لديه مصالح أخرى وطموحات أخرى يريد تحقيقها.
الكثير يشعرون بالقلق على مستقبل الفن والثقافة فى مصر.. هل تشاركهم هذه المخاوف؟!
نحن أمام مشهد غريب، فكل شخص يقف فى مكان، وأنت فى بلد فيه الفن والثقافة حاجة أساسية ولو تدخل أو حاول أحد مواجهة الفن والثقافة فى مصر.. لن يستطيع لأن الفن هو روح المصريين.. مصر لن تكون مصر بدون فن.. وإلا فستكون مثل البلاد المتصحرة.. وأنا من الجيل الذى يعرف تاريخ السينما المصرية من خلال متابعتى كمشاهد ومثقف، وأعرف قيمة السينما جيدا، كما أعرف جيدا الأزمة التى تعانى منها هذه الصناعة لذلك كانت السينما أول الملفات التى بدأت بدراستها ونحن ندعم السينما لنعيد لها الإنتاج الحقيقى وتعود لسابق عهدها فى تشكيل الوعى والتنوير.. لأن حجم المهتمين بالفن والثقافة فى مصر كبير جدا وهذا المجال يعمل به ملايين ولا يستطيع أحد انتزاع ذلك منهم.
فالثقافة والفن يجب أن يعملا بعيدا عن الإجراءات الإدارية والقانونية "بمعنى يجب ألا يتم ملاحقة المبدعين والفنانين والمثقفين بإجراءات تحد من حريته ويجب أن نترك محاسبة المبدعين للمجتمع لا للإجراءات الإدارية أو القانونية، هذه هى طبيعتى وثقافتى، فأنا مع حرية الاعتقاد والرأى والفكر دون إجراءات تحول دون ممارسة هذه الحرية.
وهنا أحب أن أقول أننا فى دولة تنشد الحرية وهى دولة ديمقراطية قانونية رشيدة، ولابد أن يكون القانون والقضاء هو الفيصل فى هذا والذين يتجاوزون ويحدثون ضجيجا إعلاميا ويقولون كلاما مسيئا لرموزنا الثقافية والفنية يجب أن يجرموا وفق القانون واعتقد أن قانون الإجراءات الجنائية يجرم مثل هذه الأمور وليس هناك وسيلة أخرى لحماية الإبداع والمبدعين غير القضاء.. وهذا ما تم فى قضية إلهام شاهين.. القضاء وقف بجانبها.. وأنا على المستوى الشخصى أرفض التجاوز ضد أى شخص وخاصة فى مسألة التكفير والبذاءات التى تخرج للإساءة إلى فنان بذاته فضلا عن أن الإسلام نفسه يرفض ذلك وأقول للذين يتحدثون باسم الإسلام ويصدر منهم ذلك أن الإسلام يرفض ذلك فهو دين التسامح فإذا كان هذا الدين الحنيف يخاطب الكافرين بالتسامح فمن الأولى أن يخاطب المسلمين بعضهم البعض بالتسامح لا البذاءات، والفنان والمبدع لا يجب أن يهان، ولا تستطيع أن تضع قيودا على حرية الإبداع.
** إذا تحدثنا عن وجودك فى عمان، البعض يتحدث عن وجود تشابه بين الشخصية المصرية والعمانية؟
عشت فى عمان فترة طويلة فى بداية حياتى العملية، وأحب السلطنة وشعبها الطيب وأكن لهم كل الاحترام، وبالفعل هناك ملامح تشابه بين البلاد التى لديها رصيد حضارى، العمانيون لديهم تاريخ عريق جدا، كما هو الحال فى مصر، وفكرة الأصالة والجذور تجعل هناك قدرا من الوعى والحب والترابط بيننا وبينهم، والعمانيون بطبيعتهم طيبون، ونشروا ثقافتهم بكل ود واحترام، وجعلوا العالم يحترمهم، حيث عرفوا السفر والهجرة منذ وقت مبكر، والعمانيون هم من نشر الإسلام فى أواسط آسيا ووصلوا إلى الصين، كما أنهم نقلوا الإسلام والعادات والتقاليد العربية إلى شرق ووسط أفريقيا، ووصلوا إلى قلب أفريقيا والبحيرات الاستوائية وأقاموا المحطات والمراكز التجارية والمساجد ونشروا اللغة العربية، حتى أن هناك "مثل" سواحلى شهير يقول: (إذا دقت الطبول فى زنجبار.. تراقص الناس طربا فى البحيرات الاستوائية) وذلك فى دلالة على الحضور القوى للعمانيين فى القارة السمراء من خلال مركزهم الرئيسى فى زنجبار، التى تعد حاليا جزءا من تنزانيا.
ومن اللافت أن العمانيين عندما ذهبوا إلى شرق أفريقيا لم يفرضوا الدين على أحد، ولم يفرضوا مذهبهم على أحد، وحتى لم يحولوا الوثنيين ولا المسيحيين إلى الإسلام.. واكتسبوا حب الناس لهم، وقد أتيحت لى الفرصة لأن أطلع على مصادر ووثائق من عصر البوسعيديين، تكشف مدى التواضع الجم الذى تمتع به حكامهم، فكانوا يجلسون مع خدمهم ويأكلون معهم.. ولم تكن هناك فكرة أن يظلموا أحدا أو يقسوا عليهم أو يطغى نفوذهم على الآخرين، فالعدل كان مثاليا ويسود فى عصر دولة البوسعيديين والسبب فى ذلك أن لديهم تراثا وحضارة وعادات وتقاليد قوية، وكان هناك خط أحمر واضح جدا وهو أنه لا يجوز أن تتعدى فئة على فئة أخرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.