فيديو| حكاية روب التخرج للعم جمال.. تريند يخطف الأنظار في قنا    أسعار الذهب اليوم بعد الهبوط الكبير وعيار 21 يصل أدنى مستوياته خلال أسبوع    أسعار الفراخ وكرتونة البيض في أسواق وبورصة الشرقية الأربعاء 28 مايو 2025    بقري وجاموسي وضأن.. أسعار الأضاحي 2025 في أسواق الشرقية    5 مصابين في إطلاق نار داخل مركز تسوق بولاية أمريكية    بعد انفجارين متتاليين.. صاروخ ستارشيب العملاق يخرج عن السيطرة    مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة| مواجهتي الأهلي وبيراميدز في ليلة حسم الدوري    موعد وصول أليو ديانج إلى القاهرة للانضمام إلى الأهلي    أثارها تقرير إسباني، هل يرتدي كريستيانو رونالدو قميص الأهلي المصري بمونديال الأندية؟    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الأربعاء 28-5-2025    هام لطلاب الثانوية العامة 2025.. إعلان أرقام الجلوس خلال ساعات (فيديو)    محامي أسرة الدجوي ينفي تهديد الفقيد أحمد: أقسم بالله ما حصل.. ومنى توفيت بعد طلب الحَجْر عليها    منع ابنه من الغش.. ولي أمر يعتدي على معلم داخل مدرسة بالفيوم    نتيجة الصف الخامس الابتدائي 2025 في بني سويف بالاسم ورقم الجلوس.. الموعد والرابط الرسمي    المطبخ المركزي العالمي: إسرائيل لم توفر مسارا آمنا لوصول الإمدادات لنا    رئيس وزراء العراق: فضلنا أن نكون جسرًا للحوار لا ساحة تصفية حسابات    قمة الإعلام وقاع البيات الفكري    صندوق النقد الدولي: مصر تحرز تقدما نحو استقرار الاقتصاد الكلي    الدولار ب49.76 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الأربعاء 28-5-2025    أبطال فيلم "ريستارت" يحتفلون بعرضه في السعودية، شاهد ماذا فعل تامر حسني    موعد أذان الفجر اليوم الأربعاء أول أيام ذي الحجة 1446 هجريًا    غموض موقف أحمد الجفالي من نهائي الكأس أمام بيراميدز    وجبة كفتة السبب.. تفاصيل إصابة 4 سيدات بتسمم غذائي بالعمرانية    «أنا أفضل في هذه النقطة».. عبد المنصف يكشف الفارق بينه وبين الحضري    موعد أذان الفجر في مصر اليوم الأربعاء 28 مايو 2025    موعد مباراة تشيلسي وريال بيتيس في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي    أحمد الكاس: نحاول الوصول إلى أبعد نقطة ممكنة في كأس العالم للشباب    رئيس جامعة عين شمس: «الأهلية الجديدة» تستهدف تخريج كوادر مؤهلة بمواصفات دولية    مصطفى الفقي: كنت أشعر بعبء كبير مع خطابات عيد العمال    ظافر العابدين يتحدث عن تعاونه مع طارق العريان وعمرو يوسف للمرة الثانية بعد 17 سنة (فيديو)    إدارة الأزمات ب «الجبهة»: التحديات التي تواجه الدولة تتطلب حلولاً مبتكرة    العيد الكبير 2025 .. «الإفتاء» توضح ما يستحب للمضحّي بعد النحر    ما حكم صلاة الجمعة إذا وافقت يوم عيد؟ الإفتاء تحسم الجدل    رئيس مجلس النواب الليبي يدعو إلى دعم دولى ومحلى لتشكيل الحكومة الجديدة    «لو الأهلي كان اتأجل».. نجم الإسماعيلي السابق ينتقد عدم تأجيل مباراة بيراميدز بالدوري    السيطرة على حريق شب داخل مطعم بمنطقة مصر الجديدة    إصابة 8 بينهم رضيعان أشخاص في انقلاب سيارة ميكروباص ببني سويف    حقيقة ظهور صور ل«روبورت المرور» في شوارع مصر    ولاء صلاح الدين: "المرأة تقود" خطوة جادة نحو تمكين المرأة في المحافظات    سلاف فواخرجي تعلن مشاركة فيلم «سلمى» في مهرجان روتردام للفيلم العربي    هناك من يحاول إعاقة تقدمك المهني.. برج العقرب اليوم 28 مايو    بعد شائعة وفاته... جورج وسوف يحيي حفلاً في السويد ويطمئن جمهوره: محبتكم بقلبي    إعلام عبري: 1200 ضابط يطالبون بوقف الحرب السياسية بغزة    البلشي يدعو النواب الصحفيين لجلسة نقاشية في إطار حملة تعديل المادة (12) من قانون تنظيم الصحافة والإعلام    محافظ البنك المركزي يترأس وفد مصر في الاجتماعات السنوية لمجموعة بنك التنمية الإفريقي    وزير الأوقاف يهنئ الشعب المصري والأمة العربية بحلول شهر ذي الحجة    وكيل صحة سوهاج يبحث تزويد مستشفى طهطا العام بجهاز رنين مغناطيسى جديد    «الرعاية الصحية»: التشغيل الرسمي للتأمين الشامل بأسوان في يوليو 2025    تنتهي بفقدان البصر.. علامات تحذيرية من مرض خطير يصيب العين    الاحتراق النفسي.. مؤشرات أن شغلك يستنزفك نفسيًا وصحيًا    لا علاج لها.. ما مرض ال «Popcorn Lung» وما علاقته بال «Vape»    حدث بالفن | وفاة والدة مخرج وتامر عاشور يخضع لعملية جراحية وبيان من زينة    حزب الجبهة الوطنية بجنوب سيناء يبحث خطة العمل بأمانة التعليم (صور)    جورجينيو يعلن رحيله عن أرسنال عبر رسالة "إنستجرام"    بن جفير يتهم سياسيًا إسرائيليًا بالخيانة لقوله إن قتل الأطفال أصبح هواية لجنود الاحتلال    سلمى الشماع: تكريمي كان "مظاهرة حب" و"زووم" له مكانه خاصة بالنسبة لي    الشركة المتحدة تفوز بجائزة أفضل شركة إنتاج بحفل جوائز قمة الإبداع    السعودية تعلن غدا أول أيام شهر ذي الحجة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الثقافة: الثورة لن تُسرق.. والشباب مطالبون بالانضمام للأحزاب.. صابر العرب: هزمنا فى 67 وأصبحنا بلا اقتصاد لكن بعد 6 سنوات وقفنا على أرجلنا وحاربنا.. مصر قادرة على استعادة نفسها
نشر في اليوم السابع يوم 11 - 01 - 2013

«مصر ليست الدولة التى تقع بسهولة، وأنا لست موافقا على أن مصر أو الاقتصاد المصرى «سيقع» أو- لا قدر الله- يحدث فيها حرب أهلية، فنحن شعب لدينا تاريخ، ومصر عبارة عن طبقات تاريخية، مصر الفرعونية والقبطية والإسلامية والحديثة، وهل هناك بلد هزم مثل مصر.. وعندما انهزمت فى 67، وأصبحت بدون اقتصاد، وفى 6 سنوات تقف على قدميها وتحارب.. هذا البلد قادر على استعادة نفسه إذا وجد مناخا جيدا، ورغم كل الظروف الأمنية والاقتصادية فإن المصريين عندما يشعرون بالخطر على مستقبلهم وبيوتهم وبلدهم تجد أنهم يقفون وقفة رجل واحد»، بهذه الكلمات بدأ الدكتور محمد صابر العرب، وزير الثقافة، حواره مع «اليوم السابع» خلال تواجده فى العاصمة العمانية «مسقط».
صابر العرب الذى شارك فى حفل توزيع جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، بعدما كان عضوا بلجنة تحكيم الجائزة بفرع «الدراسات التاريخية»، قال ل«اليوم السابع» فى الحوار الذى أجرى قبل التعديل الوزارى الأخير «لو درسنا التاريخ جيدا فسنجد أن الشعب المصرى دائما تظهر عبقريته وقوته وحبه لوطنه فى لحظة ما.. مصر قادرة على استعادة نفسها فى وقت قصير.. لكن ذلك سيتم إذا أعددنا مناخا جيدا لها، وإذا نظرنا لتاريخ الثورات خلال الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات ووصولا إلى ثورة 25 يناير وما حدث فيها نجد أن الشعب استطاع الحصول على حريته فجأة بعد أن تعرض عبر سنوات طويلة للضغط والظلم والقهر.. ولكن الشىء الذى خفى على الجميع أن الحصول على الحرية شىء وممارستها شىء آخر، لذلك حدث الصدام بين الحرية والممارسة لها بالمعنى السياسى والاجتماعى والدينى».
وأكمل وزير الثقافة حديثه بقوله: «وإذا نظرنا إلى دول مماثلة حدثت فيها ثورات سواء فى أوروبا الشرقية أو جنوب شرق آسيا نرى أنه يسود هذه الثورات حالة من الخلاف والاختلاف والحراك، ومع الوقت تعود الأمور لطبيعتها، ويجب علينا خلال الفترة القادمة أن نتحاور كجماعة وطنية ومثقفين وفنانين وأصحاب المهن المختلفة ونترك الاختلاف ونصل لحوار مشترك من أجل الوطن والدولة المصرية، كما يجب علينا أن نقضى تماما على فكر التخوين الذى يمارس فى التعامل مع الجميع من أجل العبور لبر الأمان».
ماذا عن الشباب المصرى.. هل تراه على قدر من الوعى بأبعاد ومتطلبات اللحظة الراهنة؟
- أنا مطمئن على الشباب المصرى وهو على درجة كبيرة من الوعى، ولكنه فى حاجة لاكتساب ثقافة الحوار، ولابد أن ينضم الشباب المصرى إلى أحزاب، مادمنا ارتضينا بالديمقراطية، فالديمقراطية بدون أحزاب ستكون ديمقراطية شكلية، وفى أوروبا نجد الشباب ينضمون إلى الأحزاب فى سن مبكرة وأثناء دراستهم فى الجامعة.. ونصيحتى للشباب أن يدخلوا فى أحزاب، فالحوار داخل الأحزاب غير الحوار فى الهواء الطلق، فالحوار داخل الأحزاب هو دعم لفكرة الديمقراطية من خلال مؤسسات الأحزاب، وأرجو من كل شاب أن يختار الحزب الذى يرتضيه.. كما أنه مطلوب من الشباب فى الفترة القادمة فى مصر الجديدة أن يهتموا بالثقافة والتعليم وبالخبرة المهنية، ويجب أن يطوروا من أدواتهم، لأن الزمن القادم هو زمن الخبرة والعلم، ولن يكون هناك مجال للفهلوة، كذلك يجب على الشباب أن يقرأ تاريخ مصر جيداً ويثقف نفسه، مادام قد ارتضى العمل بالشأن السياسى والحزبى، فتاريخ مصر منجم من المعرفة، ومن خلاله نتعرف على تاريخ القانون.. وتاريخ السياسة.. وتاريخ الأحزاب.. وتاريخ التنمية الاقتصادية.. وتاريخ الفن، فكل شىء موجود فى التاريخ المصرى.
ولو أجريت حوارا مع الشباب فستجد عندهم وعيا كبيرا.. وأثناء الثورة وجدت أحمد ابنى ضرب عرض الحائط وبدأ ينزل الميدان.. ويوم 26 يناير قال لى: أنا أريد أن أقرأ الدستور. فقلت له: مالك ومال الدستور؟ قال: أنا وأصحابى فى الميدان نريد أن ندرس الدستور.. وقتها اشتريت له 5 نسخ، وفى يوم 5 فبراير أحضرت له حوالى 50 نسخة من دستور 71.. وفى مشروع الدستور الجديد كان ينزل الشارع مع أصدقائه ليتحدثوا مع بعض ويعرفوا وجهات نظرهم المختلفة.. فالجيل الجديد هو من سيبنى البلد وأنا ضد من يقول إنه جيل ضعيف.. البلد سوف يكون أحسن.. ولن يستطيع أحد أن يسرق البلد بعد الثورة.
ما رأيك فى الممارسات الحوارية فى الفترة الحالية وما تأثيرها على الأوضاع فى مصر؟
- هناك فرق بين الحرية والتحرر.. الحرية ثقافة.. ثقافة تتعلمها من المجتمع والبيئة التى تعيش فيها.. تعرف كيف نتفق ونختلف.. ولكن التحرر مختلف.. فجأة تجد نفسك وعندك 30 سنة وصاحب قرار وأنت عمرك ما أخذت قرارا فتغلط، وهذا ما فعلته الثورة بنا.. وللأسف لم نتعلم الفرق بين ثقافة الحوار والحرية.. فحصلنا على تحررنا فى وقت لم يكن لدينا رصيد اجتماعى وسياسى للحرية ولا نعرف معنى الديمقراطية.. ولكن المستقبل قادم لمصر.. والاستقرار قادم.
وهل سننتظر هذا الاستقرار طويلاً؟
- مقارنة بدول كثيرة جدا.. نحن بخير والأمور ليست صعبة.. إذا أرادت مصر أن تخرج من الأزمة التى تعيشها أو تحدث تنمية فى كل المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فلابد أن تكون الثقافة هى البنية الأساسية التى تدفع المجتمع للأمان.. لأن الثقافة مهمتها إحداث الوعى فى المجتمع ولا توجد تنمية حقيقية بدون وعى.
وهنا أتذكر عندما قام سفير بولندا بزيارتى قريبا وسألته عن رأيه فى تجربة الثورة المصرية، فقال: أنتم مازلتم فى البداية ولا يجب الاستعجال فى الحكم حاليا، كما أنه شرح لى ما مرت به بلاده بقوله: «نحن فى السنوات العشر الأولى كنا مختلفين جدا، وفى بداية السنوات العشر التالية بدأت المسائل تتوتر كانت فترة خطيرة جدا، وبعد 15 سنة شعرنا أن الاقتصاد انهار بدرجة %90 والعملة انهارت فشعر الناس بالخوف وكل شخص خاف على حياته وحياة أسرته وشعر أن البلد يضيع وحينها بدأنا نتفق.. وتجاوزنا مشاكل كثيرة جدا، وبولندا فى طريقها لتكون من البلاد المهمة فى أوروبا».
كيف تقيّم الدور الثقافى المصرى؟
- الثقافة لها تأثير كبير فى المجتمع المصرى.. ومنذ القرن التاسع عشر وصولا للقرن العشرين.. الفن المصرى والكتاب المصرى.. الموسيقى المصرية الغناء المصرى.. أم كلثوم.. أمور ثقافية وفنية جعلت لمصر دورا رياديا فى العالم كله.. الفن والسياسة مرتبط بسياق الزمن.
لكن البنية الثقافية فى حاجة إلى تعليم.. فهل المدرسة والمنظومة التعليمية تقوم بالفعل بالدور المتوخى منها؟
- المدرسة المصرية فيها خلل، والمنهج المصرى ضعيف.. عندما نتكلم عن مستقبل الثقافة يجب أن تستدعى مباشرة وزارة التربية والتعليم وكل الوزارات المعنية كالإعلام والتعليم العالى والثقافة، يجب أن تكون هناك علاقة قوية بين كل هذه الوزارات.
مؤخراً جلست مع زير التربية والتعليم لمعرفة احتياجات الوزارة، وسوف نتواصل مع باقى الوزارات لمد يد العون، وكل منا يقدم ما باستطاعته ويوفر ما تحتاجه الوزارات الأخرى لكى نعيد النشاط الثقافى فى المدرسة والجامعة مرة أخرى خاصة أن لهما دورا كبيرا فى نشر الثقافة وتنوير العقل والذهن والجسد، والطفل يتذوق الفن من صغره ومن يستمع للموسيقى فلن تجد عنده مشكلة نفسية أو عصبية.
إذا كان هناك أحد لا يستمع لأم كلثوم فهو غير طبيعى، والإمام الغزالى على ما أعتقد قال: «من لم يتذوق الموسيقى فهو حمار»، لذلك نحن نسعى لثقافة بمفرداتها المختلفة فلابد للأدب والفن والإبداع أن تخدم المجتمع، ولابد أن تصنع حراكا نتقبل من خلاله بعضنا البعض، ولابد أن تكون الثقافة والفن فى خدمة التنمية والتعليم وخدمة الدولة، وهى جزء أساسى من التنمية.
ترددت شائعات وأقاويل حول المصاعب التى واجهت مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الأخيرة حتى كادت تطيح به.. ما حقيقة هذه المصاعب.. وهل كان ذلك انعكاسا لما تعانيه السينما المصرية الآن من أزمات؟
- المهرجانات هى إحدى القوى الناعمة، ومهرجان القاهرة السينمائى بدوراته ال35 تاريخ وثقافة عرف مصر بالعالم.. السينما فى مصر عمرها 110 أعوام، وأول فيلم كان فى الإسكندرية عام 1901، وفى الماضى كان أكبر مصدر دخل لمصر بعد القطن هو السينما والعالم يعرف السينما المصرية.. ولكننا تعرضنا لمشاكل بعد الثورة، خاصة أننا لم ننظم المهرجان فى دورته السابقة لعام 2011 وبالطبع لو تراجعنا عن تنظيم الدورة الأخيرة فسنخرج من التصنيف الدولى ويصبح مهرجانا عاديا.
وعندما توليت وزارة الثقافة وجدت أن الوزارة أسندت تنظيم ثلاثة مهرجانات لمنظمات المجتمع المدنى ومنها مهرجان القاهرة السينمائى الذى كانت تديره وزارة الثقافة فرحبت بالفكرة وقلت ما المانع من قيام منظمات المجتمع المدنى بإدارة المهرجانات خاصة بعد الثورة وفتح المجال لمشاركة الجميع فى النشاط الثقافى والسينمائى؟ لكن ما حدث أننى فوجئت بأن هناك جمعية متقدمة لهذا المهرجان وفى ظروف معينة أخذوا حق إقامة المهرجان ووجدت 4 أو 5 أشخاص اتفقوا مع بعض واتفقوا على أن يأخذوا فلوس المهرجان ويقيموه باسم جمعية أهلية، وبعد دراستى للموضوع وجدت أن هناك عبثا، وأننا سنقوم بإعطائهم 4 أو 5 ملايين جنيه ليقيموا المهرجان.. فقلت كيف نأخذ فلوس الدولة ونعمل بها عملا تحت مسمى عمل أهلى.. وشعرت أن هناك شيئا ما، وتأكدت شكوكى عندما قام أحد الأشخاص برفع قضية على هذه الجمعية، ويقول إنها ليست جمعية قانونية، وهذه مسابقة يجب أن يتقدم لها كل الجمعيات الأهلية، وإذا كان هناك حق يجب أن يعطى من لديهم تاريخ فى هذا المجال.. مثل الجمعية التى يترأسها ممدوح الليثى على سبيل المثال الذى يقول إنه من أنشأ مهرجان القاهرة السينمائى منذ 35 عاما وأقامه 5 سنوات.. بعدها جاء حكم من المحكمة يقول إن إجراءات إسناد مهرجان القاهرة لهذه الجمعية الأهلية غير قانونى ومخالف للقواعد، فقمت بدراسة الأمر وتوصلنا فى النهاية إلى أنه لا يمكن الالتفاف على الحكم الصادر ومخالفة القانون، ثم جاء الحكم الثانى مؤيدا للحكم الأول وقلت للجميع إن المهرجان سوف يضيع وسيتم سحب الصفة الدولية منه، وطلبت منهم العمل تحت لواء الدولة المصرية «وزارة الثقافة» ونعمل بقواعد جديدة وشفافة ونقوم بعملية ترشيد فى ظل الحالة الاقتصادية لمصر فرفضوا ما طلبته منهم.
ومن هنا زادت المشاكل وبدأت الشائعات والمشاكل تزداد، وقالوا إننا أخذنا المهرجان منهم؟ فكيف نأخذ مهرجانا هو فى الأساس كانت تديره وتشرف عليه الوزارة طوال ربع قرن؟ نحن ما نقوم به هو إنقاذ للمهرجان ولسمعته الدولية وحتى لا تضيع عليه صفته الدولية وكان لابد من إقامته هذا العام، ورغم كل الظروف الصعبة أقمنا المهرجان وكان من أجمل المهرجانات، مع أننا لم نعمل صخبا.. ولا بروباجنده.
ما قصة هذه الجمعيات مع السينما؟
- بعد الثورة ظهرت جمعيات كثيرة، منها جمعيات معنية بإقامة مهرجانات للسينما، و«مش هقول أسماء عشان هما عارفين نفسهم عايزين يقيموا مهرجانات للسينما فى وقت أنت مش قادر توفر فلوس للتعليم ولا للصحة ولا للخدمات وبصعوبة توفر رواتب الموظفين.. ويأخذون مبالغ من وزارة الثقافة لعمل مهرجانات فى المحافظات أو فى القاهرة»، ويريدون أخذ مبالغ مالية من وزارة الثقافة ووزارة السياحة والاتحاد الأوروبى، لكن عندما تقول له أستطيع فقط توفير دعم لوجستى مثل توفير المسارح أو الفنادق أو الطباعة، يقول لا أنا محتاج فلوس فقط ولو أعطيته فلوسا بشرط أن يقول لك أين صرفت هذه المبالغ يرفض.. يقوم بمهاجمتك ويقول إنك لست مهتما به أو بالفن والثقافة.. وبالطبع أنا أعرف أن لديه مصالح أخرى وطموحات أخرى يريد تحقيقها.
الكثير يشعرون بالقلق على مستقبل الفن والثقافة فى مصر.. هل تشاركهم هذه المخاوف؟
- نحن أمام مشهد غريب، فكل شخص يقف فى مكان، وأنت فى بلد فيه الفن والثقافة حاجة أساسية ولو تدخل أو حاول أحد مواجهة الفن والثقافة فى مصر، فلن يستطيع، لأن الفن هو روح المصريين.. مصر لن تكون مصر بدون فن.. وإلا فستكون مثل البلاد المتصحرة.. وأنا من الجيل الذى يعرف تاريخ السينما المصرية من خلال متابعتى كمشاهد ومثقف، وأعرف قيمة السينما جيدا، كما أعرف جيدا الأزمة التى تعانى منها هذه الصناعة لذلك كانت السينما أول الملفات التى بدأت بدراستها ونحن ندعم السينما لنعيد لها الإنتاج الحقيقى وتعود لسابق عهدها فى تشكيل الوعى والتنوير.. لأن حجم المهتمين بالفن والثقافة فى مصر كبير جدا وهذا المجال يعمل به ملايين ولا يستطيع أحد انتزاع ذلك منهم.
فالثقافة والفن يجب أن يعملا بعيدا عن الإجراءات الإدارية والقانونية» بمعنى يجب ألا يتم ملاحقة المبدعين والفنانين والمثقفين بإجراءات تحد من حريتهم ويجب أن نترك محاسبة المبدعين للمجتمع لا للإجراءات الإدارية أو القانونية، هذه هى طبيعتى وثقافتى، فأنا مع حرية الاعتقاد والرأى والفكر دون إجراءات تحول دون ممارسة هذه الحرية.
وهنا أحب أن أقول إننا فى دولة تنشد الحرية وهى دولة ديمقراطية قانونية رشيدة، ولابد أن يكون القانون والقضاء هو الفيصل فى هذا والذين يتجاوزون ويحدثون ضجيجا إعلاميا ويقولون كلاما مسيئا لرموزنا الثقافية والفنية يجب أن يجرموا وفق القانون، وأعتقد أن قانون الإجراءات الجنائية يجرم مثل هذه الأمور وليس هناك وسيلة أخرى لحماية الإبداع والمبدعين غير القضاء.. وهذا ما تم فى قضية إلهام شاهين.. القضاء وقف بجانبها.. وأنا على المستوى الشخصى أرفض التجاوز ضد أى شخص وخاصة فى مسألة التكفير والبذاءات التى تخرج للإساءة إلى فنان بذاته، فضلا عن أن الإسلام نفسه يرفض ذلك، وأقول للذين يتحدثون باسم الإسلام ويصدر منهم ذلك إن الإسلام يرفض ذلك فهو دين التسامح، فإذا كان هذا الدين الحنيف يخاطب الكافرين بالتسامح فمن الأولى أن يخاطب المسلمين بعضهم البعض بالتسامح لا البذاءات فإذا كان المتجاوز من رجال الدين فهذا يضاعف الخطأ.. والفنان والمبدع لا يجب أن يهان، ولا تستطيع أن تضع قيودا على حرية الإبداع.
إذا تحدثنا عن وجودك فى عمان البعض يتحدث عن وجود تشابه بين الشخصية المصرية والعمانية!
- عشت فى عمان فترة طويلة فى بداية حياتى العملية، وأحب السلطنة وشعبها الطيب وأكن لهم كل الاحترام، وبالفعل هناك ملامح تشابه بين البلاد التى لديها رصيد حضارى، العمانيون لديهم تاريخ عريق جدا، كما هو الحال فى مصر، وفكرة الأصالة والجذور تجعل هناك قدرا من الوعى والحب والترابط بيننا وبينهم، والعمانيون بطبيعتهم طيبيون، ونشروا ثقافتهم بكل ود واحترام، وجعلوا العالم يحترمهم، حيث عرفوا السفر والهجرة منذ وقت مبكر، والعمانيون هم من نشر الإسلام فى أواسط آسيا ووصلوا إلى الصين، كما أنهم نقلوا الإسلام والعادات والتقاليد العربية إلى شرق ووسط أفريقيا، ووصلوا إلى قلب أفريقيا والبحيرات الاستوائية وأقاموا المحطات والمراكز التجارية والمساجد ونشروا اللغة العربية، حتى أن هناك «مثل سواحلى شهير» يقول: «إذا دقت الطبول فى زنجبار.. تراقص الناس طربا فى البحيرات الاستوائية» وذلك فى دلالة على الحضور القوى للعمانيين فى القارة السمراء من خلال مركزهم الرئيسى فى زنجبار، التى تعد حاليا جزءا من تنزانيا.
ومن اللافت أن العمانيين عندما ذهبوا إلى شرق أفريقيا لم يفرضوا الدين على أحد، ولم يفرضوا مذهبهم على أحد، وحتى لم يحولوا الوثنيين ولا المسيحيين إلى الإسلام.. واكتسبوا حب الناس لهم، وقد أتيحت لى الفرصة لأن أطلع على مصادر ووثائق من عصر البوسعيديين، تكشف مدى التواضع الجم الذى تمتع به حكامهم، فكانوا يجلسون مع خدمهم ويأكلون معهم.. ولم تكن هناك فكرة أن يظلموا أحدا أو يقسوا عليهم أو يطغى نفوذهم على الآخرين، فالعدل كان مثاليا ويسود فى عصر دولة البوسعيديين والسبب فى ذلك أن لديهم تراثا وحضارة وعادات وتقاليد قوية، كان هناك خط أحمر واضح جدا، وهو أنه لا يجوز أن تعتدى فئة على فئة أخرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.