إيمان حسين: أرجو من الجماعة أن تكون صريحة مع المجتمع وصريحة مع التاريخ وتقدم مراجعاتها التى مازال الشعب بأكمله يطالبكم بها، ليس تجنياً ولا محاولة لإذلال وإهانة أو تحميلكم ما لم تتحملوه، ولكن حدة التنكيل والاتهام اليومى الذى يعتبر أن ما حدث فى الأربعينات والخمسينات هو كل تاريخ الإخوان وما دونه ليس له قيمة، فمتى ستقدمون مراجعة لهذه الأحداث؟ ما هو موقفكم من كامب ديفيد بعد أن قدمت الجماعة الإسلامية ما يؤكد تأييدها للاتفاقية وتراجعها عن موقفها السابق؟ حبيب، لدينا كتابات كثيرة معبرة ومؤكدة فى هذا الميدان، سواء أيام مؤسس الجماعة حسن البنا أو بعده، وأود أن يكون القارىء أكثر تحديداً فى ماذا نراجعه وما هى القضايا التى يريدون أن نراجع فيها أنفسنا، ونحن نتحدث عن كل حادث أو موقف فى سياقه الذى كان فيه بدون حساسيات أو أى حرج. أحمد سامح: لكن الأحداث فى تلك الفترة محددة بثلاث وقائع على الأقل، وهى قتلكم القاضى الخازندار ورئيس الوزراء النقراشى ومحاولة اغتيال جمال عبد الناصر فى المنشية؟ حبيب، حادثتا الخازندار والنقراشى أدانهما البنا وقتها واستنكرهما فور حدوثهما و استنكرها جموع الإخوان، ولكن على مدار الخمسين سنة الأخيرة لم يحدث شىء من جماعة الإخوان وهى بهذا الحجم والامتداد، فإذا كان واحد أو مجموعة صغيرة منفلتة أو قامت بشىء فلا بد من قياسه فى وضعه وحجمه وكما أن حسن البنا استنكر وأدان هذه الحوادث، أما حادث المنشية فالكل يعلم أنها حادثة ملفقة وتمثيلية كان المقصود من ورائها الاستفراد بالحكم والاستئساد بالسلطة، لكن على أنقاض شهداء الإخوان وعشرات الآلاف تم الزج بهم فى المعتقلات وتعذيبهم وانتهاك آدميتهم وحرماتهم ومن يشكك يرجع لمذكرات حسن التهامى وشهاداته فى هذا. وأضاف حبيب، أما ما يتعلق بكامب ديفيد، فنحن ننظر للكيان الصهيونى على أنه غاصب ومحتل لأرض العروبة والإسلام، ونحن نؤمن بأن هذا الاحتلال لن يتحرك إلا من خلال المقاومة بكل أشكالها ودواتها ووسائلها، وننشد فى النهاية دولة فلسطينية واحدة يعيش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود جنباً إلى جنب وألا يكون للصهيونية مكان على أرض فلسطين، ونرفض كامب ديفيد ونطالب الحكومة إعادة النظر فيها ومراجعتها وإعادة تقييمها وعرض نتائج المراجعة والتقويم على المؤسسات الديمقراطية المنتخبة انتخاباً حرا و نزيهاًً ومعبرة عن إرادة الشعب ثم يعرض على الشعب من خلال استفتاء عام، هذا رأينا لم نغيره.