تحول مؤتمرالإعلام وقضايا الأسرة الذى عقدته مؤسسة "مواطنون من أجل التنمية" اليوم الاثنين، بالتعاون مع وزارة الأسرة والسكان، من الحديث عن ظاهرة الختان وطرحها فى الوسائل الإعلامية المختلفة، إلى مباراة بين الصحف القومية والخاصة فى استعراض تغطيتهم الصحفية لقضايا الختان، خاصة بعد تأكيد مشيرة خطاب أن الإعلام المستقل يبذل مجهوداً أكبر فى تغطية قضايا الأسرة ويفرد مساحات أكبر لمثل هذه الموضوعات، مما أغضب الصحفيين ممثلى الصحف القومية، الذين تباروا فى الدفاع عن مؤسساتهم، وإن كان بعضهم فضل التركيز على المعوقات التى تواجه العمل فى المؤسسات القومية. حيث أشارت إيمان حمزة رئيسة تحرير مجلة حواء، إلى تجاهل الكتاب لمجلات الأسرة، الأمر الذى دفع الوزيرة مشيرة خطاب إلى التراجع عما قالته قائلة "أنا آسفة،أخدت بالى لما شوفتكم". ورداً على سؤال حول وضع الختان فى قائمة أولويات الوزارة رغم أن المجتمع يعانى فقراً شديداً، قالت مشيرة إن تلك المرأة الفقيرة التى لا تجد قوت يومها تدفع 100 جنيه من أجل إجراء عملية ختان لابنتها. وقد صرحت دكتورة فيفيان فؤاد أن الكتاب يقدم للإعلامى كل المعلومات الأساسية التى تفيده فى تناول قضية الختان، إلى جانب الدوافع الاجتماعية والأضرار النفسية للختان، مع الإشارة إلى أن الأمر الأكثر خطورة هو ممارسة الأطباء للختان، مشيرة إلى المسح الصحى السكانى لسنة 2005، أكد أن أكثر من 80% من الأطباء يمارسون عملية الختان. وطالبت الإعلاميين بالابتعاد عن تسييس القضية، فهى قضية اجتماعية لا يجوز خلطها بالنزاعات الأيديلوجية واستخدام لغة محايدة بعيداً عن التهويل والتهوين، والابتعاد عن الإثارة والفضائح وعدم الربط بين الختان والحرية الجنسية، وعدم التشهير بالفتيات المختنات، كما طالبت باستبدال مصطلح ختان الإناث بتشويه الأعضاء التناسلية. أكد الإعلامى خيرى رمضان أن المجتمع المصرى يعانى أمية شديدة، ولديه انتماء دينى قوى، مما يجعله يميل إلى تصديق أى كلام صادر عن رجال الدين مهما قال "لو الشيخ قال إن الحشيش حلال كل الناس حتحشش" كما أشار إلى أن إثارة مثل هذه القضايا فى مجلس الشعب تصدم، مع أن 50% من المجلس من العمال والفلاحين. أما الكاتبة الصحفية كريمة كمال، فقد أكدت أن الاستخدام السياسى لقضية الختان أضر بالقضية، حيث يواجه كل من يحاول إقناع الناس بالتخلى عن هذه العادة بالعمالة وتلقى تمويل من الخارج والعمل من خلال أجندة أجنبية تستهدف تحطيم الأسرة. وأشارت أن المجتمع هو الضحية، حيث يتعرض للابتزاز باللعب على المشاعر الدينية، كما أكدت أن الصحافة ليست بعيدة عن ذلك، حيث تحكمها توجهاتها وطريقة التمويل.