جمعية حقوقية تطالب الحكومة بالكشف عن تكاليف مؤتمر أطفال منعقد بفندق 7 نجوم

استنكرت الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الإنسان فى بيان لها اليوم الأحد، استمرار المتاجرة الإعلامية من قبل الحكومة بقضايا الطفل المصرى، وبخاصة أطفال الشوارع، وذلك على خلفية عقد مؤتمر بأحد فنادق القاهرة الكبرى، تحت عنوان (المؤتمر القومى لأطفال الشوارع)، والذى بدأت فاعليته أمس 17 نوفمبر الجارى، ويستمر حتى 22 نوفمبر، بالتعاون بين وزارة التأمينات والشئون الاجتماعية المصرية ومع منظمة الأمم المتحدة اليونيسيف وهيئة إنقاذ الطفولة.
وانتقدت الجمعية بشدة مثل تلك المؤتمرات التى تعقد بالفنادق الباهظة التكاليف، دونما النظر بشكل جدى لقضايا أطفال الشوارع على أرض الواقع، متسائلة أين المشاركون بتلك المؤتمرات من الأطفال أسفل الكبارى وبإشارات المرور؟، وأين أطفال الشوارع الذين يتحدث عنهم هذا المؤتمر من موائد الصفوة ومحترفى أحاديث الغرف المغلقة التى اقتصر الحضور بها على أصحاب الياقات البيضاء وأهل الحظوة وغير المتخصصين؟، وأين الجمعيات والمنظمات المصرية الفاعلة والمعنية بقضايا الطفل والتى قدمت حلولا ورؤى التفتت عنها حكومة الدكتور هشام قنديل؟، رغم تكرار المناشدات بإدراج تلك القضايا على قائمة اهتمامات وزارته، التى جاءت كأول وزارة يشكلها رئيس منتخب عقب ثورة 25 يناير المجيدة.
كما استنكر محمود البدوى المحامى، رئيس الجمعية ما تردد من أن هذا المؤتمر يعد محاولة جادة من الحكومة المصرية والجهات الدولية للتصدى لمشكلة أطفال الشوارع والأطفال بلا مأوى، مؤكدا أنه سبق للجمعية أن تقدمت بمذكرة تتضمن اثنتى عشرة قضية تخص أطفال الشوارع إلى الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء بتاريخ 10/9/2012 وقيدت برقم 10409 تتضمن مجموعة من القضايا المهمة والملحة للطفل المصرى، وعلى رأسها إعادة هيكلة وتشكيل المجلس القومى للطفولة والأمومة الذى كان واجهة لتزيين وجه النظام السابق أمام المجتمع الدولى، وإظهاره بمظهر المهتم بحقوق وقضايا الطفل المصرى على خلاف الواقع والحقيقة، وهو الأمر الذى استطاعت الجمعية كشفة بالمستندات وفضح مجموعة من مخالفات هذا المجلس بالمستندات وبعض جمعيات السبوبة المتعاونة معه، حتى صدر القرار رقم 79 لسنة 2012 بتكليف الدكتور نصر السيد بتولى منصب الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة بشكل مؤقت لحين إعادة تشكيلة - وهو الأمر الذى لم يتحقق حتى الآن؟!!
وقال البدوى فى تصريحات صحفية، كما تضمنت المذكرة حلولا أبرزها إيجاد مكونات للتمكين الاقتصادى لهؤلاء الأطفال بغرض إعادتهم إلى جادة الصواب، وكفالة الحياة الكريمة ومورد رزق ثابت لهم يقيهم شر الوقوع فى منحدر الإجرام والتسول، إلا أن رئيس الحكومة لم يعر طلبنا أى اهتمام وضاعت المجهودات التى نبذلها والمقترحات التى نقدمها -انطلاقاً من مسئوليتنا تجاه الطفل المصرى وقضاياه - بين أدراج سكرتارية السيد رئيس الوزراء دونما أى اهتمام مما ينبئ بتهميش تلك القضايا وعدم الاهتمام بها".
وطالب البدوى القائمين على هذا المؤتمر بتقديم كشف حساب بتكاليف ونفقات هذا المؤتمر، حتى يتسنى للشعب أن يعرف أين تصرف الأموال المخصصة لدعم قضايا أطفال الشوارع، وما هى الفائدة المباشرة التى تعود عليهم من مثل تلك المؤتمرات باهظة التكاليف،