اهتمت مجلة التايم الأمريكية، برصد تطورات المجتمع الإسلامى داخل مصر فى الفترة الأخيرة، وقالت إن هناك نوعاً من ثورة ناعمة بدأت تظهر ملامحها جلية بين الشباب المصرى، الذى وجد فى المدونات سبيلاً للتعبير عن آرائه ومعتقداته. وتشير المجلة إلى داليا زيادة، الناشطة المصرية التى تبلغ من العمر 26 عاماً، وقامت بعدد من الأنشطة التى عبرت من خلالها عن رؤيتها وآرائها الشابة وأفكارها، التى تهدف إلى تطوير المجتمع المصرى، وتقول المجلة إن مشاعر الثورة فى قلوب الشباب المسلم يُسمع صداها عالياً بين أرجاء العالم الإسلامى، وظهر جيل جديد من النشطاء فى عشرات البلدان التى يتألف أغلب سكانها من المسلمين، يعرفون المجتمع بأسلوب أشبه بأسلوب الروايات، وتتميز هذه الثورة الناعمة الجديدة عن موجات التغيير السابقة، وأولها النهضة الإسلامية فى سبعينيات القرن الماضى، ثم انبثاق التطرف فى الثمانينيات، وأخيراً، نمو الأحزاب السياسية الإسلامية فى التسعينيات. ثورة الوقت الراهن الإسلامية تتميز بالطابع الإسلامى أكثر من أى وقت مضى، وعلى الرغم من ذلك، فهى بلا ريب ضد الفكر الجهادى، ومناقضة للأحزاب الإسلامية السياسية، من الناحية الثقافية، تتسم هذه الثورة بالمحافظة، وهدفها هو التكيف مع القرن الواحد والعشرين، أما من الناحية السياسية، فهى ترفض العلمانية، و"التغريب"، ولكنها فى نفس الوقت متعطشة لإحداث تغيرات تتوافق مع الاتجاهات العالمية الحديثة، فهذه الثورة تتمحور حول استشفاف الهوية والاتجاه أكثر من التعبير عن التقوى، ويؤلف الثوريون الجدد بين القيم القرآنية وأساليب الحياة الحديثة التى ساهمت شبكة الإنترنت، والفضائيات، والتليفزيون، والفيس بوك فى جلبها، ومن الجائز قول إن الإسلام بالنسبة لهم يعتبر الطريق للتغيير وليس هدفاً فى حد ذاته، وتقول زيادة: إنها ثورة غير عنيفة تهدف إلى الخلط بين الحداثة والدين. وتضيف المجلة، أن النشطاء المسلمين الجدد، والذين تفاوتت أهدافهم من بلد لبلد، ظهروا فى صورة رد فعل لأحداث 11 سبتمبر الإرهابية، والحقبة التى تلتها، ويقول نافتيج ديليون، مدير مبادرة شباب الشرق الأوسط فى معهد بروكينجز، إنه يوجد جيل من الشباب تتفاوت أعمارهم بين 15 و35، هم المسئولون عن قيادة الثورة الناعمة، وكان من المفترض أن يكونوا جزءاً من جيل يتطلع إلى الأمام بإيجابية، يحصل على قدر أكبر من التعليم، يمتلك ما يكفى من الموارد التكنولوجية والتطلعات التى تمكنه من التطور الاقتصادى، ولكنهم بدلاً من ذلك، أصبحوا رهينة الأوضاع السياسية التى تلت أحداث 11 سبتمبر، وأصابتهم خيبة الأمل من ظهور المتطرفين القادرين على التدمير، ولكنهم لا يستطيعون التوصل إلى بدائل من شأنها تحسين الحياة اليومية، ويعتمد أعضاء جيل ما بعد أحداث 11 سبتمبر بصورة كبيرة على القيم الإسلامية بدلاً من الأيدلوجية التى ترتكز على الدين فى ملاحقة أهدافهم. والأهم من ذلك، بحسب المجلة ، أن الثورة الناعمة ولدت نوعاً جديداً من الثقة بالنفس بين صفوف المسلمين، وشعور بوجود جميع الإجابات التى يبحثون عنها لحل مشاكلهم فى دينهم وداخل مجتمعهم، وليس فى العالم الخارجى، فهذه الثورة ما هى إلا إصلاح فى ثوب محافظ.