ريهام سعيد مذيعة وممثلة فى آن واحد، استطاعت أن تلفت الأنظار إليها كمذيعة بعد نجاحاتها المتعددة من خلال برنامج «صبايا الخير» على قناة النهار، كما نجحت فى أن تحفر لنفسها مكانا فى قلوب المحتاجين والحالات الإنسانية، بعد تبنى برنامجها لمبادرة علاج المئات من مصابى أمراض القلب والمدمنين وغيرهم، كما تمكنت من تحقيق المعادلة الصعبة بين التقديم والتمثيل، عن البرنامج ورأيها فيما يدور على الساحة وأعمالها الفنية الجديدة أجرينا معها هذا الحوار. ◄◄ حديثنا فى البداية عن تجربتك مع قناة «النهار» وبرنامجك «صبايا الخير»؟ - بعد أن تركت برنامج «صبايا» على إحدى القنوات، تلقيت العديد من العروض من الفضائيات المختلفة منها عرض من قناة النهار، ووقتها كانت فى بداية بثها، ووجدت أن عرضها هو الأنسب والأفضل لى، كما أن القائمين على القناة أسماؤهم ناجحة ومطمئنة للعمل معهم، وهذا شجعنى للانضمام لهم دون تفكير. ◄◄ ولماذا انتقلت بنفس اسم وطبيعة البرنامج الذى كنت تقدمينه.. هل هو استغلال لنجاحه؟ - لم أحب تغيير اسم البرنامج خشية أن تقل التبرعات أو يظن المشاهدون أن هذا البرنامج غير خيرى، فحاولت إجراء تغيير طفيف فتحول من «صبايا» إلى «صبايا الخير» والحمد لله اسم البرنامج الجديد تفاعل معه المشاهدون أيضا، ورغم أن اسم صبايا من تأليفى وملكى، إلا أننى تركته برغبتى للقناة التى تركت العمل معها. ◄◄ ولماذا تميلين إلى السفريات المتعددة خلال البرنامج؟ - أى علاج جديد نراه خارج مصر أو أى طبيب نكتشف أن لديه كفاءات خاصة يستطيع من خلالها علاج حالات ميؤوس منها فى مصر، نسافر له فى الحال كما تلقينا العديد من الدعوات من مختلف الدول منها ألمانيا والمغرب، وتركيا التى فوجئت بسفيرها يوجه لنا الدعوة بشكل شخصى، بعد أن اكتشفت أنه متابع جيد للبرنامج، ورحبت بهذه الدعوة على الفور، كى أذهب لأرى تجربة الإخوان فى الحكم هناك وأقارن بينها وبين تجربة الإخوان فى مصر. ◄◄ وكيف رأيت تجربة الإخوان هناك، وما الفرق بينها وبين تجربة الإخوان فى مصر؟ - وجدت هناك شيئا أكثر من رائع، فالبنسبة للجانب الشكلى، نظافة الشوارع هناك لا تقل عن نظافة شوارع أوروبا، فلم أجد فى الشوارع أى نوع من أنواع القمامة حتى الشوارع غير الرئيسية، وهناك نظام غير عادى فى المرور، والأمن فى حالة استقرار، كما اكتشفت فيهم الوسطية البعيدة كل البعد عن التشدد، فالمسجد موجود بجوار الكنيسة وبجوار البار، ويدخل المواطن التركى المكان الذى يتناسب مع أفكاره دون كبت للحريات، ووجدت من المواطنين الأتراك أن نجاح تجربة الإخوان ليست وليدة هذه السنوات، ولكن نتاج تخطيط منذ أكثر من ثلاثين عاما، ليأتى هذا النجاح والانتعاشة الاقتصادية التى تعيشها البلاد مع تواجد رئيس فعلى للبلاد سواء كان ليبراليا أو إخوانيا أو يساريا. ◄◄ إذن فما تعليقك على تجربة الإخوان فى مصر؟ - قبل نجاح الرئيس مرسى وأثناء الانتخابات الرئاسية، كنت أقول إن من يأتى للحكم ضحية لعامين متتاليين توقف فيهما الاقتصاد المصرى تماما، فضلا عن ثلاثين عاما ممتلئة بالفساد الذى عشش فى مؤسسات الدولة، ولكن أنتقد الرئيس مرسى لعدم وجود خطة معلنة حتى الآن، فلم أجد خطة اقتصادية تسير عليها الحكومة الجديدة، حتى أستطيع أن أحكم عليهم إذا كانوا فشلوا أم نجحوا بالفعل. ◄◄ وإلى أى مدى نجح الرئيس مرسى فى تحقيق وعوده حتى الآن.. وما هى المآخذ عليه بعد مرور أكثر من 100 يوم على حكمه للبلاد؟ - برنامج ال100 يوم نجح بنسبة %30 فأنا أتعامل من خلال برنامجى مع مؤسسات كثيرة مثل وزارة التضامن الاجتماعى وبصراحة الأوراق المطلوبة تنتهى دون مط أو تطويل وتم القضاء على الإجراءات الروتينية التى لا تفيد وتعطل الكثير من المصالح، والقائمين على بعض هذه المؤسسات أصبحت لديهم الرغبة فى فعل الخير أكثر من الأول، ولكن لاتزال هناك بعض الوعود لم يحقق منها أى شىء فلايزال هناك انفلات أمنى والقمامة أصبحت تملأ الشوارع دون خطة واضحة للتغلب عليها والاقتصاد المصرى أصبح بدون ملامح، كما أننى فى احتياج أن أرى تواضعا أكثر من المسؤولين والوزراء، فلا تزال المواكب والحراسات الكثيرة التى تكبد الدولة أموالا طائلة موجودة حتى الآن، فكان من الأولى أن يوفر الرئيس مرسى هذه المصاريف لمستشفيات القصر العينى وعين شمس والتى أصبحت تعانى نقص الخدمات. ◄◄ وهل انتابتك بعض المخاوف عند صعودهم فى بداية الأمر؟ - بالفعل كنت متخوفة للغاية فى البداية لأننى مذيعة وممثلة، وأرفض أن يعارض أحد حريتى، فعندما أريد الحجاب مثلا سأتحجب لوجه الله وليس من أجل الإخوان. ◄◄ بما أنك ذكرت الحجاب، فما رأيك فى حجاب بعض المذيعات فى الفترة الأخيرة؟ - أنا بشكل عام ضد حجاب المذيعة والممثلة، ومن تريد الحجاب فى هاتين المهنتين عليها أن تجلس فى بيتها أفضل كى تبتعد تماما عن الأضواء، فكيف تكون هناك محجبة ترتدى بنطلونا وتضع ماكياجا يلفت النظر إليها، أو ترتدى ملابس ذات ألوان ملفتة، فأنا أرى أن كل هذا لا يجوز مع الحجاب، ومن الأفضل لمن تريده أن تجلس فى بيتها حتى تبتعد عن الأضواء تماما احتراما للحجاب الذى تريده. ◄◄ البعض ينتقد مناقشتك لبعض الموضوعات الشائكة فلماذا تميلين إليها؟ وكيف تستقبلين النقد الموجه إليك؟ - كثير من الناس يعتقد أننى جريئة زيادة عن اللزوم، ولكنى قضيت معظم طفولتى خارج مصر، وبعد عودتى درست بالجامعة الأمريكية، ولذلك تعودت على مناقشة الموضوعات الشائكة مثل الشذوذ الجنسى وغيرها، لأننى أجد أنها ملفات علمية لابد من التطرق لها حتى نجد لها حلولا، لكن نحن للأسف دائما نسكت عن كثير من القضايا بحجة أنها لا يجوز مناقشتها وهذا خطأ فادح، فلابد أن ننظر إلى عيوبنا كمجتمع شرقى حتى نجد له الحلول المناسبة خاصة أننا نعانى من زيادة نسبة الانحراف فى الفترة الأخيرة، ولكن ما أزعجنى فوجئت بردود أفعال صادمة من بعض المشاهدين، يتساءلون كيف أناقش مثل هذه الموضوعات والبعض ذهب ورفع قضايا ضدى أمام النائب العام. ◄◄ لماذا تميلين إلى إعداد برامجك بنفسك؟ - لأنى بطبيعتى شخصية قيادية، ولا أميل أن يكتب لى أحد ما أقوله على الشاشة أو يختار لى طبيعة الموضوعات التى أناقشها قبل كل حلقة ولا أهتم بكتابة سيناريو، أو ورق كتبه لى رئيس تحرير أو معد ويمكن دراستى للمسرح أفادتنى كثيرا فى الارتجال فى برامجى وإيجاد ألفاظ أتحدث بها بدون تحضير. ◄◄ وكيف ترين برنامجك وسط البرامج الاجتماعية الأخرى؟ - نحن كفريق عمل ببرنامج «صبايا الخير» الحمد لله بلا منافس، وكثيرون حاولوا تقليدنا فى الفترة الأخيرة ولكنهم فشلوا، فأنا لا أجد أحدا يسير فى الخط الذى نسير فيه، وهذا ليس غرورا ولكن لأننا نبذل مجهودا غير عادى من الصعب أن يتحمله آخرون من أجل برنامج. ◄◄ تشاركين هذا العام فى مسلسل «أهل الهوى» بعد آخر أدوارك فى مسلسل «شارع عبدالعزيز»، فهل التمثيل يؤثر على عملك كمذيعة؟ - أنا مقلة فى التمثيل حيث أقدم عملا واحدا فى العام، ولكن عندما أرى أن هناك دورا سيشغلنى كثيرا من الممكن أن أتفرغ له، وأقدم برامج موسمية، وليست أسبوعية، وأنا من البداية ممثلة وتخرجت من قسم المسرح بالجامعة الأمريكية، ولكن عملى كمذيعة ظلمنى كممثلة، ولكنى سعيدة الحمد لله بالنجاحات التى حققتها فى مجال الإعلام. ◄◄ وماذا عن دورك فى المسلسل؟ - أجسد دور «ماريا» وهى فتاة أجنبية تقع فى غرام بيرم التونسى، الذى يجسد دوره الفنان فاروق الفيشاوى، وأنا سعيدة بالتجربة بشكل عام لعملى مع المخرج الكبير عمر عبدالعزيز، ونجمين بحجم الفيشاوى وإيمان البحر درويش. ◄◄ وما هى طموحاتك خلال الفترة المقبلة؟ - أنا عندى حلم تمثيل.. ولكن للأسف كلما أحقق نجاحات فى عملى كمذيعة، الموضوع يبعد عنى كممثلة لأن المنتجين والمخرجين يصنفوننى كمذيعة، كما أن هناك بعضهم لا يعرفنى كممثلة، ودائما الترشيحات الأولية تذهب للممثلات المتفرغات له، لأن هناك بعض المخرجين يقولون عملها كمذيعة من الممكن أن يعطلنا لأنها لديها برنامج متواصل، ولكن الحمد لله عملى كمذيعة جلب لى الخير الكثير الذى أسعدنى كثيراً.