الجيش التونسى يعلن أنه سيبقى ملتزما بالحياد تجاه الأحزاب السياسية

أعلنت وزارة الدفاع التونسية أمس، أن المؤسسة العسكرية فى تونس "ستبقى ملتزمة بالحياد التام" تجاه كل الأحزاب السياسية، وذلك إثر توجيه اتهامات لحركة النهضة الإسلامية الحاكمة بالسعى إلى "السيطرة" على الجيش من أجل إقامة دولة "إسلامية" فى تونس.
وقالت الوزارة فى بيان نشرته على موقعها الرسمى فى شبكة الإنترنت "بالنظر إلى ما تتداوله مختلف وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة، وكذلك شبكات التواصل الاجتماعى وبعض الأطراف بخصوص المؤسسة العسكرية، فإن وزارة الدفاع الوطنى تؤكد للمرة الألف أن المؤسسة العسكرية التونسية باقية وستبقى ملتزمة بالحياد التام وتقف على نفس المسافة من كل الأحزاب ومكونات الطيف السياسى بالبلاد وبعيدة كل البعد عن التجاذبات والمزايدات السياسية".
وأضافت الوزارة أنها "تترفع عن حملات اللغط واللغو والتشكيك وأن ذلك لن ينال من سمعتها ومعنويات أفرادها فى هذه المرحلة الدقيقة التى تمر بها تونس".
وتابعت "كما تجدد دعوتها لكافة العسكريين على مختلف أصنافهم إلى الالتزام التام بقوانين الدولة وترتيب الجيش الوطنى والعمل فى كنف الانضباط ونكران الذات والتفانى فى القيام بمهامهم خدمة للمصلحة العليا للوطن ودوام عزته ومناعته وإعلاء شأنه بين الأمم".
واتهم معارضون الخميس حركة النهضة الإسلامية بالسعى إلى "السيطرة" على الجيش تمهيدا لإقامة دولة "إسلامية" فى تونس وذلك غداة تسريب شريط فيديو نادر للقاء جمع سلفيين برئيس الحركة راشد الغنوشى، الذى قال، إن الجيش والشرطة فى تونس "غير مضمونين".
وقال الغنوشى فى الشريط "صحيح أن الفئات العلمانية فى هذه البلاد لم تحصل على الأغلبية" فى انتخابات المجلس الوطنى التأسيسى التى أجريت فى 23 تشرين الأول/أكتوبر 2011 وفازت فيها حركة النهضة، لكن "الإعلام والاقتصاد والإدارة التونسية بيدهم الجيش، الجيش ليس مضمونا، والشرطة ليست مضمونة، أركان الدولة مازالت بيدهم".
وصرح الغنوشى فى مقابلة مساء الخميس مع التليفزيون الرسمى التونسى أنه قصد من وراء تصريحاته تنبيه السلفيين من مغبة "الاستهانة بقوى الدولة التى لها جيشها وشرطتها".
وأظهرت استطلاع رأى نشرته صحيفة محلية الأسبوع الماضى، أن حوالى 90 % من التونسيين يثقون فى جيش بلادهم.
ويقول مراقبون، إن الجيش هو المؤسسة الوحيدة فى تونس التى لم "تخترقها" حركة النهضة حتى الآن.
ويتولى قياديون فى حركة النهضة ثلاث وزارت سيادية فى البلاد هى الداخلية والعدل والخارجية، إضافة إلى رئاسة الحكومة التى يتولاها حمادى الجبالى أمين عام حركة النهضة، فيما يتولى عبد الكريم الزبيدى (مستقل) وزارة الدفاع.