وجه اتحاد المحامين العرب تهنئة لنقابة المحامين المصرية وجموع محامى مصر بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس نقابة المحامين، اليوم الأربعاء. وقال عمر زين، الأمين العام لاتحاد المحامين العرب، فى رسالته للمحامين: محامى مصر حماة الحق والحرية.بمناسبة مئوية تأسيس نقابة المحامين المصريين..تحية الحق والعروبة.. قليل أن يتيه البيان بأهل البيان، ويعتز الوفاء بفرسان العدالة، وصناع مجد الأمة، ولا عجب أن تكون مصر العظيمة مرضعة الحضارات وأرض البطولات، سباقة فى هذا الشرق إلى حماية حقوق الإنسان، والدفاع عن حريته وكرامته. وأن تبنى بهذا الأمر منذ قرن ونيف، صروح العدالة الشامخة بركنيها الزاهرين القضاء والمحاماة. وتابع: وكيف لا وأرض الكنانة منذ القدم فخر العرب، وملهمة العباقرة علماً وأدباً وقانوناً وفقهاً وفناً، ومنبت القادة الأحرار، ومنارة الدين الحنيف، والعيش الواحد الشريف، ومحراب مكارم الأخلاق، ولا بد ان ننوّه فى هذه المناسبة بالدور المميز الذى لعبته نقابة المحامين المصريين (نقابة محامى مصر الأهليين ونقابة محامى مصر الشرعيين) كما كانت التسمية، هذا الدور كان بأعلى درجات من الحس القومى والوطنى والمهنى فى المؤتمر التأسيسى لاتحاد المحامين العرب عام 1944 فى دمشق الخالدة، وعراق المنصور والرشيد والمأمون، وفى سوريا رائدة نهضة العرب وعاصمة الأمويين، وبيروت أم الشرائع، وطرابلس عرين العلماء، وفلسطين المسجد الأقصى وبيت المقدس، والأردن الحاضن فى أرضه أكثر الصحابين والأشراف. وأضاف: نردد ما قاله نقيب مصر القائد الأستاذ مصطفى البرادعى فى المؤتمر الثامن لاتحاد المحامين العرب المنعقد فى القدس عام 1965: "علمتنا المحاماة كيف ندافع عن المظلوم، وكيف ندفع الجور وكيف نرد الحق إلى صاحبه، وكيف نعيد الحرية لمن فقدها، وكيف نعيد الأمور إلى نصابها، نحن أقرب الناس إلى الحق والعدالة، وهذا فخرنا وشرفنا، ويشرفنا أن يكون الشرف مهنة لنا، ولكن أكبر من هذا ينتظرنا: تنتظرنا فلسطين". وقال: "إذا كانت الحقيقة مهيضة الجانب فى بيتها منك، فكيف يقوم به لله حق، وإذا كانت العدالة مضطربة فى بيت العدل منك، فكيف يستقيم العدل فيك، ويطهر شرف العدل بك، وإذا كانت نفسك فاقدة لحقها فى دارها، فكيف تعين نفساً على استرداد حق مفقود لها. وإذا كانت نفسك تشكو مما يقع عليها من أعباء الظلم، فكيف ترفع هذه الاعباء عن غيرها، واليوم فى عرس المحاماة المئوى يشرفنى ويسعدنى ان أحيّى فرسان مصر المحامين، وأن أشاركهم فرحة هذا العيد، وأجدد معهم العزم والثقة برسالة المحامى المقدسة فى النضال الوطني، ومقاومة الظلم والظلام لتبقى راية العدالة خفاقة عزيزة، ولتحيا الأمة باطمئنان وسعادة. وذكر " نقول فى هذه المناسبة أن الدفاع عن الحق جهاد وشرف، والانتصار للمظلوم وللحرية شجاعة وبطولة، وافتداء الوطن بالروح والعلم عز وخلود، وهذه رسالة وأمانة حملناها بصدق وكرامة، ويحضرنى فى هذه المناسبة ما قاله النقيب الرائد الأستاذ أحمد الخواجة رئيس إتحاد المحامين العرب فى المؤتمر التاسع المنعقد فى القاهرة سبتمبر 1967: "إن إرادة الجماهير ترفض الإستغلال رفضاً حاسماً وقاطعاً. إن حصيلة عمل الجماهير يجب أن تؤول إليها، لا تستأثر بها فئة دون أخرى. إن العمل الإنسانى الخلاق لا يستمر فى إعطاء الثمار اليانعات إذا ذهب نتاجه لغير أصحاب الحق فيه. وقال الأمين العام لاتحاد المحامين العرب: إن العدل هو جهاد الإنسان الحر فى مواجهة الظلم. والظلم شجرة ضارية ليس يكفى أن تقلم فروعها، بل إن حركة النضال الشعبى فى سبيل العدل يجب أن تقتلعها من جذورها، وإن استعباد الشعوب هو غاية الظلم، والعدل هو تحريرها، هو وضع سلطة الحكم فى يدها، ويوم آمنتم وآمنا بأن العدل أساس الملك هو سر سعادة البشر وحصن الحرية والكرامة وضمان الديمقراطية، وأصغيتم وأصغينا بخشوع إلى صوت الخليفة عمر، هاتفاً فى الأرض قبل ألف عام ونيف: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً"، أقسمنا وأقسمتم على الوفاء والتضحية ونصرة القانون، وكنتم وكنا أيها الزملاء رسل العدل الأوفياء، وحماة الضاد، وغوث الأبرياء لا يشاء الحق إلا ما شاء، كنتم وكنا قادة تهدى ودنيا تهتدي، تسرجون المدى والزمن، صاعدين أبداً نحو أعلى القمم. وأكد : ربما نكون اليوم فى أصعب منعطف من تاريخ الأمة، نواجه فيه أعتى الأزمات وأدهى المخاطر التى تهدد الوجود والمصير، وتستهدف فيما تستهدف وحدة الأمة وثروتها وعنفوان شعوبها، وتعطيل قدراتها الخارقة فى سباق الحضارات، وسيبقى الأمل كما كان دائماً معلقاً على مصر العروبة فى الإنقاذ والصمود وشد الأواصر، وحل الأزمات المتفاقمة شرقاً وغرباً، وستبقون أنتم ايها المحامون، ويا رجال مصر ومبدعيها وحملة المشاعل فيها، أمل الأمة تحملون هذه المسؤولية لنعود كما كنا "خير أمة أخرجت للناس". يبقى العنوان الأكبر لرسالة المحاماة الصدق والأمانة والأخلاق، وبهذه القيم إلى سائر المبادئ الأخرى تحقق الصمود والنجاح لكم، وأزدهى سعيداً بكم فى هذا العيد، تضيئون أمام القضاء وأسياف العدالة طريق الحقيقة بصدق وشجاعة وكفاءة لا تخشون فى الحق لومة لائم، ونؤكد دور إتحادنا الشامخ الذى عبّر عنه المغفور له الرئيس النقيب أحمد الخواجة فى مؤتمر دمشق سبتمبر 1968: "لم يكن إتحاد المحامين العرب عبثاً ولا مجرد جمع للمحامين، بل كان والحق يقال جزءاً نابضاً من الثورة العربية واكبت نشأتها وهى تشارك الشعب نضاله من أجل التحرير، ورسالة المحامين العرب هى رسالة الثورة العربية. ورسالة الثورة العربية حرية الأرض وحرية المواطن ووحدة الأمة العربية. ورسالة الثورة العربية أن لا يسلم الثوار قيادتها للدخلاء، وألا يتخلى الثوار عن قيادتها فإن شعباً لا يقوده ثواره، لا يستطيع أن يحقق أهداف نضاله". وختم رسالته قائلا: سنتابع هذه المسيرة وجموع المحامين العرب معكم مهما كلفنا ذلك من جهد وتعب وتضحية، سدد الله خطاكم، وبورك هذا العيد، ليبقى المحامون قادة هداة، ورسلاً بناة، وحماة للحق والحرية.