رأت صحيفة (الجارديان) البريطانية اليوم الاثنين، أن الدعم الذى تبديه لندن لخيار التدخل العسكرى فى سوريا لا يصب فى مصلحة الأمريكيين. وحذرت الصحيفة - فى سياق مقال افتتاحى أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم - من تدخل عسكرى أمريكى فى سوريا، قائلة إنه سيلحق مزيدا من الأضرار فى العلاقات بين الولاياتالمتحدة وروسيا (حليف دمشق الأبرز)، ومن ثم تقويض خطط واشنطن وحلف شمال الأطلسى (ناتو) سحب القوات الأمريكية والمواد من أفغانستان من خلال وسط آسيا وروسيا تاركا باكستان المنفذ الوحيد للخلاص من المأزق الأفغانى حسب تعبيرها. وأشارت إلى أن الدروس المستفادة من الحرب على العراق تبرز ضرورة ألا ينظر إلى الدعم البريطانى، بوصفه ضوءا أخضر لقادة الولاياتالمتحدة كى يشرعوا فى إرسال قواتهم. ونبهت الصحيفة إلى أنه فى آخر مرة أقر فيها رئيس وزراء بريطانى خططا لرئيس أمريكى تهدف إلى تدخل عسكرى فى بقعة ما، أسفرت عن الغزو الأمريكى للعراق وهو ما يعتبر أحد الأخطاء الفادحة على صعيد السياسات الخارجية فى تاريخ الأمريكى المعاصر على حد وصفها. وقالت "لم يكن الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الابن لينجح فى الترويج لغزو عسكرى أحادى الجانب للعراق أمام الرأى العام الأمريكى لولا دعم وتأييد رئيس الوزراء تونى بلير للخطط العسكرية الأمريكية". ورأت الصحيفة، فإن التأييد والمناصرة التى أبداها رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون الأسبوع الماضى لتحذير قد أطلقه الرئيس الأمريكى باراك أوباما سلفا بأن التهديد المنبثق عن ترسانة سوريا من الأسلحة الكميائية قد يؤدى إلى تدخل عسكرى فى سوريا يجب أن تستقبله الدولتان بحذر وحيطة. وأفادت بأن الغزو الأمريكى للعراق قد قضى على التوازن فى علاقات القوة بين إيران والعراق وتركيا والسنة والشيعة والأكراد الذى تمكن صدام حسين من الحفاظ عليه طيلة عقود طويلة.