"اسمع كلام خالتك أم بهانة"

حفل الاستقبال الأول للمولود..

"حلقاتك برجالاتك.. حلقة ذهب فى وداناتك"، كلمات غريبة وقديمة نرددها فى سبوع المولود، وإن كنا لا نعرف لها أصل ولا معنى وربما ترتبط بالحلقات التى يعقدها أهل المولود حوله.
تطور شكل السبوع على مر الزمن، ولكنه ظل محتفظا ببعض الطقوس التى لم يتم التخلى عنها، تبدأ الاحتفالية فى ليلة السبوع بشراء الأسرة ما يطلق عليه "البياتة"، وهى عبارة عن إبريق أو قلة حسب نوع المولود ذكرا كان أو أنثى، حيث يوضع الإبريق فى صينية بها ماء تلقى بها بعض العملات المعدنية اعتقادا أنها توسع من رزق المولود.
الشمع جزء أساسى فى "البياتة"، حيث يوضع فى الإبريق أو القلة حتى الصباح، إلا أن هذا الإبريق الفخارى اختفى تماما ليحل مكانه البلاستيك ليتغير شكله بعد ذلك إلى عروسة من البلاستيك تخفى تحت فستانها القلة البلاستيكية، وتظهر الشمعة كحلية، بينما تتم إنارة البياتة بالكهرباء.
الغربال يتم تزيينه بالتل والقماش الستان، ليوضع فيه الطفل لتبدأ أكبر سيدة فى العائلة فى "دق الهون" النحاسى، وتتبارى الحموات فى حث المولود على أن يكون مطيعا لجدته وخالته وباقى أفراد العائلة فردا فردا "اسمع كلام خالتك أم بهانة.. متسمعش كلام ستك أم أبوك"، بينما الطفل يخلد فى نوم عميق أو يفقد حاسة السمع نهائيا.
"السبع حبات" من الطقوس الغريبة أيضا، حيث يتم نقع 7 حبات من الحبوب الجافة كالفول والأرز والعدس والذرة والحمص والقمح، وترش على الأم والمولود أثناء الزفة ويرش الملح فى كل مكان بالمنزل.
"الأولة بسم الله والتانية بسم الله والتالتة رقوة المصطفى ابن عبد الله .."تردد السيدة التى تبخر المولود فى الوقت الذى تمر فيه الأم على المولود سبع مرات.
أما "السبوع" نفسه الذى يتم توزيعه على الأقارب والمعارف والأصدقاء، وخاصة الأطفال، فقد تحول شكله كثيرا إلى تحفة صينية يوضع معها الملبس والشيكولاتة، وتزين بالتل وشريط من الستان يحمل اسم المولود.
درب البرابرة هو المكان الذى يحتضن مستلزمات السبوع من الألف إلى الياء، تحمل المحلات أسماء فنادق كبيرة أمثال مريديان والنيل هيلتون، حيث شرح لنا محمود عبد الباقى أحدث صيحات السبوع، حيث تتنوع أشكالها ما بين التحف الصينية وعلب السيلفر المطلاة بالفضة والكريستال والسرير الخشبى وهو مصرى الصنع، ويعد أحدث شكلا من أشكال السبوع.
أما عن الأسعار فتتراوح أسعار التحفة الصينى من جنيه إلى 10 جنيهات، وعلب السيلفر تبدأ من 15 جنيها لتصل إلى 150 جنيها للقطعة الواحدة.
ويختار الزبون شكل السبوع الذى يتناسب مع ذوقه وإمكانياته المادية، فالتحفة التى يبلغ سعرها 10 جنيهات تصل إلى 15 جنيها بعد التزيين، وعادة ما يختار الزبون عدة مستويات للأسعار، فهناك مستوى الVIP ومستوى الأقارب وغير المقربين.
"السبوع البلدى" هو الأقل سعرا، حيث يمكن تجهيز الفوانيس الكارتون بما تحمله من فشار وسودانى وحمص بتكلفة 75 جنيها لكل 100 فانوس.
أما أغلى سبوع، فحدثنا عنه محمود عبد الباقى، حيث قال إن تكلفته تعدت ال28 ألف جنيه، حيث أقيم فى إحدى قاعات الأفراح إلا أنه يؤكد أن سبوع بهذا الحجم يكون الهدف من ورائه جمع مبلغ كبير من المال من خلال النقطة، "واحد مزنوق فى قرشين يعمل سبوع، الناس تنقطه فيغطى المبلغ اللى دفعه وتفك زنقته".
الطقوس الإسلامية تحتفل بقدوم المولود الجديد بصورة مختلفة تماما وهى "العقيقة" وهى الشاة التى تذبح عن المولود فى اليوم السابع لولادته، وهى سنة مؤكدة، فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم، وحث صحابته الكرام على فعلها، ومن الأفضل أن يذبح عن الولد شاتان متقاربتان شبها وسنا، وعن البنت شاة واحدة، ويفضل البعض هذه الطريقة الإسلامية فى الاحتفال التى تعتمد على نشر الفرحة على المحتاجين، إلا أن أحدث صيحات العقيقة هى تكليف إحدى النوادى أو الفنادق بطبخها وتحويلها إلى وجبات كاملة توزع على الأقارب والفقراء.