"حلقاتك برجالاتك حلق ذهب فى وداناتك" و"يا ملح يامالى درانا.. كتر صبيانا" و"دارى يامزين دارى.. سمعنى عياط الغالى" و"ياعريس يا صغير علقة تفوت ولا حد يموت" و"يا أم المطاهر رشّى الملح سبع مرات" و "ننا نام.. ننا نام.. ودبح لك جوزين حمام" سمعنا الأغنية الشعبية وارتبط بها أطفالنا منذ ولادتهم، فكلما جدت مناسبة فى حياة الفرد احتفل بها، فالأغنية مصاحبة له منذ الأيام الأولى التى ترى فيها عيناه الدنيا. حول دور أغانى أطفال الآن فى المجتمع سألنا سمير عبد اللطيف كاتب وناقد، وقال "إن تلك الأغنيات تتردد فى المناسبات مثل يوم الميلاد، "السبوع"، الختان وأغانى المهد، حيث يحتفل المجتمع الشعبى فى مصر بها، لأنها تمثل لهم طقوسا وعادات وتقاليد التراث الشعبى، وتكاد تكون معروفة ومتشابهة وتحفظها كل سيدة وفتاة وترددها، فهى سهلة وقصيرة وترتبط بالذهن وبالأفكار". وأضاف سمير : "إن الأغنية الشعبية جزء من نسيج الوطن يشكل الزمان والمكان عناصره وسماته، فهى تعبير حقيقى عن لحظات عايشها الطفل بكل أبعاده الشخصية والاجتماعية والنفسية والثقافية، فهو مبدعها الأول". موضحا "فالأم تغنى لطفلها كى ينام أو يكف عن البكاء أو لملاعبته أو لتعليمه بعض الحركات البسيطه، فالأم تكررها عدة مرات، وتصاحبها غالباً تحريك الطفل أو بعض أجزاء جسمه أو اهتزاز الأم هزات خفيفة تناسب الايقاع، وفى كل الأحوال تدخل على الطفل بعض من البهجة و الفرحة و السرور. كما يشعر أن أمه تهتم به وتغنى له مما ينطبع ذلك فى الذاكرة ويسترجعها وهو كبير، مما يجلعه يمارسه مع طفله فى المستقبل". وأوضح عبد اللطيف أن الأغنية الشعبية فى مجال الابداع والتعبير الفنى لها أشكالاً وألواناً عديدة، مثل الإسهامات المتميزة للفنان والموسيقار محمد فوزى فى أغنيته الشهيرة "ماما زمانها جايه" وأيضاً عفاف راضى و محمد ثروت. كما أكد أن الأغنية الشعبية تحمل رسالة سامية ونبيلة تؤرخ وتسجل وتعبر عن لحظات وتاريخ وهموم على مدى التاريخ الإنسانى. ونوه عبد اللطيف إلى أن الأغنية الشعبية أصبحت مؤخراًً أداة تحقيق لقدرة الذات للتعبير عن الواقع الذى يعيشه، ثم تحولت للمحافظة على الشخصية القومية، حيث إنها غالباً ما تحتوى على قيم مرتبطة بالمجتمع وأخلاقه.
