«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هي تسبق الشيطان بخطوة‏!‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 11 - 12 - 2010

فاجأتني بقولها‏:‏ أنا زوجة لأربعة رجال في وقت واحد‏..‏ وبعقود رسمية موثقة‏!‏ قالت قولتها هذه‏..‏ ثم تقوقعت كما القنفذ يشهر أشواكه الجارحة فوق الكنبة السوداء الطرية في مكتبي‏..‏ حتي لا تلتهمه ذئاب البشر‏. أحسست ساعتها كأن صاعقة قد سقطت فوق رأسي اهتز لها كياني كله‏..‏ وظلت عيناي مشدوهتين مشدودتين إلي هذه الأفعوانة التي هبطت إلي كما هبط إبليس علي سيدنا آدم ليوسوس له أن يأكل هو وزوجته من شجرة الخلد‏..‏ ليخرجه الله من جنات عرضها السماوات والأرض إلي جحيم الدنيا التي نعيش فيها الآن‏..‏ ولا أحد يدري إلي متي تنقشع الظلمة وتخمد ألسنة اللهيب التي أوقدناها كرها وحقدا وظلما وضغينة من صدور البشر‏..‏ وقتلا ودمارا ودما وشرا مستطيرا إلي يوم يبعثون؟
هي في جلستها أمامي غضة ندية عفية‏,‏ قد تحسبها في مقعدها زبيدة التي اختارها جنرال مينو زوجة له بعد اعلان إسلامه زلفا وتقربا من المصريين‏..‏ فقد كانت تحفة نسر الناظرين وغادة من غاديات الزمان الغابر كما وصفها أديبنا وشاعرنا علي الجارم في كتابه عنها واسماها غادة رشيد‏..‏
كانت تجلس مربعة القدمين‏..‏ سافرة الوجه جريئة العينين والغمزات واللمزات والمقاصد‏..‏يحدد أبعادها قوام غارق في بياض طبق قشدة صابحة‏..‏ ووجه صبوح كأنه الصبح الندي‏..‏
لم أجد علي لساني ساعتها إلا كلمات صدرت مني كرها أو طواعية لا أدري‏..‏ قلت لها‏:‏
كل هذا الحسن يا ست زبيدة وتلقين به في مستنقع الضياع‏..‏ وتكحلينه بهباب البرك‏!‏
قالت لي بدهشة‏:‏ غريبة وكيف عرفت اسمي دون أن أخبرك به؟
قلت لها‏:‏ لأنك تذكرينني بزبيدة التي خفق لها قلب الحاكم الفرنسي قبل مائتي عام‏..‏ وإن كنت لم أرها‏..‏ ولكنني زرت دارها في رشيد‏..‏ وجلست إلي من بقي من أهلها‏..‏
قالت‏:‏ فين أنا وفين زبيدة التي تتحدث عنها‏..‏ أنا أشبهها فقط في الاسم‏..‏
قلت‏:‏ ولكن زبيدة غادة رشيد تزوجت مرتين‏..‏ علي سنة الله ورسوله‏..‏ عندما تقدم لها الجنرال مينو بعد أن أعلن اسلامه وسمي نفسه عبد الله‏..‏ كانت مطلقة بعد زواج اسمي من أحد كبار تجار المدينة‏..‏ أما أنت؟
قالت‏:‏ آه‏..‏ أنسيتني ما جئت لأخبرك به‏..‏
قلت‏:‏ تقصدين‏..‏ صاعقة زواجك بأربعة رجال‏..‏ وفي وقت واحد‏..‏ ودون طلاق واحد‏!‏
قالت بهدوء ورقة وقد تحولت من قنفذ ذي أشواك‏..‏ إلي قطة سيامية ناعمة‏:‏ أيوه‏..‏ في ذمتي الآن أربعة رجال‏..‏ تزوجتهم كلهم أو قل تزوجوني بعقود رسمية شرعية وبشهود‏..‏ وكانت العقود كلها علي يد مأذون‏!‏
‏..........‏
‏.........‏
لن أخفي عليكم‏..‏ انني مازلت أعيش صاعقة امرأة علي ذمة أربعة رجال في وقت واحد‏..‏ وكأنها الرجل وفي ذمته أربع نساء كما يبيح له شرع الله‏..‏
هذه امرأة أمامي خالفت شرع الله في كل كتاب‏..‏ وكل دين‏..‏
وخالفت القانون الذي وضعه الإنسان والقانون الذي أنزله الله علي عباده‏,‏ كل عباده‏..‏
قالت لي بصوت ناعم‏,‏ ولكن له ملمس وحس الحية الرقطاء‏..‏ والنبي نفسي من الصبح وأنا جيالك بالقطر من آخر الدنيا‏..‏ في كباية شاي‏..‏ بس خلي الساعي الطيب بتاعك ده‏..‏ يعمل لي كباية شاي تقيل ويكتر السكر؟
كما أصابتني بصاعقة اعترافها في البداية بأنها علي ذمة أربعة أزواج في وقت واحد‏..‏ أصبتها أنا بسؤال واحد‏:‏ انت يا ست زبيدة موش خايفة مني بعد ما قولتيلي انك علي ذمة أربعة رجال‏!‏
تسألني هي بمكر الحريم‏:‏ يعني هتعمل ايه؟
قلت‏:‏ أبلغ عنك‏..‏ ياخدوك من قدامي في حديد‏!‏
قالت‏:‏ يمكن أنا بهزر معاك يا أخي‏!‏
قلت‏:‏ الحاجات دي ما فيهاش هزار يا ست هانم‏!‏
قالت‏:‏ بس أنا عارفة ومتأكدة انك عمرك ما عملت حاجة غلط‏..‏ وإن مافيش واحدة دخلت مكتبك إلا وكنت ستر وغطاء عليها‏!‏
موش أنت يا باشا اللي تيجي علي واحدة ست‏..‏ موش أنت اللي تعمل حاجة وحشة‏!‏
قلت‏:‏ الظاهر كده‏..‏ يمكن أنا طيب زيادة عن اللزوم مع صنف الحريم‏..‏
قالت‏:‏ ينصر دينك يا شيخ خليني بقي أحكيلك براحتي ومن غير خوف إزاي أنا علي ذمة أربع رجالة في وقت واحد‏..‏ واحكم أنت يا سيد الحاكمين‏!‏
‏.......‏
‏.......‏
وحدها طلبت من عبد النبي كوماندا مكتبي‏:‏ واحد شاي تاني تقيل وسكر كتير وحياتك‏..‏
لم أزل غير مصدق أن هذا الافعوان الذي يجلس أمامي في صورة امرأة علي ذمتها أربعة رجال كما الرجل تماما‏..‏ عندما ينتفض كالغضنفر ويتمم صحيح الدين في تصوره في مسألة الزواج ويتزوج بأربع نساء في وقت واحد‏!‏
قالت في لهجة انكسار‏:‏ علي فكرة أنا ست طيبة وآخر غلب‏..‏ لكن مافيش حد فاهمني‏!‏
قلت لها‏:‏ مافيش ست علي وجه الأرض موش مظلومة ولا غلبانة الغلب كله‏..‏ وما فيش ست موش طيبة ودمعتها علي خدها‏..‏ كل ست قعدت معاها قالتلي كده‏..‏ وكل إمرأة من جنس حواء‏..‏ فاكرة نفسها ملاك نازل من السماء حتي وهي علي حبل المشنقة‏!‏
قالت وقد برقت عيناها ببريق غريب‏:‏ لأ‏..‏
أنا هاقولك الحقيقة‏..‏ أنا من صغري لبسني عفريت اسمه الانتقام من كل جنس الرجالة‏!‏
اسألها‏:‏ ازاي يا قمر الزمان؟
اعجبتها كلمة قمر الزمان هذه فابتسمت وقالت‏:‏ أصل أنا اتربيت في بيت الرعب‏..‏ وأبويا هو المرعب‏..‏ كان يضرب أمي‏,‏ يوماتي صبح ومساء بسبب وبدون سبب عمال يلطش فيها في الرايحة والجاية‏..‏ وأمي ست غلبانة منكسرة ومتربية ماكانتش ترد عليه ولا حتي ترفع عينيها فيه‏..‏ كان أب قادر وفاجر ما يفارقش الجوزة أبدا‏..!‏
أسألها‏:‏ جوزة ايه؟
قالت‏:‏ يعني موش عارف‏..‏ جوزة الحشيش‏..‏ كان راجل مقتدر وعنده أرض وزرايب بهايم وجناين فاكهة‏..‏ صرفها كلها علي المخدرات واندار علي صيغة أمي باعها‏..‏ وقبل ما يبيع عفش الدار اللي متاوينا جوزني لراجل عجوز صاحب وابور طحين عندنا في البلد‏!‏
اسألها‏:‏ بلدكم ايه؟
قالت‏:‏ بلاش‏..‏ لحسن يعرفوا قراري ويدوروا عليا ويجيبوني من سابع أرض‏!‏
اسألها‏:‏ هو انت هربانة؟
قالت‏:‏ هي لسه ما وصلتش لحد عندك‏..‏ باقولك أنا علي ذمة أربع رجالة‏..‏ فاهم يعني ايه؟
قلت لها‏:‏ أنا آسف‏..‏ موش هاسألك تاني؟
قالت‏:‏ اتجوزت الراجل العجوز قول كده تخليص دين‏..‏ وكان عمري موش فاكرة اربعتاشر‏..‏ خمستاشر سنة‏..‏ موش حاسباها كويس‏..‏ وكانت ليلة دخلتي‏..‏ مجزرة حقيقية‏..‏ أنت عارف يعني ايه دخلة بلدي‏..‏ يعني اتنين ستات يمسكوني له وهو ياخد البكارة بصباعه‏!‏
قلت‏:‏ عملية دبح يعني‏!‏
قالت‏:‏ حاجة زي كده‏..‏ وبعد ما دخلت بيت العدل‏..‏ لقيت عمنا ده مالوش في الستات‏..‏ فاهم يعني ايه مالوش في الستات‏..‏ اتعقدت أكثر وكرهت صنف الرجالة اكتر واكتر‏..‏ بعد أبويا الحشاش وجوزي المهكع المخلع‏!‏
‏.........‏
‏........‏
ولأن هذا النوع من حكاوي الستات الأراريب أنا حافظها وحافظهم صح‏..‏ فقد أكملت لها الرواية والحكاية من عندي‏..‏ قلت لها‏:‏ وبعدين هربتي مع أول موال حب اندلق في ودانك‏..‏ من ولد حلنجي شافك مرة في السوق بتشتري حاجات كده بتاعة الستات الحلوين عشان يزدادوا حلاوة‏..‏ روج وبودرة وحلقان وخواتم ولبس شفتشي مشخلع‏..‏ قام لضم معاكي لحد أما لميتي هدومك في بؤجة وقبل الفجر رحتي هربانة معاه‏..‏
قالت مكملة الفصل الثاني من رواية الزواج بأربعة‏:‏ اشترطت عليه يتجوزني قبل ما أحط رجلي في المستعجلة‏!‏
اسألها‏:‏ وايه هي المستعجلة دي؟
قالت‏:‏ ديزل الأرياف‏..‏ بيسموه المستعجلة‏..‏ ولامستعجلة ولاحاجة المهم خدني علي المأذون‏..‏ اللي سألني‏:‏ انت بنت واللا عازبة‏..‏ قلت له بحياء البداري‏:‏ أنا‏...‏ بنت بنوت‏...‏ ولم أكن ساعتها أكذب‏!‏
سألني‏:‏ اتجوزتي قبل كده‏..‏ قلت له‏:‏ كلك نظر أنا لسه ما دخلتش دنيا‏!‏
قلت لها‏:‏ واتجوزتوا‏..‏ وده ثاني زوج موش كده؟
قالت‏:‏ ايوه‏..‏
قلت‏:‏ وكنتي لسه علي ذمة الراجل العجوز المكحكح‏!‏
قالت دون أن يهتز طرفها‏:‏ أيوه‏..‏؟
وكان أول بختي الحقيقي في الجواز‏..‏ لأنه لقاني بنت بنوت‏!‏
والغريب يا حضرة إن ما حدش سأل عني ولا دور عليا‏..‏ وعشت مع أخينا ده أجمل ثلاث سنين من عمري‏..‏ خلفت منه ولدين توأم‏..‏ زي القمر‏..‏ وفي يوم خرج هو للشغل‏..‏ وكان معايا الولدين‏..‏ بصيت لقيت اتنين ستات زي الستات المعلمين بتوع المدبح‏..‏ خبطوا عليا‏..‏ ولما فتحت زقوا الباب وادوني حتة علقة‏..‏ مافوقتش إلا في المستشفي بعد ما كسروا ضلوعي‏..‏ وهربوا ومعاهم الولدين التوأم‏!‏
اسألها‏:‏ مين الستتين دول؟
قالت‏:‏ عرفت بعد كده‏..‏ إن صاحبنا الله يجحمه جوزي كان متجوزهم عليا‏..‏ واحدة ورا الثانية قبل ما يتجوزني أنا ومقاليش المتنيل علي عينه‏!‏
قلت لها‏:‏ سبتيله العيلين وخدتي ديلك في سنانك ويا فكيك؟
قالت‏:‏ لا‏..‏ ده الضنا غالي‏..‏ قعدنا مع البوليس ندور في سلقط في ملقط‏..‏ الستتين اختفوا بالعيلين‏!‏
اسألها‏:‏ وجوزك؟
قالت‏:‏ موش هتصدقني؟
قلت‏:‏ أمال أنا بعمل ايه من الصبح‏!‏
قالت‏:‏ الندل هو راخر فص ملح وداب مع الستتين مرتاته والعيلين‏.‏
أسألها‏:‏ والبوليس الهمام عمل ايه؟
قالت في حسرة‏:‏ هيعمل ايه في لؤم الستات وقهر برفع القاف وسكون الهاء الرجالة الأندال‏!‏
قلت‏:‏ يا قلبك يا ست زبيدة‏..‏ يعني ما تعرفيش لا حس ولا خبر عن نور عينيكي الولدين الصغيرين؟
قالت‏:‏ لحد النهارده‏..‏ لا حس ولا خبر‏..‏ ومن ساعتها بعت قلبي للشيطان‏..‏ زي ما يوسف بك وهبي قال في فيلم سفير جهنم‏!‏
اسألها‏:‏ إزاي؟
قالت‏:‏ من بعدها أصبح قلبي أشد قسوة من حجر الصوان‏!‏
‏.......‏
‏.......‏
كم هي غريبة هذه الدنيا‏..‏
أمامي علي الكنبة السوداء الطرية أمامي‏..‏ تتمدد الآن افعوانة في صورة امرأة تمردت علي الحياة‏..‏بعد أن أدمت قدميها وقلبها أشواك الطريق وسموم ولدغات حيات البشر‏,‏ في الغابة التي تعيش فيها ويطلقون عليها خطأ اسم الدنيا‏,‏ إذا لم تكن ذئبا أكلتك الضباع‏..!‏
قالت‏:‏ بعد أن خطفوا مني ولدي‏..‏ تحولت إلي نمرة مفترسة لا تعبأ بشيء‏..‏ خلعت برقع الحياء خلعت الأخلاق والقيم وكل ما تعلمته في المدرسة وفي قريتي‏..‏ وما سمعته من أمي وأبي‏..‏ ولم أعد أفكر إلا في الانتقام من صنف واحد من البشر‏..‏ اسمه الرجال‏..‏
ركبت أول قطار مسافر إلي الأسكندرية‏..‏ عملت كاشيرة في سوبر ماركت يملكه رجل عينه زايغة‏..‏ وأنت تعرف ماذا حدث إذا زاغت عيون الرجال‏..‏ أوقعته في حبائلي‏..‏ وهو الرجل الطيب المتزوج‏..‏ الأب لثلاثة من الأولاد‏..‏
ولبست أمام زوجته المدرسة ثوب العفاف والورع‏..‏ في صورة الحجاب والسبحة والصلاة في أوقاتها‏..‏ وعندما وثق الحمل في الذئب وثبت علي الكبش الكبير اللي هو زوجها وولي نعمتي وآسفة لهذا التعبير‏..‏ وتزوجته في السر‏..‏ بعد أن أقنعته وقد صدقني لكي تعرف مدي طيبة الرجال وعبطهم أحيانا إن ابن عم لي اعتدي علي وقد هربت من قريتي وأسرتي وعاري لأفوز بصاحب الخلق الكريم الذي هو صاحب السوبر ماركت الكبير‏..!‏
ووقع الرجل في حبائلي‏..‏ وتزوجني زواجا شرعيا عند مأذون المنشية‏..‏ واستأجر لي شقة جميلة في الأزاريطة‏..‏ كنا نلتقي فيها كلما سنحت لنا الظروف‏..‏
وقلت لها‏:‏ والزوجة المسكينة‏..‏ كأنها أخت الجهالة في الشقاوة تنعم‏!‏
قالت‏:‏ أي نعم في الشقاوة تنعم كما قال بيت الشعر‏:‏ ذو العقل يشقي في النعيم بعقله‏..‏ وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم‏!‏
قلت‏:‏ أيه البلاغة دي؟
قالت‏:‏ أصل أنا ماقلتلكشي‏..‏ أصلي أنا ذاكرت لحد ما اخدت الشهادة الكبيرة عقبال عندك‏!‏
‏........‏
‏........‏
ولأن الشيطان قد عشش في دماغي وركبني من فوقي لتحتي وفرد طوله في حياتي‏..‏ فقد كررت اللعبة للمرة الرابعة‏..‏
هي تتكلم وتفضفض وتحكي‏.‏
قالت‏:‏ رسمت علي الدكتور الذي أتردد عليه‏..‏ ولابد أن يكون من أحيطه بحبائلي من النوع الطيب السلس القياد الذي لا يعرف ألاعيب بنات حواء من القرشانات أمثالي‏..‏
كان هو من النوع المتدين الذي لا يفوته فرض أو صلاة‏,‏ تتبعت خطاه أينما ذهب وتدثرت بعباءة الورع والتدين واللبس المحتشم والنظر في الأرض عندما أتحدث إليه‏..‏ وقرأت كتبا كثيرة في الدين‏..‏ وأصبحت لا أتحدث إلا بالآية‏..‏ والحديث‏..‏ وقال الله وقال الرسول‏..‏
ولما كنت جميلة‏..‏ بيضاء في لون الحليب ذات عيون ناعسة ورموش ساحرة‏..‏ هكذا قال لي طبيبي الذي ما زلت أرسم من حوله دوائر الامساك به والإيقاع به‏..‏ حتي وقع مثل بقية الرجال‏..‏ يدخلون المصيدة طائعين مختارين بأرجلهم بعد أن يبتلعوا الطعم برفع الطاء وسكون العين فأشهر أنا سيفي وأجهز عليهم‏..‏
وسيفي هنا اسمه الحلال‏..‏ إذا أردتني فبالحلال وحده‏!‏
وطب المسكين‏..‏ وتزوجني بعد أن أوهمته أو أقنعته لا فرق بأنني لم أدخل دنيا بعد ومازلت بنت بنوت بخاتم ربها‏!‏
وكتبنا الكتاب في ضريح الحسين‏..‏ بحضور جمع من أهله الذين باركوا هذه الزيجة خصوصا أمه المشلولة التي أحبتني واعتبرتني ابنتها الوحيدة كما هو ابنها الوحيد‏!‏
قلت لها‏:‏ يا إبليسة هذا العصر والأوان‏..‏
ألم يكتشف هذا المخدوع في ليلة الزفاف أنك لست بنت بنوت ولا يحزنون؟
قالت بمكر كل نساء الأرض‏:‏ يا سيدي بكيت بين يديه وقبلت قدميه وقلت له كما فعلت فاطمة رشدي في فيلم ليلة ممطرة‏:‏ ابن خالتي اعتدي عليا وأنا لسه طفلة في ثانية ابتدائي‏!‏
قلت‏:‏ وسامحك؟
قالت‏:‏ طلع ابن أصول وسامحني‏!‏
قلت‏:‏ يا بنت الإيه‏!‏
‏........‏
‏........‏
قلت لها قبل أن تدلف من باب حجرتي إلي الخارج‏:‏ ألست خائفة مني؟
قالت‏:‏ لم أخاف؟
قلت‏:‏ أبلغ صديقي العزيز اللواء عدلي فايد مساعد وزير الداخلية عنك‏..‏ لتلقي جزاءك الذي تستحقينه حقا؟
قالت‏:‏ اللي زيك يا باشا ما عندوش إلا فعل الخير وأنا تحت أمرك‏!‏
وبعد أن اختفت من أمامي‏..‏ عادت تطل بوجهها القمري الطلعة الشرقي السمات من خصاص الباب لتقول لي في خبث بنات حواء‏:‏ ما تيجي يا باشا نعملها أنا وأنت‏..‏ نتجوز علي سنة الله ورسوله‏..‏ وحياتك موش هتندم أبدا‏!!‏
قمت من مكاني زاعقا في هذه الأفعوانة‏:‏ وهو أنا ناقص‏..‏ إمشي روحي لحالك‏..‏ قبل ما أقلب علي الوش التاني‏!{‏
Email:[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.