قالت لي من خصاص الباب وهي تطل برأسها الناعم الشعر المدلهم السواد المهدل الخصلات: أنا مطلقة.. هل تسمح لي بالدخول؟ قلت لها: تفضلي يا سيدتي.. لو أن كل المطلقات وقفن طابورا خلفك.. لدخلت من بابي هذا مطلقة كل دقيقتين.. حسب آخر إحصاء لعدد المطلقات في مصر. قالت لي بعد أن دلفت بعودها السمهري ومظهرها المحتشم إلي منتصف حجرتي واتخذت لها مقعدا علي الأريكة السوداء الطرية أمام مكتبي الذي ضاعت معالمه وكاد يختفي من فرط أكوام الأوراق والملفات والصحف فوق كل ركن فيه: لقد أصبحنا كثرة بين نساء مصر.. بعد أن تحولنا إلي ملطشة لكل رجل يفعل بنا ما يشاء ثم يلقي بنا إلي كلاب السكك! تأملتها فإذا بها كما يصف أمثالها كتاب القصص والروايات غضة بضة.. تكاد تشع نورا.. كأن مئات من المصابيح الصغيرة تشع وتبرق وتضوي من فوق ما بان من جسدها.. يديها.. ذراعيها.. نحرها.. وجهها.. عنقها.. ما ظهر من ساقيها اللتين وضعتهما واحدة فوق الأخري.. علامة الثقة والاعتداد بالنفس.. وليس علامة كبر وغرور! قلت في نفسي دون كلام وعيناي مشدودتان بهذا الفرس الأبيض الذي دلف إلي حجرتي علي حين غفلة وساعة عصرية وأنا مشغول بالكتابة وتدبيج الكلمات والمقالات واصطياد الإلهامات: ماذا جري لرجال هذا الزمان.. يلفظون ظباء النساء.. ويتمسحون بعنزات الزرائب؟ وللعلم هذا التعبير الأخير ليس لي ولكنه لامرئ القيس فارس المغامرات والشعر الجاهلي.. تنظر إلي بعيون قادرة وشاطرة: ما الذي فعلناه يا سيدي في دنيانا.. ينظر إلينا كل من الرجال بنهم والنساء بخوف.. بمجرد أن يسمعن كلمة مطلقة.. هل المطلقة امرأة بخسة.. سهلة المنال.. بمجرد إشارة من أي رجل تذهب معه إلي حيث يريد؟ هل المطلقة إنسانة رخيصة لا ثمن لها ولا وزن في هذا المجتمع الذكوري السيئ النية.. النهم الشرس الجوعان دائما.. كالكلب السعران؟ لماذا كلما سمع صنف الرجال أنني امرأة مطلقة أصبح الباب أمامهم مفتوحا.. للطرق والمناهدة و الزن علي الودان.. ويرتدون علي الفور عباءة الغلاسة والبلاطة.. باعتبار المرأة المطلقة.. امرأة بلا ثمن.. بلا أهل.. وربما بلا شرف.. واللي ما يشتري يتفرج؟ الرجال ياسيدي يتهافتون علي صينية الكنافة بالكريمة التي هي نحن كالذباب.. بينما النساء يتأففن ويبتعدن ويختلقن الأعذار.. حتي لا ندخل بيوتهن ونستولي علي رجالهن! ............... ............... تسألني: هل الطلاق ياسيدي في مجتمعنا المريض نفسيا قد أصبح عورة لابد أن تداريها وتهرب منها ولا تصرح بها أبدا لجنس رجل؟ قلت لها: دعيني أسألك أولا قبل أن أجيبك عن سؤالك: أنت تتكلمين لغة القاف دائما.. وليس اللغة العامية؟ قالت: وهل في هذا عيب.. لغة القاف.. لغة الكاف لا فرق.. أنا أتكلم لغة سيبويه لأن سيبويه هذا هو مصدر رزقي ورب نعمتي.. فأنا مدرسة اللغة العربية في المدارس الثانوية.. وأحمل ليسانس دار العلوم.. وأبي رجل أزهري.. وأنا من عائلة عريقة محافظة علي الدين والشرع واللغة والخلق القويم.. وجدنا الأكبر جاء مع محمد علي باشا من الاستانة قبل مائتي عام.. لن أقول لك اسم جدي.. لأنه عندنا يعتبرونه من الأسرار العسكرية التي تذهب مع المرء إلي القبر! أريد أن أسمع منك: هل أصبح الطلاق في مجتمعنا عورة يجب أن تسترها أو تخفيها؟ لكي تهدأ وتلفظ أنفاسها.. طلبت لها فنجانا من القهوة.. أشارت هي لعم عبدالنبي أمين سر مكتبي أن تكون علي الريحة.. قلت لها: يا سيدتي الرجال عندنا مثل الضباع الجائعة.. لا تفرق بين ظبي جميل وعنزة مكسحة.. بين بنت الأصول وبنت الإيه.. بين الشريفة العفيفة.. بنت الناس الطيبين.. وبين التي تلعب بالبيضة والحجر.. وساعات تروق لهم بنت الإيه أكثر.. وتدخل مزاجهم ويقعون في شباك من تلعب بالبيضة والحجر وتلف رؤوسهم بالأحمر والبودرة.. وهز الوسط والتشدق باللبانة وعري النفس والجسد والخلق! الرجل بطبعه ياعزيزي رمرام.. تلتف حوله سواقط النساء.. ومدعيات الفضيلة والشرف وعاريات الخلق والضمير والذمم.. ليقع في شباكهن راضيا فرحا هنيا.. كأنه قد عثر علي كنز من محظيات قارون.. ليكتشف.. ولكن بعد أن وقع في الفخ.. أنه مجرد كنز من أفاعي الحريم وديوان النسوة! .............. .............. تنظر إلي من طرف خفي وهي تقول: لم تسألني عن حكايتي؟ قلت لها: كان الأولي بك أن تبدئي بها؟ قالت: كنت في شبابي مثل الفرسة الرهوان التي يراهنون عليها في سباق الحسن والجمال.. تسابق الخطاب يخطبون ودي وأنا مازلت في أولي كلية.. ولكن أبي رجل الدين أبي أن يزوجني إلا بعد أن أحصل علي شهادة تحصنني من غدر الأيام.. وكان محقا فيما رآه.. وكأنه كان يقرأ الغيب.. وفي آخر سنة جامعة.. تقدم إلي فتي وسيم كأنه كلارك جيبل بطل الأفلام الأمريكية في زمانه.. كان ميسور الحال ومن عائلة طيبة.. يعني مافيهوش عيب.. كان يصلي في جامع المرسي أبوالعباس في الإسكندرية بلدي وموطني خلف والدي, ويتعمد أن يسلم عليه بعد الصلاة حتي يراه.. ويعرفه جيدا مصليا متقيا.. وعندما تقدم إلي.. لم يتردد والدي في قبوله.. وبمجرد انتهاء امتحانات الليسانس.. ودون انتظار للنتيجة كنا قد كتبنا الكتاب وعلينا الجواب كما يقولون.. وسرعان ما تزوجنا في فرح أسطوري كان حديث المجتمع السكندري المخملي بحاله.. ومع أول مولود لي تسلمت وظيفة مدرسة في مدرسة في الشاطبي.. ومع ثاني مولود انتقل هو بعمله وبشركته إلي القاهرة بعد أن توسع في تجارته وأعماله.. وكان يذهب بالديزل في الصباح ويعود بديزل المساء.. وظللنا عاما علي هذا الحال.. وطلب مني في آخره أن ننتقل كلنا إلي القاهرة.. فرفضت لأنني إسكندرانية هوي ومولدا ودينا ولأن عملي هنا وعائلتي هنا وأمي وإخوتي هنا.. وانتقل هو.. وكان يزورنا كل أسبوع ثلاث مرات.. أصبحت مرتين.. ثم استقرت إلي مرة واحدة.. ثم أصبحت كل أسبوعين مرة.. ثم تباعدت المسافات بيننا.. وطلبت منه في إجازة آخر العام الدراسي أن أذهب إليه في شقته في القاهرة لكي أمضي معه الإجازة أنا والولدان الصغيران فرفض بحجة أن الشقة عزابي.. يعني مكركبة وموش مريحة.. والقاهرة حر لا يطاق.. والصيف في الإسكندرية أجمل وألطف! قلت لها: وطبعا لعب الفأر في عبك! قالت: بالضبط! قلت: وقلت لازم أطب عليه.. أشوفه بيهبب إيه لوحده في شقته؟ قالت: بالضبط! قلت: قمت أخدت الولدين علي كتفك وتذكرة في أول ديزل علي مصر! قالت: تمام! قلت: ورحتي علي الشقة طوالي.. مانتي عارفة العنوان! قالت: لا.. ما كنتش عارفاه.. سألت عليه في الشغل.. قالوا لسه في البيت.. قلت لهم: أنا عاوزة العنوان.. أنا الست بتاعته! قلت مقاطعا: ونطيتي في أول تاكسي وعلي البيت علي طول! قالت: أيوه.. قلت: وطلعت علي الشقة.. وضربت جرس الباب.. طلعتلك واحدة.. سألتيها: موش دي شقة فلان بيه اللي هو جوزك يعني؟ قالت لك: أيوه هي شقته.. سألتها: أنت مين؟ قالتلك: أنا المدام! موش كده بالضبط؟ قالت لي: إيه هو انت كنت مستخبي في الممر قدام الأسانسير؟ قلت لها: أصل الموقف ده حصل لواحدة زميلتي في الجامعة.. كانت متجوزة ضابط شرطة بيتنقل من بلد لبلد.. وهي قاعدة مع الأولاد في مصر عشان المدارس والجامعات.. وبعدين حبت تعمله مفاجأة.. وتقضي أيام العيد معاه هي والأولاد.. بدل ما يعيد يا مسكين لوحده.. راحت له.. طلعت لها واحدة افتكرتها الشغالة.. سألتها: انت مين بسلامتك؟ قالت لها نفس الجملة اللي اتقالتلك: أنا المدام! تسألني هي قبل أن أسألها: وعملت إيه زميلتك؟ قلت لها: أخذت أول قطر لمصر.. وفي مصر طلبت الطلاق وصممت عليه.. لكن انت عملتي إيه يا شحرورة؟ قالت: زي ما عملت زميلتك بالضبط.. رحت إسكندرية بالولدين علي كتفي.. وطلبت الطلاق! قلت: وحصلت عليه؟ قالت: أيوه بعد سنتين في المحاكم.. والقاضي حكم بالطلاق.. لأني ناشز وقليلة الأصل وكدابة وأستاهل قطع رقبتي وناقص كمان في الحكم يقولون إن أنا ست مش كويسة وعاصية وماشية مشي بطال.. وما أستاهلشي الراجل اللي معايا! ............. ............. جلست أمامي منهكة تتصاعد أنفاسها وتتلاحق زفراتها كأنها قد خرجت لتوها من قاعة المحكمة بعد سماعها الحكم بطلاقها.. أسألها: استريحتي بعد الطلاق؟ قالت بعد تنهيدة طويلة: بل فتحت أمامي أبواب جهنم.. بمجرد أن عرفوا في المدرسة أنني أصبحت مطلقة.. زاغت عيون الرجال من زملائي.. بداية من حضرة الناظر والمدرسين وأولياء الأمور.. كأنني سقطت من الدور العشرين إلي البدروم.. تغيرت نظرتهم إلي.. وكأنني أصبحت فريسة المنال وبعد الاحترام وعباراته.. أصبحت أذني تسمع علانية عبارات الغزل والمواعيد وبلاش تقل ياجميل.. حتي طار برج مما بقي من عقلي.. وفكرت في الاستقالة.. ولكن من أين أعيش أنا والولدان.. وفين وفين لما آخذ نفقتهما من أبيهما الطفشان! قلت: يعني رجعت لأيام ما كنت لسه بنت؟ قالت: ياريت.. لما كنت بنت كانت الناس تخاف تقرب مني.. لكن دلوقتي أصبحت مطمع الجميع.. حتي لو دخلت مصلحة الكل ينظر إلي نظرة الذئب للفريسة.. حتي الزوجات والصديقات كلهن فيما عدا واحدة بس قاطعني.. قال إيه خايفين لأخطف أزواجهن! وأصبحت وحيدة.. بلا أي حياة اجتماعية من أي نوع.. رحلات مدرسية+ أفراح+ زيارات منزلية.. مافيش! لماذا ينظرون إلي المطلقة علي أنها امرأة سيئة السمعة+ سهلة المنال+ خطافة أزواج؟ حتي أبي وأمي واخوتي أصبحوا يتدخلون في أدق تفاصيل حياتي.. رحت فين؟ اتأخرت ليه؟ بتكلمي مين في الموبايل في نص الليل؟ متزوقة ليه كده؟ وإيه حكاية الفساتين الجديدة اللي اشترتيها.. ليه.. وعشان مين؟ ............... ............... والسؤال الذي يطن في أذني لغراب البين: لماذا نعامل المطلقات علي أنهن قد أصبحن سبايا أو جاريات في سوق الرقيق؟ ما ذنبها.. إنها قد أصبحت مطلقة؟ أليس في الصورة رجل لا يعرف قلبه معني الرحمة؟ أليس في الصورة رجال لا هم لهم ولا شغل لهم ولا شاغل إلا مطاردة المطلقات والأرامل من النساء والإيقاع بهن.. كأنهن أسري حرب الصراع بين الرجل الذي لم يرحم ضعف امرأة.. وبين امرأة لم تحافظ كرها أو غصبا أو طواعية واختيارا علي أقدس علاقة خلقها الله.. اسمها العلاقة الزوجية؟ متي نعيد للمطلقة احترامها كامرأة وكإنسانة ولا نعتبرها سلعة تباع وتشتري في سوق الرقيق؟ أفتونا يا خلق هوه!!{ لأنني مطلقة! * لم أكن وحدي الذي أنصفت مطلقة طرقت بابي.. ولم أكن وحدي الذي وقف مدافعا عن صفوف المطلقات اللاتي تخرج كل واحدة منهن من باب الزواج إلي باب الطلاق والضياع كل6 دقائق! اكتشفت أن الشعر القصصي معي علي الدرب.. بقصيدة رائعة للشاعر الدكتور علي محمد عبدالمنعم.. وها أنا أنشرها ليس كلها لأنها تضم222 بيتا ولكن ما تيسر منها.. هو يقول: أكلما رأيتموني تسألون عن هويتي في كل مرة تجيبكم بطاقتي.. أنا.. مطلقة! ما لي أري لعابكم يسيل منكم شهوة فهل أنا.. فريسة بين الوحوش مطلقة ما لي أري عيونكم تبثني غواية تريدني.. متاحة كبنت ليل ساقطة والغمز واللمز المميت حاطني وحطني في شرنقة! أما كفاني ذكريات ظالم.. حتي أري ظلم الرجال كلها يا ويلتي.. يا ويلتي.. يا ويلتي.. إذا الرجال طلقوا لا يسألون فحقهم قد مارسوه! إذا النساء دون ما جريرة طلقن ظلما.. أعرضت كل الوجوه! أصبحن عارا ينبغي أن يغسلوه! يا ويلتي.. يا ويلتي.. يا ويلتي قضيت عمري دمية أسيرة في سجن بعل ظالم أحصي النجوم وسط جدران تواسيني بصمتها.. وأستار كأكفان تواسيني بموتها.. وأشباح تواسيني برعبها! تأججت ناري ومضجعي مثلج بلا رفيق! وبعد أن أري الضياء معلنا يوما جديدا في الوجود إذا بمن يدعي قريني قد أتي! يا فرحتي.. يا فرحتي.. يا فرحتي يأتي إلي منهكا يبغي الرقود! يأتي إلي متخما من وجبة السيقان والأرداف والنهود ياسيدي أستحلفك.. ألا تعود في صرخة يرد هاذيا: أنا الرجل.. أنا الذي أسود! لا تسألي كي تسلمي هل يا تري سبيتني أم اشتريتني كما الإماء أكرهتني علي البقاء؟! والآن تهجر الإناء! أتهجر الحلال شهدا صافيا.. إلي وجوه لطخت بكل لون في الوجود إلي دمي بكل عورة تجود إلي بغايا يشتهين فتح كل باب أجسادهن جيفة تجمعت من حولها.. كل الذئاب! آبارهن مرتع لكل دلو عابر.. ولو من الكلاب!! ياسيدي.. لقد قضي رب العباد إما ارتباطا في تواد أو انفصالا عن تراض هذا هراء قطتي أنت.. هذا في قبضتي معلقة لا زوجة ولا مطلقة يا ويلتي.. يا ويلتي.. يا ويلتي وانتهي كرها إلي القضاء سئمت كل مدخل ومخرج وموقف ومقعد.. وصارخ وشاتم ومرتش وسارق وعابس.. وكالح وطامع وظالم وكاذب وشاهد مزور.. في المحكمة وكلما آن الأوان يؤجل القاضي حياتي بازدراء قائلا: قرارنا نبت فيه.. بعد عام يمر عام تلو عام يخبو جمالي في ظلام كأنني قاطنة تحت الركام يا ويلتي.. يا ويلتي.. يا ويلتي وبعد أن طال الرجاء أتي الرضا من السماء فقد أتي يوم القضاء اليوم أعدل القضاة يستوي في برجه.. لكي يبت في قضيتي.. نادي المنادي سائلا علي فقلت: ها أنا نادي علي خصمي فرد هامسا: أنا هنا فقلت: لا شماتة يا قاتلي! واستبشرت نفسي بحسن طالعي وخاطبت نفسي ظلوما جاهلا: سيعلن القاضي انتصاري كي أراك مرة فقط.. وأنت تنحني تناول القاضي سجلا زاخرا حتي أبت أوراقه.. أن تستوي! رباه ما هذا الجفاء يقلب الأوراق باستياء رفقا بأوراقي ففيها قصة مدادها الدماء! وتابع الأقوال والأختام بانتباه ومصمص الشفاه تلامست يداه في رجفة تطلعت كل الجباه ويرفع الكوب الذي أمامه.. بمنتهي الأناه! وهز رأسه.. كمن يقول لا مناص! وينبري القاضي أخيرا معلنا حكم القضاء لقد قضي الباشا طلاقي حيث إني.. فاسدة.. وخائنة.. وناشز.. وفاسقة.. وأنني لوثت طاهرا بريئا بادعاءاتي.. واني كاذبة أفاقني الشيطان من مصيبتي وجاءني ببسمة.. يقول شامتا: هنيئا يا مطلقة! يا ويح عقلي أين غاب؟! هل نالت الظباء عدلا بين أنياب الذئاب؟! أأفقد السنين من عمري سدي.. من أجل عدل كالسراب؟! يا وليتي.. يا ويلتي.. يا ويلتي أهذه جريمتي أن يقطف الزهور من حديقتي أن يجني الثمار من أنوثتي أيحرق الربيع في عمري سدي.. أدركت من حكم القضاء ما جريمتي! رباه كم شنيعة جريمتي! جريمتي.. أنوثتي في أمة ذكورها عرب! جريمتي.. أنوثتي في أمة ذكورها.. فرعون موسي.. أو يهوذا.. أو أبولهب! إني أريد فارسا يرمم الذي انهدم ولن أغادر الإزار كالدمي.. مهما احترقت من براكين الألم! تجوع كل حرة مهما رأت.. علي موائد الفجور من نهم! يا معشر الرجال لست فاسدة!! ولست خائنة! ولست ناشزا! ولست فاسقة! فمن يلم شعث حرة ممزقة لأنها مطلقة! لأنها مطلقة! ahram.org.eg@Email:asaadany