نبرته القوية لم تمنعه من الابتسام هذه المرة، وهو يبدى ملاحظات جهازه حول الموازنة العامة للدولة، فعلى الرغم من أن الجميع كانوا ينتظرون جلسة عاصفة يتبارى خلالها الطرفان، الملط والحكومة، فى إثبات وجهة نظريهما، إلا أن الأمر اختلف هذه المرة، فعند دخوله إلى المجلس استقبله الدكتور زكريا عزمى بمصافحة حارة، ويبدو وكأنه يشد على يده بينما توافد عليه من كانوا يهاجموه من قبل من نواب الوطنى ليبادلهم التحية. وعلى عكس المعتاد لم يمارس الوزير بطرس غالى هوايته فى مبادلة الملط شدا وجذبا، إنما اكتفى بدقيقة واحدة شملت ترحيبا وعتابا ووعدا بدراسة بيان الجهاز بدقة لتلافى السلبيات التى ذكرها. 21 ملاحظة إيجابية ذكرها الملط فى الأداء الاقتصادى للحكومة محاولاً بها تخفيف حدة المناقشة، إلا أنه عندما أتى الدور على ذكر الملاحظات ال15 السلبية لم يتزحزح الملط عن موقفه ولو للحظة، وكان كعادته مصرا على فداحة هذه الملاحظات ووجوب إصلاحها. "ثقة الرئيس ودعمه هى أكبر عون لى وأزالت كل الخلافات"، جاءت تلك الكلمات التى قالها الملط خلال الجلسة بمثابة المفتاح الذى يفسر قلة الهجوم عليه هو وجهازه وتقاريره، ففى هذه الجلسة لم يتكرر سيناريو الهجوم الذى كان يقوده النائب أحمد عز بمساعدة باقى نوابا الوطنى، إلا أنهم هذه المرة اكتفوا بالإشادة بالملط وبيانه حول الموازنة العامة، بينما لم يكن أمام المعارضة سوى أن تشيد هى الأخرى ببيان الملط والاحتفاء به، بعد أن تسلل إليهم الإحباط من هدوء الجلسة.