أعلن تجار سودانيون يتعاملون فى تبديل العملات فى السوق السوداء أن الجنيه السودانى حقق الاثنين ارتفاعا بنسبة 8% مقابل الدولار الأمريكى، بعد إعلان الاتفاق النفطى بين السودان وجنوب السودان ليلة الجمعة السبت فى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا. وتم التداول بالدولار الاثنين بسعر 5.7 جنيهات سودانية، فى حين كان قبل الاتفاق ب 6.2 جنيهات. وقال أحد التجار لفرانس برس مشترطا عدم إيراد اسمه "التجار قلقون من اتفاق النفط، ويظنون أن الحكومة ستحصل على دولارات من الاتفاق، وستنخفض تبعا لذلك قيمة العملة الأمريكية فى السوق". وقال تاجر آخر: "أغلب التجار أوقفوا تعاملاتهم، ويريدون أن يروا نتائج اتفاق النفط". وفقدت العملة السودانية الكثير من قيمتها بعد أن فقد السودان 75% من إنتاج النفط إثر انفصال جنوب السودان فى التاسع من يوليو 2011. ويعتمد السودان على الدولار لاستيراد السلع من الخارج، وأدى تراجع قيمة عملته مقابل الدولار إلى ارتفاع أسعار السلع، وارتفاع معدل التضخم حتى 37% فى شهر يونيو الماضى، وفقا لتقارير حكومية. وتحاول الحكومة تصدير سلع أخرى غير بترولية مثل الذهب للحصول على العملات الصعبة. وقال تاجر ثالث إن "حالة من القلق انتابتنا من الاتفاق، ولكن ما يحدث الآن أمر طبيعى بسبب قيام المغتربين السودانيين بإرسال أموال إلى أسرهم فى عيد الفطر، ما يؤدى إلى وفرة فى العملات الصعبة بالسوق". واتفق السودان وجنوب السودان على رسوم يدفعها الجنوب للسودان مقابل تصدير إنتاجه من النفط عبر الأراضى السودانية حتى ميناء بورتسودان السودانى على البحر الأحمر، كما أن الجنوب سيدفع للسودان مبلغا من المال على مدى ثلاث سنوات. ولمواجهة الوضع الاقتصادى الصعب بعد خسارتها لنحو 75% من وراداتها النفطية، أعلنت الحكومة السودانية فى يونيو الماضى إجراءات خفضت بموجبها قيمة الجنيه السودانى مقابل الدولار الأمريكى من 2.7 جنيه سودانى للدولار إلى 4.4 جنيهات للدولار الواحد.
