أيام قليلة وتحتفل مصر بذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة، ولكن الاحتفالات هذا العام ستكون مختلفة فى ظل وجود أول رئيس منتخب عقب أحداث ثورة 25 يناير، ولكن هناك العديد من التساؤلات: هل سيزور مرسى قبر عبد الناصر مثلما فعل السادات ومبارك باعتباره قائدا للثورة أم سيستدعى الرئيس المنتخب عمق الخلافات التاريخية والصراع الدموى بين ناصر والجماعة واعتقال قيادات الإخوان والزج بهم فى السجون، ولكن مرسى أكد فى خطابه الأول للشعب أنه رئيس لكل المصريين، ولا يعبر عن فصيل واحد فى المجمتع وهو الإخوان المسلمين، وتمنى الناصريون ألا يقع مرسى فى هذا الخطأ التاريخى الفادح، لكن الإسلاميين تمنوا عكس ذلك بسبب ما عانوه على يد عبدالناصر. يقول توحيد البنهاوى أمين التنظيم بالحزب الناصرى أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر هو قائد ثورة يوليو ولا يمكن لأحد أن يتجاهلها لأنها فى التقييم التاريخى لم تنته شرعيتها لأنها سجلت فى التاريخ، بالإضافة إلى أن مبادئها هى نفسها المبادئ والمطالب التى قامت على أساسها ثورة 25 يناير وهى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية. وعن زيارة الدكتور محمد مرسى رئيس مصر لقبر الرئيس الراحل عبدالناصر فى ذكرى الاحتفال بثورة يوليو قال البنهاوى إن مرسى رئيس منتخب للجمهورية فإذا شارك فى الاحتفال أو لم يشارك لن ينقص شىء من الثورة أو يزيدها ولكن لا نريده أن يقع فى هذه الغلطة التاريخية ويجب عليه أن يعقد مصالحة بين مراحل التاريخ المصرى بكل مراحله، وليس فى صالحه أن يتمسك بالخلافات التاريخية والصراع القديم بين عبد الناصر والجماعة. وأضاف أبوالعز الحريرى القيادى بالتحالف الشعبى أن زيارة مرسى لقبر عبدالناصر أو عدم قيامه بذلك أمر ليس ذا أهمية مشيرا إلى أن الإخوان المسلمين سيأخذون موقفا عمليا، ولن يتوقفوا على الشكليات وتسيير أمورهم مع مختلف القوى والتيارات السياسية، خاصة فى هذه المرحلة، قائلا: لا أعتقد أن مرسى سيذهب لزيارة قبر عبدالناصر لأن ذلك لم يعد ملزما لرئيس الجمهورية، مؤكدا أن شرعية ثورة يوليو لم تنته لأنها كانت قائمة على الوطنية المستقلة والانحياز للفقراء والعلم، وكل ذلك من أساسيات ثورة 25 يناير. أما عبدالغفار شكر وكيل مؤسس حزب التحالف الشعبى فأكد أن منصب الدكتور محمد مرسى كرئيس للجمهورية يحتم عليه المشاركة فى إجراءات بروتوكولية متعلقة بالمناسبات الوطنية كالاحتفال بذكرى ثورة يوليو أو انتصارات أكتوبر، وجرت العادة على زيارة قبر الرئيسين السابقين جمال عبد الناصر وأنور السادات باعتبارهما رمزى للثورة و6 أكتوبر. وأضاف شكر أن الأمر يعود لمرسى فى زيارته لقبر عبدالناصر من عدمه فعبد الناصر رمز لثورة يوليو ولكن الأمر شخصى. ولكن موقف الإسلاميين خاصة التيار السلفى كان مختلفا، حيث قال الدكتور عادل عفيفى رئيس حزب الأصالة إن أمر زيارة مرسى لقبر عبدالناصر يرجع إلى تقديره وحريته الشخصية، ولكنه تمنى ألا يقوم مرسى بذلك، قائلا: «لو كنت مكانه لم أذهب إلى قبر من عذبنا ووضعنا فى السجون والمعتقلات فلماذا نذهب لزيارته». ومن جانبه رفض الدكتور محمود عزت نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الرد على أى تساؤلات تخص زيارة الدكتور محمد مرسى لقبر عبدالناصر من عدمه، مؤكدا أن ذلك يسأل عنه الرئيس ولا شأن للجماعة بذلك. وأكد سيد نزيلى عضو مجلس شورى الجماعة أن الإخوان المسلمين لا يحملون أى أحقاد لأحد ولا لفترة تاريخية مضى عليها زمن، ولها ما لها وعليها ما عليها، مؤكدا أن الدكتور محمد مرسى شخص يحكم بالعدل ولا يحمل فى نفسه أى أحقاد تجاه شخص معين، أو تيار بعينه، ولكن أمر زيارة قبر ناصر يرجع لقرار الرئيس الخاص.
