كسرت القيمة السوقية ل شركة إنفيديا الأمريكية، كأول شركة فى التاريخ، حاجز 5 تريليونات دولار؛ فى أحدث محطة من صعود استثنائى يعكس التأثير المتنامى لتقنيات الذكاء الاصطناعى على الأسواق والاقتصاد العالمى. وارتفعت أسهم الشركة فى التداولات المبكرة بسوق الأسهم الأمريكية إلى أكثر من 207 دولارات للسهم، متجاوزة المستوى المطلوب عند 205.76 دولار لتحقيق هذا التقييم القياسي، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية. وجاءت المكاسب مدفوعة بحماس المستثمرين تجاه إمكانات الذكاء الاصطناعى، إضافة إلى سلسلة من الصفقات والشراكات الجديدة مع كبرى الشركات فى قطاعى التقنية والصناعة الأمريكية، من بينها شركة "أوبن إيه آي"، و"أوراكل"، و"نوكيا"، كما ساهمت التوقعات الإيجابية المحيطة بخطاب الرئيس التنفيذى لشركة "إنفيديا" جنسن هوانج فى واشنطن هذا الأسبوع فى تعزيز الزخم السعرى للسهم. ووفقا لبيانات "داو جونز ماركت داتا" لتحليل الأسواق، أصبحت "إنفيديا" حاليا أكبر من جميع منافسيها مجتمعين، بما فى ذلك "إيه إم دي" الأمريكية، و"إنتل" الأمريكية، كما تجاوزت قيمتها السوقية إجمالى قطاعات كاملة فى مؤشر "إس آند بى 500" مثل المرافق والصناعات والسلع الاستهلاكية الأساسية. إنفيديا فى قلب الطفرة العالمية للذكاء الاصطناعي وتقع "إنفيديا"، ومقرها فى سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا، فى قلب الطفرة العالمية للذكاء الاصطناعي، إذ تصمم وحدات معالجة الرسومات التى تشكل العمود الفقرى لمعظم تطبيقات الذكاء الاصطناعى الحديثة؛ مما جعلها المحرك الرئيسى لصعود الأسهم إلى مستويات قياسية متتالية. ومع ذلك، حذر بعض المستثمرين وخبراء الصناعة من احتمال تشكل فقاعة ذكاء اصطناعى مشابهة لفترة الانفجار التكنولوجى (الدوت كوم) فى مطلع الألفية، فى ظل استثمارات ضخمة بمئات المليارات فى مراكز البيانات والرقائق الإلكترونية، مقابل عوائد مالية محدودة نسبياً فى الوقت الحالي. وفى سبتمبر الماضي، وافقت "إنفيديا" على استثمار يصل إلى 100 مليار دولار فى شركة "أوبن إيه آي" الأمريكية، المالكة لتطبيق الذكاء الاصطناعى التوليدى "شات جى بى تي"، لبناء وتشغيل مراكز بيانات تعتمد على أنظمة "إنفيديا" بقدرة لا تقل عن 10 جيجاوات، كما وسعت الشركة استثماراتها فى عدد من شركات الذكاء الاصطناعى الناشئة؛ ما يعزز مكانتها كممول رئيسى للنظام البيئى للذكاء الاصطناعي. ويخشى المحللون من أن أى تباطؤ فى الإنفاق على سباق الذكاء الاصطناعى قد يضرب "إنفيديا" مرتين، بانخفاض الإيرادات، وتراجع قيمة استثماراتها فى الشركات التى تعتمد على تقنياتها. ويجسد الصعود السريع لإنفيديا التحوّل الجذرى فى التجارة القائمة على الذكاء الاصطناعي؛ حيث تخطت الشركة حاجز تريليونى دولار فى مارس 2024، ثم بلغت 3 تريليونات بعد 66 جلسة تداول فقط، قبل أن تصل إلى 4 تريليونات دولار فى يوليو 2025، متقدمة على منافسيها "أبل" و"مايكروسوفت"، اللتين تجاوزتا هذا الحاجز للمرة الأولى هذا الأسبوع.