تعقدت الحرب فى غزة من قبل أن تبدأ، ذلك أنها كانت فى أحد جوانبها تعبيرا عن الانسداد السياسى، لا بين الفلسطينيين والإسرائيليين فحسب، إنما داخل كل فريق منهما أيضا. ما يجعل الخروج منها مشروطا بتصفيتها على المحاور الثلاثة: المحتل، والخاضعين للاحتلال، ومساحة التقاطع التى تتصدر الواجهة، وتغطى على ما عداها من تناقضات ثانوية. كانت تل أبيب تعيش مناخا ملتهبا قبل الطوفان، ترددت أصداؤه بالتزامن فى غزة، بين أثر الجمود الطويل للمشهد، وطموحات حماس فى ترقية حضورها داخل البيئة الوطنية إجمالا، ثم تطورات الأوضاع إقليميا بما أرخته من ظلال تُزعج محور الممانعة، وتتجاوز القضية وتعقيداتها إلى صيغة سلام اقتصادى تهدد بإحالتها إلى الهامش، وحصرها فى مجالها الحيوى المباشر بين النهر والبحر. وعندما تشكل ائتلاف الحكم بين نتنياهو وحلفائه من اليمين التوراتى وأحزاب المستوطنين، انعقد الوفاق بينهما على مصالح شخصية وأيديولوجية واضحة، من أبرز محاورها إفساح المجال للاستيطان فى الضفة الغربية، وتقنين الإعفاء الممنوح للحريديين من الخدمة العسكرية، والأهم خطة تغيير الحمض النووى للدولة من بوابة مشروع الإصلاح القضائى، بغرض إحكام القبضة على السلطة القضائية وتحييد المحكمة العليا، بتحديد صلاحياتها أو التدخل فى تعيين قضاتها، ما يسمح للأغلبية البرلمانية بأن تكون المرجعية العليا فى غياب الدستور المكتوب. قدّم نتنياهو الترضيات المطلوبة للشركاء، وفى القلب منها كان يسعى لتعظيم سلطاته ضمن نزعة واضحة للاستبداد بالإدارة، وتنصيب نفسه ملكا حقيقيا لليهود بمواصفات توراتية، سيكون من عوائدها المباشرة قطعا أن يتفلّت من المسؤولية الجنائية عن وقائع الفساد الثابتة بحقه، وصولا إلى إفساد المحاكمات الجارية فى ثلاث قضايا، واقتناص البراءة مشمولة بالحصانة القانونية، وبالقدرة على إنفاذ ما يعن له من رؤى، وتعطيل ما لا يناسبه منها أو يتوافق مع هواه وانحيازاته القومية المتطرفة. وعلى الجانب الآخر، كان السنوار جائعا إلى التوقيع بالحضور، وتثبيت نفسه قائدا استثنائيا فى مسيرة الحركة الإخوانية، بعدما غُيّب عنها وراء القضبان لنحو ربع القرن تقريبا. يحمل الرجل أجندة التنظيم، وله ثأر خاص مع الاحتلال، وعليه التزامات ثقيلة تجاه الرعاة والممولين. وبعد تحرره فى صفقة شاليط بالعام 2011، ثم ترقيه فى القيادة بعد ست سنوات تقريبا، تلاقى تعطّشه العظيم للفاعلية والتأثير مع اندفاعة الاتفاقات الإبراهيمية وبدء الحديث عن فتح خطها مع الرياض، إلحاقا بعبء الجمهورية الإسلامية بعد اتفاقية بكين فى مارس 2023، وانعدام قدرتها على مناوشة الخليج من حدوده المباشرة، فكان البديل إتيان المنطقة من داخل فلسطين. باختصار، كانت هجمة الغلاف عملا أيديولوجيا يتصل بأطراف أخرى بعيدة. لكنها لو لم تأت من عناصر القسام، لكان زعيم الليكود قد بحث عنها واخترعها من العدم. لقد كانت خدمة مجانية له من ألد أعدائه نظريا، وفى توقيت مثالى للغاية، سمح له بإهالة رماد المستوطنات الجنوبية على نار الغضب فى أنحاء البلاد، والهروب من أزمته الداخلية الخاصة إلى الخارج، وتحت غطاء الإجماع إزاء الخطر الوجودى الداهم، وواجب اللحظة فى الاقتصاص للكرامة المهدرة، والاشتغال على إعادة بناء معادلة الردع الساقطة مع الفصائل، ومنها إلى الانطلاق فى عموم المنطقة، وتغيير أفقها الجيوسياسى بالكامل. بالحسابات العاقلة، كان القرار الحماسى خاطئا تماما فى توقيته، كما فى الشكل والمضمون. ذلك لأنه استدعى الحرب فى غير أوانها المناسب، ومن دون رؤية أو استعداد، وقدّم للعدو الأكبر طوق النجاة الذى ينتشله من لُجج الساحة الإسرائيلية المتقلبة. حتى أنه لم يعد بمقدور الحركة أن تقاتل أو تساوم، لا لشىء إلا أنها انطلقت من نقطة غير التى ينطلق منها نتنياهو، وجعلت غزة مجرد ورقة فى ملف متخم بالأوراق والحسابات على مكتبه. يتعلل بالسلاح والرهائن، ويتقصّد تصفية عداواته المحلية قبل غيرها. يُطارد مقاتلى القسام وعينه على الحرس الثورى وميليشيا حزب الله. ويرفع شعار الأمن والحق فى الدفاع عن النفس، بينما يفكر فى المخارج الممكنة من غابة القضايا والمحاكمات. المأساة فى غزة، إنما حلولها فى الخارج. ظاهر الأمر أنه يسعى إلى تعقيم جبهته الجنوبية، أكان بإفناء حماس أم بإعادتها إلى الحظيرة التى وضعها فيها طويلا. لكن خطورة القطاع لا تقاس بالمهددات المتوقعة من جانب الضفة، وكلاهما أقل ضغطا وتأثيرا من طوق الشيعية المسلحة وامتداداته العميقة حتى طهران والهضبة الفارسية. وإن كان بإمكان العجوز الماكر أن يُجمّد التوازنات على اختلالاتها الحالية لصالحه، ويعرف يقينا أنه لا سبيل لإنهاء المهمة المعلنة بالضربة القاضية، فليس مقبولا لديه على الإطلاق أن يعود من الميدان إلى الامتهان فى قلب مملكته، ومواجهة عبء المساءلة عن الإخفاق فى الطوفان، مضافا إلى قضايا الفساد المعلقة، وبما يهدد إرثه السياسى، ويغلق عليه كل منفذ ممكن لاستكمال أسطورته الخاصة، كأطول حكام إسرائيل عمرا، والوحيد بينهم الذى أخذ كل ما هو ممكن، ولم يمنح الفلسطينيين وغيرهم شيئا على الإطلاق. خرجت حماس من غبار الانتفاضة الأولى، لكنها تضخمت وازدادات قوة فى كنف الاحتلال وتحت رعايته. وكثيرا ما اعتبرها نتنياهو ذُخرا لإسرائيل، ودعا الراغبين فى إحباط مشروع الدولة الفلسطينية إلى دعمها. ناهيك عن أنه توسط لها للانتقال من دمشق إلى الدوحة، وسمح بتمرير حقائب الدولارات شهريا من مطاراته للقطاع. وبقدر احتمالية أن الحركة فى طوفانها كانت تتمرد على تلك العلاقة المشبوهة، وتُبدى نزوعا إلى فك الارتباط عن تل أبيب بعدما امتلكت القدرة على ذلك، فربما يغتاظ منها زعيم الليكود بأثر تلك الالتفاتة الطارئة، والتحول الطارئ من دون تمهيد مسبق، كما لو أنه يستدرك على نفسه خطيئة الاستثمار فيها، وما تشدده المبالغ فيه الآن إلا اعتذارا ذاتيا بأثر رجعى عن سقطة الماضى. هذا فى الشق النفسى، أما عمليا فإنه يقبض على ذريعة لا يُمكن ضحدها لدى الشارع العبرى، فضلا على سوء علاقتها بأغلب المحيط العربى، وما يُلازمها من وصم بالإرهاب لدى كثير من عواصم العالم الكبرى. وحتى لو كانت لديه رغبة فى الخلاص من تلك الورقة، فإنه أكثر الناس علما باستحالة ذلك من خلال الخنق المباشر، كما يعرف أيضا كيفية حصارها وتصفية بئرها بأناة وعلى مدى طويل. ما يُؤكد أنه فى سعيه المحموم اليوم لا يطلب رقبة التنظيم، إنما يتعلق بها فحسب لضرورة وقتية، ولحين التيقن من إحراز بقية مكاسبه المرجوّة سياسيا، وأهمها على الإطلاق هناك، فى داخل إسرائيل. لقد صرف النظر مبكرا عن الرهائن، بل لعلّه أوعز سرا لجنرالاته بتفعيل بروتوكول هانيبال للخلاص من المخطوف مع خاطفه قبل أن يصير أسيرا، وثمة شواهد عدّة على وقوع ذلك فى هجمات الطائرات خلال وقائع الطوفان. وبجانب عدم عنايته بالمحبوسين فى الأنفاق، فالدلائل كلها تُرجّح الإضرار بالكتائب المقاتلة لدرجة تمنعها من تشكيل خطر على إسرائيل، ما يعنى أن ما لم يحترق من سلاحها بات عاجزا عن الإيذاء، أو عاطلا تماما عن الفعل. ومع استحالة تهجير الغزيين جماعيا، والإشارات المتواترة على انصراف ترامب عن نزوة «الريفييرا الشرقية»، فالأوضاع سائرة اضطرارا إلى تسوية سياسية فى القطاع، مهما تباطأت عمدا أو تكثّفت مستنقعات الدم فى طريقها. لهذا، فإنه يبحث عن شروط أفضل غالبا، أو عن غنيمة أهم بالنسبة له فى مكان آخر. من هذا المنطلق، لا يبدو أن تعقد المسار نحو صفقة تهدئة فى غزة يرتبط بوضعية حماس الراهنة والمستقبلية، ولا بمفاتيح تبادل الرهائن وخرائط الانسحاب المتدرجة داخليا، وصولا إلى إخلاء القطاع. تعرف الحركة أنه لا أفق لها فى الحكم، وعندما تتلاقى الإرادة الإقليمية والدولية على السلطة الوطنية، ومنظمة التحرير بوصفها الممثل الشرعى والوحيد للقضية وشعبها، فلن يكون بمقدور الحماسيين ورُعاتهم أن يقاوموا هبّة الحل، أو يستثمروا فى تعقيد المشهد وإرخاء حبل الوقت. لم تكن الفصائل فاعلة فى الحرب، لتكون عقبة فى طريق إنهائها، والمسألة كلها لدى نتنياهو، وتحديدا فى الشق الخاص جدا من نظرته لنفسه وجردة حسابه الأخيرة قبل صافرة وقف إطلاق النار. وإذا كان التصوُّر الشائع أن زرّ الحسم تحت أصبع ترامب فى مكتبه البيضاوى، وهو صحيح بالمناسبة، فإنه يظل محكومًا بعلاقته الغامضة مع نتنياهو أوّلاً، والتحالف العميق الذى أُضيفت له طبقة جديدة، مع بزوغ موجة اليمين الصاخب فى الولاياتالمتحدة وخارجها. كانت إسرائيل ثابتًا أُصوليًّا ومبدئيًّا لدى الإدارات الأمريكية كلّها، وفوق هذا صار ائتلاف الليكود رديفًا أصيلاً لحركة ماجا «لنجعل أمريكا عظيمة مُجددا»، ويُنظَر إليه من واشنطن الآن، بالحفاوة التى تُرافق جورجيا ميلونى وفيكتور أوربان وغيرهما من قادة اليمين فى الغرب. كانت تل أبيب فى القلب من كل اقتراحات الهُدَن السابقة، من بايدن إلى ويتكوف وصولاً لورقة البنود ال21 الأخيرة. وصل الأمر إلى أن الرئيس الأمريكى السابق نسبَ ورقته إلى نتنياهو، وكان الأخير يشتبك مع كل الأطروحات مباشرة، أو عبر وزيره للشؤون الاستراتيجية وأقرب مُعاونيه رون ديرمر، ثم يُراهن على رفض حماس، أو ينقلب عليها فى آخر خطوة إذا وافقت الحركة. الشائع أن الحرب ورقة ضغط على الفصائل والفلسطينين، لكن ما لا يلتفت إليه البعض أنها صارت وسيلة لترويض الشارع العبرى، وابتزاز الخصوم السياسيين والضغط على أعصابهم. يُناور بالجناح التوراتى من حكومته لتبرير مواقفه المُتشدّدة، ثم بالمُتظاهرين والمُناوئين الدوليين لترشيد اندفاعة الحلفاء، وبهما معا لمواجهة الشرق والغرب، والمراوغة والالتفاف للنفاذ إلى غايته الخاصة المُضمرة. شركاؤه طامعون فى الردّ على العالم بإعلان ضمّ الضفة، لكنه لا ينشغل بتلك المسألة ولو كان راغبًا فيها فعلاً. ومُعارضوه تطوّعوا بمنحه شبكة أمان فى كل جولات التفاوض السابقة، لإنهاء الحرب دون خشية من إسقاط الحكومة. والغالب أنه لا يطمئن لأولئك ولا لهؤلاء، ويتلاعب بالجميع لاعتبارات تتخطّى ميدان القتال وترتيبات الانفضاض عنه. كأنه يستخدم الحرب لإحباط بدائله المُمكنة، ويتلكأ على طريق التسوية لإرعاب التوراتيين المُهدّدين بمُغادرة الحُكم دون عودة، ويتلمّس نقطة التوازن التى تُبقيه رُمانة ميزان للساحة السياسية، ولا تقطع عليه طريق البقاء على رأس السلطة. وعلى ما فات، فربما يكون أحد جوانب الحل لدى رجل آخر غائب عن المشهد تمامًا، لا يراه العالم البعيد، ولا يُقرّ له الأقرباء بالمكانة والأهمية. وأقصد الرئيس الإسرائيلى الحالى إسحاق هرتسوج، صاحب المنصب الشرفى والصلاحيات المُقيّدة، لكن أهم ما يقبض عليه الحق فى الإعفاء عن المسجونين أو تخفيف محكومياتهم، ما يجعله طوق النجاة الأهم لدى نتنياهو. مهما كانت الصفقة إيجابية فلن يقبلها نتنياهو من دون ضمانة شخصية، وأيًّا كانت التفاصيل المُتضادّة مع سوابق أهدافه المُعلنة، فسيُرحب بالاتفاق إن ترافقت معه خطة إنقاذ شخصية تُجنّبه مغبّة اتهامات الفساد، وتُبقيه قادرًا على إدارة المرحلة المتبقية قبل الانتخابات دون مُنغّصات، والترتيب لولاية جديدة بأريحية وثوب أبيض، ولو بالاحتيال القانونى. والمعنى، أن رؤية الحل لن تكتمل إلا بملاءة داخلية تُرخَى لزعيم الليكود، فيعبر عليها من الإدانة إلى البراءة. أما سؤال الإخفاق فى الطوفان فقد ألحقه على الجنرالات، ويُمكنه المناورة فيه والتهرّب منه باتهام الآخرين كعادته، كما أنه يحمل ردوده العملية استباقيا فى صورة النجاحات المتحققة داخل فلسطين وخارجها، وما أحدثه من تغيرات عميقة فى نسيج المنطقة وتوزاناتها القديمة. للرئيس صلاحية العفو، لكنها ليست مُطلقةً طبعًا، ومُقيّدة بمُحدِّدات وإجراءات عملية واجبة الاستيفاء. لكن انفتاحه على الفكرة كفيل بتفعيلها، لا سيما أن لدى الحكومة إمكانية الدفع إليها عبر أغلبيتها الحالية فى الكنيست، أو بالاحتيال على المنظومة القضائية والنفاذ من ثغراتها. والطريق لإنقاذ السفاح يبدأ من التوصل لصفقة إقرار بالذنب، أو تشكيل لجنة خاصة توصى بإسقاط الاتهامات، ثم يمنحه الرئيس صكّ البراءة المُبتغاة، والتى ما وصلت الأمور لِمَا هى عليه الآن، إلا لأنه كان يضعها فوق كل اعتبار آخر. هامشية وضع هيرتزوج لا تجعله طرفًا فى الاشتباك السياسى، وبإمكان صفته الحيادية أن تفتح الملف وتُسوّق المخرج المأمول فيه، من دون التعريض بالدعوة أو نسبتها إلى السياسة واغتصاب نتنياهو وعُصبته الحاكمة للدولة ومؤسساتها. أى أن يُبادر الرئيس بإثارة المسألة، ثم يدفع باتجاه الصفقة القضائية، أو يُحفّز على تمريرها تشريعيا، ويرعى ورشة استنقاذ نتنياهو لحين وصول القرار النهائى إليه لتوقيعه وإنفاذه، وبعدها سيبرُد قلب العجوز الماكر، ويُسلِّم بالحلول الواقعية أوّلاً، ثم يفرز تحالفاته ودوائر علاقاته بمنطق سياسى صافٍ، مُتمتّعًا بعوائد النزوة الحماسية فى الطوفان، ومُتسرّبًا من بين ركام الفوضى العارمة طيلة الشهور الماضية. وسيكون افتكاكه من قبضة العدالة دليلاً دامغًا على نواياه المخبوءة وراء حربه الظالمة. إذ سيجد الإسرائيليون أن الأوضاع لم تتبدّل كثيرًا عمّا كانت عليه، باستثناء التورّط فى دماء الآلاف وإثبات التوحش وجرائم الإبادة الجماعية على الدولة وشعبها بالكامل. سيكتشفون أن أغلب الأسرى عادوا جُثثا، وأن إسرائيل صارت معزولة ومنبوذة فى محيطها وخارجه، والسردية التى عاشت عليها تتداعى أمام عيونهم، ولا فائز إلا حاكمهم المُستبدّ الغشوم، الذى افتعل محرقة لينجو، وغامر بالجميع لصالح الفرد. على حماس أن تنزل لصالح فلسطين، وتتوقف عن غرامها الغريب بتوليد الذرائع. وعلى ترامب أن يكون أكثر جدّية فى ترويض حليفه المتغطرس، والعودة من طريق إشعال المنطقة بكاملها قبل أن ينفلت الزمام ويتعذّر الرجوع. إنما يظل تمام الغاية معقودًا بقبضة هيرتزوج، بمبادرة منه أو بإملاء داخلى فى تل أبيب، أو خارجى من جهة واشنطن. إنه المُلحَق المُتَمّم للصفقة، ولعلّه محل تداول فعلاً فى الوقت الراهن، وقد يُطرَح علنًا فى الأيام القليلة المُقبلة، ما لم يتوصّل نتنياهو إلى بديل آخر للاحتيال على الإدانة. فى الدول الطبيعية تُحسَم القضايا أمام المحاكم، لكن النازى المسعور استعاض عن الجلسات والدفاع والمذكرات، بارتكاب إبادة جماعية ستبقى ماثلة فى الأذهان طويلاً، ولن يُمحَى عارها من وجه إسرائيل.