افتتحت مساء أمس، الثلاثاء، مؤسسة الثبات للبحوث والدراسات والطباعة والنشر والإعلام، برئاسة الدكتور عبد الناصر الجابرى، عميد كلية الدراسات الإسلامية بلبنان، وذلك بحضور عدد كبير من كبار علماء الأزهر الشريف يتقدمهم إمام وخطيب الجامع الأزهر، ووزارة الأوقاف المصرية الشيخ صلاح نصار، والشيخ محمد الجعفرى، مدير أوقاف شمال القاهرة، وعدد من مشايخ الطرق الصوفية كالشيخ محمد مختار الدسوقى، شيخ الطريقة الدسوقية، والشيخ أحمد التيجانى، شيخ الطريقة التيجانية، والشيخ مصطفى متولى، سكرتير الطريقة الجازولية، وبحضور عدد من رجال السياسة والأحزاب الصوفية يتقدمهم محمد صلاح زايد، رئيس حزب النصر الصوفى، ومريدو الطرق الصوفية، وجمع كبير من وسائل الإعلام المقروءة والمرئية، وعدد من الحركات الثورية وائتلافات شباب الثورة. وشهد الافتتاح إلقاء كلمات من الحضور عبروا خلالها عن شكرهم وتقديرهم البالغ للدكتور عبد الناصر الجابرى، على هذا الجهد الطيب، داعين الله أن يكلل مجهوداته لخدمة هذا الدين بالنجاح، وقال الدكتور عبد الناصر الجابرى فى كلمته إن فكرة بناء المؤسسة جاءت بناءً للتوصية التى اتخذت فى المؤتمر الأول بالقاهرة المحروسة "التصوف منهجِ أصيل للإصلاح"، والقاضى بإنشاء مركز للدراسات يعنى بالتصوف المبنى على العقيدة والشريعة الإسلامية لا علاقة له بالأحزاب أو الجماعات أو الجمعيات وغيرها، ويتوخى العمل والتعاون مع المخلصين من أهل العلم لإبراز الدور التربوى، والقيم الأخلاقية من خلال رؤية ورسالة واضحتين. وأضاف عميد كلية الدراسات الإسلامية الدكتور عبد الناصر الجابرى، أن رؤية المؤسسة هى السعى بالوسائل المتاحة لنشر الفضيلة والقيم الروحية، التى ينبنى عليها وجود الأمم لكى تستعيد أمتنا دورها فى استرداد الهوية وتصحيح المسار، وأشار إلى أن رسالة المؤسسة، هى نشر علوم الشريعة الإسلامية وإبراز عالميتها وخلودها بالتناسق البديع بين الثبات والمرونة ؛ بوصفها خاتمة المناهج الربانية القادرة على إيجاد الدواء الشافى المبرئ لأدواء كل عصر ومصر، وعلى منح الأمة عناصر الثبات التى تجعلها تستعصى على كل عوامل الانهيار أو الذوبان فى المجتمعات الأخرى. وأضاف أن من رسالة المؤسسة أيضًا نشر تراث التصوف الإسلامى الصحيح المتمثل فى الدخول فى كل خلق ثنى، والخروج من كل خلق دنى؛ وبما فيه من إشراق للروح؛ وتطهير للنفس، وطمأنينة للقلب؛ وتواضع لله عز وجل مع شعور بالعزة والكرامة، والربط بين الأصالة والحداثة من خلال تقديم الفكر الصوفى الأصيل بهدف تمثله والتخلق به؛ وتحويله إلى بنية أساسية فى وعى الإنسان المعاصر، لتعبيد الطريق أمامه فى الواقع المعيشى لما فيه من تضاريس وعرة وتعرجات شاقة لتجاوزها برضا وأمن وإيمان. وأشار إلى أن المؤسسة تسعى، من خلال رسالتها، لتحقيق التوازن بين الشق المادى والروحى فى النفس الإنسانية، من خلال إقامة الدورات التدريبية التى ترسخ الفهم الصحيح للفكر الإسلامى عامة والتصوف الإسلامى خاصة؛ وتنمى فى الإنسان شعور الإخلاص لله عز وجل؛ ومراقبته فى كل شئون الحياة، وتزوده بالروحانيات، التى تنير للإنسان دياجير الحياة المادية الحالكة؛ وتملؤه بالطاقة الإيمانية التى تسرى فى أوصاله؛ فتعطيه دفعة هائلة تعينه على الصلاح والإصلاح. وأضاف أن من أهداف مؤسسة الثبات؛ التوعية والتثقيف من خلال إقامة الندوات والمؤتمرات التثقيفية، التى تعنى بهموم الأمة، وتعلى شأن الدعاة والمثقفين، وتمد المشاركين بزاد معرفى تربوى روحى يذوب فى وعى الإنسان؛ فيخلص نفسه من شوائب الرذيلة؛ ويزكيها ويحليها بالفضيلة؛ ويجعلها بمثابة اللوحة متوازنة الأبعاد والنسب. من جانبه قال فضيلة الشيخ صلاح نصار، إمام وخطيب الجامع الأزهر الشريف، إن مصر تقدم شكرها لفضيلة العلامة الزاهد الدكتور عبد الناصر الجابرى، عميد الدراسات الإسلامية بلبنان، على ما يقوم به من أعمال خير وتعليم الناس أمور دينها الصحيح الذى يتمثل فى المسلك الصوفى المعتدل، وعبر إمام وخطيب الجامع الأزهر الشريف عن سعادته وإعجابه لأهداف مؤسسة الثبات، والتى تؤسس لمنهج من المناهج، التى تعيش داخلنا وهو منهج التصوف، مشيرا أن الخلق هو روح الصوفية لأنها مبنية على الحب والرسول أكد لنا أن من يريد أن يكون فى معيته فى الآخرة أن يكون ذا خلق، وهو ما يقوم عليه منهج التصوف فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم، "إن من أحبكم إلى وأدناكم منى مجلسًا فى الآخرة أحسنكم أخلاقا". من جانبه قال الشيخ محمد الجعفرى، مدير أوقاف شمال القاهرة، إن ما قام به صاحب الفضيلة الدكتور عبد الناصر الجابرى، من إنشائه مؤسسة الثبات، والتى من أهدافها نشر الفضيلة والقيم الروحية، إنه لأمر يستحق التقدير والاحترام وهو ما ليس بغريب عن أهل العلم والفضل أمثاله، مشيرا إلى أن منهج أهل الحق قائم إلى يوم القيامة ويجب علينا أن نعود إلى سادتنا ومنهجهم التخلية والتحلية وبعدها يأتى التجلى. وشهد الافتتاح إلقاء القصائد فى حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قامت فرقة إنشاد من سوريا من مدينة حلب بالإنشاد الصوفى الذى تجاوب معه الحضور.