وجه مؤتمر التصوف العالمى الذى عقد اليوم السبت وحمل عنوان" التصوف منهج أصيل الاصلاح" , وحضره ممثلون عن التيار السلفى وجماعة الاخوان المسلمين وشيوخ التصوف فى مصر والعالم الاسلامى . ووفود عدة من بلدان عربية وأوروبية رسالة تؤكد على ضرورة إنشاء الدولة الفلسطينية وتكون عاصمتها القدس. وأكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر، أن التصوف ضرورة إنسانية، مشددا على عدم الخلط بين التشيع والتصوف حيث أن المنهج الصوفي دخل بين الطوائف الشيعية بعد ألف عام منذ ظهوره. وقال شيخ الأزهر في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الدكتور حسن الشافعي عضو مجمع اللغة العربية، إن التصوف يهدي الى خدمة الخلق أجمعين وليس كما يدعى خصومه ، كما أن التصوف يدعو الى العمل والبناء والجهاد في كل وقت وهو تاريخيا ظاهرة سنية منذ خلق الامام الحسن البصري في مطلع القرن الاول الهجري. وأكد أن التصوف الحق بمثابة مستوى مميز من التدين يرنو الى مرتبة الاحسان وهذا لا يكون إلا بعد التحقق من مبادئ الاسلام فضلا عن الالتزام لتحقيق مراد الله في إقامة حضارة ربانية ثم حمايتها بالوسائل الشرعية، مشيرا الى أن التصوف لا يشذ عن منهج أهل السنة والجماعة وأن الشيعة لم تعرف التصوف إلا بعد الالف الاولى من الهجرة. وفى كلمته المقتضبة أكد الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية أن منهج التصوف جاء من أجل الإصلاح ومحاربة الإفساد حيث رسم طريق العمل والتربية والمعرفة السليمة والفطرة الإنسانية التى فطر الناس عليها. وأشار الدكتور عبد الفضيل القوصي وزير الاوقاف الى ضرورة تطوير الخطاب الصوفي الذي وصفه بالمنكفئ على ذاته نظرا لتجرده من الرؤية المعاصرة للأحداث التي تعيشها الأمة الإسلامية , لافتا الى ضرورة أن تتحول المجاهدة الصوفية من النفس الى مقاومة الفساد. وحملت كلمة الشيخ عبد الهادى القصبى – شيخ مشايخ الطرق الصوفية- مفاجأة حيث دعا الى تحديد مدة تولى منصب شيخ المشايخ بعد انتخابه من المجلس الاعلى للطرق الصوفية ووضع ضوابط علمية لتنصيب شيوخ الطرق بدلا من نظام التوريث القائم. وحذر شيخ مشايخ الطرق الصوفية من انفراد فئة بعينها بقرارات الأمة دون التيارات الأخرى، داعيا جميع القوى الوطنية الى التوافق فى تلك اللحظات التاريخية وقال " لا جدوى من كل برامج الإصلاح السياسي والاجتماعي التي تدعو لها الأحزاب بدون إصلاح الفرد الذي هو رسالة أهل التصوف، مؤكدا أن الامة الاسلامية أصيبت فى مقتل يوم تخلت عن المنهج الصوفي في إدارة شئونها. وقال محمود الشريف نقيب الأشراف إن المؤتمر يعقد في ظروف دقيقة تمر بها الأمة الإسلامية فى ظل ثورات شعبية تدعو الى الاصلاح ، مشددا على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على كامل أراضيها وقال "لقد انتهى زمن المفاوضات والمراوغات ولن نقبل بعد اليوم إلا بعودة الحقوق الشرعية لأهل فلسطين. من جانبه أكد الدكتور عبد الناصر الجابري عميد معهد الدعوة فى لبنان أن التصوف هو الشريعة الاسلامية والطريق للوصول الى الحقيقة , فضلا عن التزامه بالتربية والاحسان، لافتا الى أن التصوف هو السبيل الى الخلاص من المفاسد التي طرأت في هذا العصر فضلا عن انه الطريق الوحيد لإصلاحها. حضر المؤتمر مرشحا الرئاسة عمرو موسى والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ومن جماعة الاخوان حضر الدكتور عصام العريان والدكتور عبد الرحمن البر كنائب عن المرشد العام للجماعة، ويحيى الجمل نائب رئيس الوزراء السابق والدكتور احمد عمر هاشم رئيس جامعة الازهر الاسبق والدكتور عماد الدين ابو غازي وزير الثقافة ومفتي دمشق الدكتور عبد الفتاح البزوي ومفتي الشيشان ويوسف هاشم الفاعي وزير الاوقاف الاسبق بدولة الكويت.