( المشهد الأول ) .. الإسبوع الماضي جلس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فى البيت الأبيض وسط إثنين من كبار مُعاونيه وُهم ( ماركو روبيو _ وزير الخارجية ) و ( ستيف ويتكوف _ المبعوث الأمريكي لشئون الشرق الأوسط ) فى حضور كلاً من ( جاريد كوشنر _ رجل أعمال أمريكي وزوج إبنته ) و ( توني بلير _ رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ) و ( رون ديرمر _ وزير الشئون الإستراتيجية الإسرائيلي وهو أمريكي الأصل وحامل الجنسية الأمريكية أيضاً ) .. وتم عقد إجتماع خُماسي مع الرئيس الأمريكي ، كشفت تفاصيله صحيفة الواشنطن بوست عن أنه إجتماع خاص بما تم إعداده من خطة جديدة تحمل عنوان ( The Next Day In Gaza اليوم التالي فى غزة ) ، إستمع ترامب فى هدوء للخطة ، أعلن ثقته فى هذا الخُماسي ووصفهم بأنهم ( بارعون وقادرون علي وضع خطة جيدة وتنفيذها ببراعة ) هز رأسه بالموافقة عليها ، وأعطي إشارة البدء فى التنفيذ ، وهو لا يُدرِك بأنه أعطي إشارة فى تنفيذ جريمة إخراج الفلسطينيين من أراضيهم وتسليمها للأمريكان للإستثمار فيها وبناء عليها أبراج سكنية فارهة ومناطق إقتصادية ، هو بذلك ينسِف الدولة الفلسطينية ، هو بذلك أخذ مالا يستحق وطرد أصحاب الأرض الحقيقيين رغم وجود قرارات الشرعية الدولية الصادرة عن الأممالمتحدة التى تحفظ الحق الفلسطيني بالحصول علي دولة فلسطينية مُستقلة على حدود ما قبل ( 5 يونيو 1967 ) وعاصمتها القدسالشرقية _ ( المشهد الثاني ) .. صحيفة هآرتس الإسرائيلية وكأنها تُكمل ما بدأته صحيفة الواشنطن بوست كشفت عن المخطط الإسرائيلي الجديد فى غزة وقالت الآتي نصاً ( النازحون من مدينة غزة سيستلمون أرقاماً بدلاً من أسماءهم عند دخول معسكرات أطلقوا عليها "معسكرات سيدة تيمان 2" بجنوب رفح ، وسيتم وضع عدد كبير من الخيام داخل المعسكرات ، وسيعمل عناصر الحراسة الإسرائيلية علي سحب ومصادرة الهواتف ومنع أي إتصالات أو تصوير ، وأن الجيش الإسرائيلي سيمنع دخول أي المنظمات الإنسانية والحقوقية والصحافة إلي المعسكرات ، وأن فترة إستمرار هذه المعسكرات قد تمتد إلي ثلاث سنوات وتشبه إلي حد كبير المعتقلات النازية التي طبقها هتلر ضد اليهود ) _ ( المشهد الثالث ) .. يقف وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتيرتش وسط أنصاره ويقول لهم نصاً ( خصصنا ميزانية ضخمة لبناء 3400 مُستوطنة جديدة فى الضفة الغربية ، وسنقطع أوصال الضفة الغربية ببناء هذه المستوطنات فى مدينة القدس لكى تنفصل رام الله وجنين وطولكرم عن بيت لحم والخليل وبذلك تنتهى فكرة إقامة الدولة الفلسطينية ) .. صيحات تنطلق من المتطرفين الإسرائيليين الذين يُناصرونه ، يهتفون له ، يُصفقون له ، والإبتسامة تعلو وجوههم _ ( المشهد الرابع ) .. بدء إقتحام مدينة غزة فى وسط القطاع ، الضابط الإسرائيلي يتصل بأُسر فلسطينية ليحذرهم من بقاءهم فى منازلهم ويطالبهم بالرحيل حالاً ويعطيهم مُهلة خمسة دقائق فقط علي تفجير المبني ، آلاف الأُسر تخرج من بيوتها فى زحام شديد ، دقائق معدودة ويتم قصف المبني .. بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي فتح أبواب جهنم على أهالي مدينة غزة ويريد إخراجهم من المدينة والنزوح فى الجنوب ، مليون فلسطيني يعيشون فى مدينة غزة سيخرجون للإنضمام لذويهم فى رفح ليعيشون فى خيام مُتهالكة .. هذه ( 4 ) مشاهد تؤكد لنا _ ونحن فى اليوم ال ( 700 ) على حرب إسرائيل علي قطاع غزة _ أن ( القضية الفلسطينية لن تنتهي ) مهما خططوا وقتلوا وقصفوا وشردوا ، لن تنتهي مهما إنتشر البؤس والألم والدموع وسط إهالي قطاع غزة والعالم يتفرج ، ( القضية لن تنتهي ) مهما كانت المنظمات الدولية عاجزة مُقيدة ، ( القضية لن تنتهي ) مهما كانت المنظمات الدولية مُقصرة وصامتة .. نعم ( القضية لن تنتهي ) مهما فر أهالي غزة من الموت إلي الموت ومهما نزحوا ومهما نزفوا لإنهم صامدون علي أراضيهم ولن يتركوها