التنمية الإدارية تحارب "الفساد" بالتكنولوجيا

أكد الدكتور أحمد درويش وزير الدولة للتنمية الإدارية، أحقية المواطن فى تقييم أداء الحكومة وإمكانية محاربة الفساد من خلال التكنولوجيا، وأن نحلم بغد أفضل بتوفير الخدمات بدون طابور طويل وزحام وفتح أدراج المكاتب، وأشار إلى أن هناك أكثر من 80 خدمة يتم تقديمها للمواطن عن طريق شبكة الإنترنت.
جاء ذلك خلال ندوة "من الحكومة الإلكترونية للحوكمة الإلكترونية.. المزيد من قنوات توصيل الخدمة" التى أدارها الإعلامى خيرى رمضان، والتى عقدت على هامش مؤتمر ومعرض " كايرو آى سى تى 2009". حظت الندوة بتواجد جماهيرى كثيف، وتم بحث إمكانية تحول مصر إلى دولة إلكترونية تقدم كل الخدمات للمواطنين عبر الإنترنت دون الاحتكاك بالموظفين مباشرة.
وكشفت هذه الجلسة أن مصر لا ينقصها الوعى الكافى من جميع الأطراف، للمشاركة فى صنع القرار بشفافية وقدرة على مراقبة أعمال الحكومة وتقييمها ومنع الفساد، لكن ذلك لن يتحقق إلا بمزيد من التوعية بأهمية قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ونفى الوزير درويش تسلل القلق إلى نفسه، بسبب انخفاض استخدام الإنترنت الذى يصل إلى 12% حاليا، خاصة أنه خلال السنوات المقبلة سترتفع النسبة بشكل كبير، وسيقدم الجميع على استخدام الإنترنت للحصول على الخدمات، كما يتم تطوير العمل بالخدمات الحكومية بالمحليات، ومشروع بطاقة الأسرة والسجل العينى للعقارات ومشروع تطوير المحاكم المصرية، وتم الانتهاء من 35 مركزاً لتقديم خدمات تكنولوجية بنموذج الشباك الواحد فى المحليات، أما على مستوى بطاقة الأسرة فقد تم إصدار 2.4 مليون بطاقة، ضمن مشروع يستهدف إصدار 11 مليون بطاقة على مستوى الجمهورية.
شرح درويش مفهوم الحوكمة فى سبع قواعد، تتمثل فى وجود رؤية وكفاءة وشفافية وقدرة على التنبؤ لاتخاذ القرار السليم ومشاركة الناس فى صنع القرار ونظام للمساءلة وخضوع الجميع للقانون. مشيرا إلى أن الوسائل التكنولوجية الجديدة أتاحت فرصة للمشاركة، وستغير من صناعة القرار فى المستقبل، وإذا كان هناك صعوبة الآن فى أخذ رأى 80 مليون نسمة فسوف يمكن فى المستقبل الحصول على آراء هؤلاء فى المستقبل باستخدام تكنولوجيا المعلومات.
وقال اللواء سيد عبد العزيز محافظ الجيزة، إن استخدام الإنترنت لا يتوقف على المستوى الاجتماعى للمواطن، فهناك إقبال على شبكة الإنترنت للحصول على الخدمات، وهناك مشروع سيتم الانتهاء منه خلال عام، حيث سيتم تقديم جميع خدمات المحافظة عبر الإنترنت، مشيرا إلى أن تجربة التنسيق الإلكترونى الناجحة دفعت إلى تعميم التجربة لتقديم كافة الخدمات لتدعيم الثقة مع المواطنين.
ويرى المهندس عمرو عبد الله، نائب رئيس القطاع التجارى بشركة فودافون مصر، أنه بدأ الاهتمام بتقديم الخدمات عبر الإنترنت، ولكن وجود مليونى جهاز فقط عند 17 مليون أسرة كان يشكل عائقا أمام انتشار تقديم تلك الخدمات، وبدأ التفكير فى تقديم هذه الخدمات عبر المحمول والذى وصل إلى 40 مليون جهاز فى السوق. وأكد أن انتشار المحمول سيحقق طفرة فى الدخول على الإنترنت، وهذا ما تحقق بالفعل حيث يدخل يوميا نحو 2.5 مليون شخص على الإنترنت خلال 6 شهور فقط من تقديم خدمات الإنترنت عبر الموبايل، معترفا بأن مصر متأخرة بالفعل بخصوص هذا الموضوع، لكن يمكن أن نلحق بقطار التكنولوجيا عن طريق نشر الوعى بأهمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى تقديم الخدمات وتوفير الوقت والجهد.
من جانبه، قال أيمن عبد اللطيف مدير القطاع العام بشركة مايكروسوفت، أن مصر ما زالت فى البداية، فقد تغير مفهوم المشاركة وبدلا من الاتصال المباشر فى ساحة كبيرة لجمع الآراء كما كان فى أثينا فى الماضى لتجسيد المشاركة والديمقراطية أصبح يتم عبر وسائل التكنولوجيا والاتصالات التى لا تتطلب وجود ممثل للشعب لكى يتحدث عنهم، وإنما من خلال المشاركة المباشرة فى صناعة القرار، فالتكنولوجيا الحالية ستغير المشاركة بشكل كبير حيث يمكن المشاركة عبر الإنترنت أو التليفون للتعبير عن آرائهم فى حياتهم اليومية.
أنيسة حسونة، مدير عام منتدى مصر الاقتصادى أوضحت أن هناك فوائد اقتصادية كبيرة لاستخدام الإنترنت وتقديم الخدمات من توفير المعلومات وتشجيع الاستثمار والمساعدة فى وضع دراسات جدوى بناءً على أرقام حقيقية مما يدفع بالنمو الاقتصادى إلى الأمام، وأضافت أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فرصة للمساهمة فى تقييم من يدير أصول الدولة، فالحكومة تدير الأصول التى يمتلكها الشعب، ولا يوجد تقييم لهذا الأداء، إلى جانب أن استخدام هذه التكنولوجيا يساهم فى سد فجوة الثقة بين المواطنين والحكومة وإتاحة المعلومات والمشاركة فى صنع القرار، مطالبه بضرورة التوعية بأن هناك خدمات تقدم عبر الإنترنت وكيفية استخدامها، على أن تتضمن المناهج الدراسية هذا الأمر فى مراحل التعليم المختلفة حتى ينتشر تقديم الخدمات عبر الإنترنت.
وقدم عمرو أبو الخير طالب بجامعة القاهرة، تجربته فى التعامل مع خدمات الحكومة الإلكترونية، التى بدأت بالتنسيق الإلكترونى الذى وفر عليه معاناة الزحام والطابور فى التنسيق التقليدى، مطالبا بنشر التوعية عبر وسائل الإعلام المختلفة خاصة التليفزيون، وتقديم حملة توعية مثل حملة الضرائب حتى يعلم الجميع بوجود خدمات تقدم عبر الإنترنت.