تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، ورئيس المجلس الأعلى للثقافة وبحضوره، وكذلك بحضور الدكتور أشرف العزازي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، والأستاذ وائل حسين رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية بالمجلس؛ انعقدت بمقر المجلس المحاضرة الافتتاحية للدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة ضمن فعاليات البرنامج الصيفي " 2". بدأ الوزير كلامه معرِّفًا بالمجلس وقيمته الثقافية، وكيف أنه الجهة المنوط بها اختيار الشخصيات التي تحوز جوائز الدولة (النيل والتقديرية والتفوق والتشجيعية)، موضحًا أن جائزة النيل هي أكبر نوط ثقافي يمكن أن تمنحه الدولة المصرية. كما وصف الوزير القاعة التي تقام فيها المحاضرة، وكيف أنها القاعة الأهم بالمجلس، وتستمد قيمتها من قيمة الفعاليات التي تقام بها، لا سيما التصويت على جوائز الدولة. وبدأ الشباب في طرح الأسئلة وأبدى الدكتور هنو أتم الاستعداد للرد على جميع الأسئلة؛ وبدأت الأسئلة بسؤال الطالبة ريهام سعيد من محافظة الجيزة عن كيفية الحفاظ على الهوية المصرية؟ ورد الوزير: ما هي الهوية؟ وماذا تعني الهوية المصرية؟ مشيرًا إلى أن الهوية المصرية هي الشيء الوحيد الذي لا نتحدث عنه، وإنما نحيا به، فهي موجودة في التاريخ، في العادات، في الأغاني التي نستمع إليها، في الكلمات المقروءة، فالهوية أشياء كثيرة موجودة بداخلنا ويشترك فيها العقل الجمعي للمصريين، مثل استحضار جماليات الحوار بين المجموعات، وهذه الهوية لا يمكن أن تمَّحي، وحتى لو تأثَّرت بعض الشيء، فلن تخرج الهوية المصرية من داخلنا، وهذا يتضح أكثر لو أننا سافرنا إلى الخارج، فالهوية المصرية تحيا معنا تحت الجلد، حتى لو هاجرنا خارج مصر لخمسين سنة، تظل الهوية المصرية بداخلنا، وهذا ما يجعل أي عقل مصري مهما سافر تظل بداخله جزئية الانتماء إلى مصر، ووحدة هذه البلد في الحفاظ على الهوية المصرية. وتساءلت أميرة هاني رفاعي: كيف يمكننا تنقية عقولنا؟ ورد الوزير: لا بد أن يكون عقلك مصفاة جيدة، وليحدث ذلك فلا بد من تدريبه وإعطائه قدرة على التمييز بين الجيد والسيئ، والعقل كي يتم تدريبه، فإن هذا يتطلَّب كمًّا كبيرًا من الثقافة والقراءات المتعددة، فلو كنت خريج كلية العلوم فاقرأ في كل أنواع العلوم والمعارف الأخرى ليتسع وعيك وتنمو ثقافتك. والعقل الذي يكون على قدر كبير من الكفاءة هو الذي يتمكن من فلترة ما يمر به، فمعرفتك في المجالات المتنوعة تجعلك قادرًا على التمييز بين الغث والثمين. فالعقل الذي لا يمتلك القدرة على تنقية المعلومات يضر نفسه ومن حوله، ويكون كأنه ريشة في مهب الريح، وأي فكرة دخيلة يمكنها التأثير في ذلك النوع من العقول. والتوطيد يأتي من الثقافة، فعلينا اختبار المعلومات التي تمر بنا من خلال ثقافتنا وخبرتنا، فلكي نصل إلى مرحلة التنقية فلا بد من تهيئة عقولنا من خلال الثقافة والقراءة؛ عظمة المصريين القدماء كانت في حكمتهم وقدرتهم على البناء، كما أنك متميز كمصري، والثقافة والمعرفة سلاحك للتنقية، وهذا يخدمك ويخدم أسرتك وأبناءك في المستقبل وبلدك نفسها. وتساءل أحد الشباب: مشكلتنا أن الثقافة لدينا تسلية وترفيه فهل يمكن التعاون مع وزارات أخرى كوزارة التربية والتعليم أن تدرس الثقافة؟ ورد الوزير: حصة التربية الفنية هل هي مهمة بالنسبة لك؟ فأنت من تحدِّد أهمية الثقافة والفن بالنسبة لك، أنت وحدك من تستطيع تحديد أهمية الأشياء، لدينا مثلًا في متحف عائشة فهمي معرض أم كلثوم، وكل المعارض هناك مجانية، كما أن قاعات المسرح لدينا مجانية أيضًا، فمن شاء فليأتِ ولير ويتثقف، فأنت أكثر شخص في العالم تستطيع الاستثمار في نفسك، فلو أردت أن تفعل وتنقصك معلومات في الأدب أو الفن، فأنت من تستطيع تحديد ما تحتاج إليه؛ استثمر في نفسك. هناك بالفعل بروتوكولات، ولكن الأمر يتطلَّب أن يكون لدينا أشخاص مهتمون، وجودك معنا اليوم شيء مبشر، ونحن جاهزون للتعاون مع الشباب. وأشاد الطالب أحمد عصمت حبيب من سوهاج بأداء الوزارة في مهرجان المسرح القومي، وتمنى على السيد الوزير أن يكون حاضرًا في احتفاليات المحافظات، وطلب وجود عروض مسرحية في الأقاليم. فرد الوزير أن الاحتفال شمل 5 محافظات، وأشار إلى اقتراب افتتاح قصر ثقافة الطفل في سوهاج، وأعلن أن الوزارة تعمل في المحافظات (هناك 200 قرية بدأ العمل بها). وتساءل الطالب نفسه عن النصوص التي تتحول إلى دراما هل تعرض على وزارة الثقافة؟ وأجاب الوزير متسائلًا: ما أزمتها؟ انظر إلى موسم رمضان الفائت، والذي كان موسمًا رائعًا، والأجمل شباب الممثلين، ولو أنك تتحدث عن المسلسلات التي بها مشاكل فقد كانت معروضة على قنوات غير مصرية. وتساءل أحمد سرحان من محافظة القليوبية عن قصر ثقافة شبين القناطر ولماذا هو مغلق؟ ورد الوزير: نعمل على قصر ثقافة بنها، وأما قصر شبين القناطر فيحتاج إلى ميزانية كبيرة، وبدأنا بالفعل في تطويره ولكنه يحتاج إلى وقت أطول، وأشار إلى أن الثقافة تكاملية تفاعلية لو فتحنا شبين القناطر ولم نجد زخمًا ثقافيًّا فماذا نفعل؟ وأعلن الدكتور هنو أن هناك استبيان لقصور الثقافة، للدخول عليه وملء البيانات عن رغبات الناس، فالموضوع تفاعلي. وقال إبراهيم نور من سوهاج إن أنشطة الوزارة متنوعة ولكن الناس الذين يصل إليهم الأنشطة قليلون جدًّا، فهل هناك خطة توعية في الوزارة وتوصيلها للمواطن العادي؟ ورد الوزير: وجودك اليوم جزء من خطة التوعية، ويجعلك سفيرًا لوزارة الثقافة، فنحن بحاجة إلى العمل الأهلي، وإرسال الأبناء إلى قصور الثقافة. وتحدث أيمن شاهين من المنصورة عن الورش المقامة بالمجلس، وتظلَّم من فكرة استبعاده من الورش لأنه تقدم إلى ورشتين في وقت واحد، وأجاب الوزير أن العدد المتقدم كبير جدًّا، ما يجعل الوزارة تحدد عدد المستفيدين في ظل المتاح. وتساءل آخر: كيف أحافظ على تاريخ بلدنا؟ وكيف أحافظ على التراث؟ كما أن رقمنة الوثائق مشروع لم يكتمل فهل يمكن استكماله؟ ولماذا يأخذ الاطلاع على الوثائق وقتًا طويلًا؟ ورد الدكتور هنو: الموضوع يحتاج وقتًا كبيرًا، ونحن نعمل على ذلك بالفعل، فالانتقال إلى الديجيتال يستغرق وقتًا كبيرًا، ونحن نحفظ تراثنا بالفعل، فلا بد من التقصي الأمني عن الباحث، وهذا جزء من الحفاظ على التراث. وقال المحامي أحمد أبو دومة إن أهمية التنمية المستدامة تتضمن 17 هدفًا، وهل يمكن عمل شراكة بين وزارة الثقافة وجامعة الدول العربية بهدف وصول الثقافة كهدف من أهداف حقوق الإنسان؟ ورد الدكتور هنو: هناك لجنة لحقوق الإنسان في المجلس الأعلى للثقافة. فاقترح أبو دومة التوسع في هذا الملف ودعا وزارة الثقافة إلى عمل أجندة موحدة تخرج بالتعاون بين المجلس والجامعة العربية. وتساءلت ندى طارق عبدالحميد: هل هناك خطة دعم لتعيين الحاصلين على الدكتوراه؟ ورد الوزير: للأسف أنه لا يوجد خطط حالية، ناصحًا أي شخص يقوم بعمل دراسات عليا، أن يفعل ذلك لهدف تطويري للعمل، فعليك أن تعمل دراسات أكاديمية مهنية لتستفيد بالخبرات الأكاديمية والبحثية التي تعمل بها، فلا بد أن يكون لديك أهداف وتخطيط لتستطيع الاستفادة من دراستك، حتى يمكنك العمل بعد الحصول على تلك الدرجة. وتحدثت باحثة الماجستير فاطمة القصاص عن ملف العيش الشمسي توثيق الطعام، طلب أن أكثر من باحث يعمل على توثيق الطعام وتوثيق التراث بشكل عام. ورد الوزير: سجلنا 11 عنصرًا وأنا مدرك أن السعي ما زال كبيرًا، ولكن 16 محكمًا في الأممالمتحدة يحكِّمون ل120 دولة، والدولة التي تسجل عنصرًا في عام لا تقدم في العام التالي، والسمسمية موجودة في حوض البحر الأحمر كله، ولذلك لم تستطع مصر توثيقها بمفردها لئلا تحرم من التوثيق في العام التالي، فالسعودية لها حق في ذلك، فكونها دخلت معنا بالاشتراك فهذا يكفل لنا التقديم في العام التالي. وأوصى بالعمل على تسجيل العيش الشمسي من خلال لجنة حفظ التراث بالمجلس. وتساءلت إحدى الخريجات عن وجود استراتيجية لدعم ذوي الهمم، وأكد الدكتور هنو أن هناك تخطيطًا لدعم ذوي الهمم من قبل الوزارة. واقترحت مي عادل خطاب (المؤسس والمدير التنفيذي لمبادرة (خذ بيدي) ورش عمل للغة الإشارة. فرحب الوزير بذلك جدًّا، وفتح الباب لتقديم خطة بتلك المبادرة، ضاربًا المثل بالأطفال في جميع أنحاء العالم وكيف يتعلمون لغة الإشارة منذ الصغر. كما تحدث الدكتور أشرف العزازي عن ترحيب المجلس بتساؤلات الشباب ومقترحاتهم، مشيرًا إلى إتاحة موقع إلكتروني للمجلس الأعلى للثقافة، راجيًا الشباب التحقق من المعلومات من خلاله بدلًا من الاعتماد على صفحة الفيس بوك، وقد تم عمل هذا الموقع ليمكن الوصول إلى أي معلومة صائبة وحقيقية عن المجلس، فلماذا تكون السوشيال ميديا هي مصدر المعلومة! ورد على التساؤل عن تشكيل اللجان قائلًا: في الفترة القليلة القادمة نقوم بعمل تعديل في اللائحة. وتساءلت إحدى الطالبات عن الفرص، فأجاب أن الفيصل هو انطباق الشروط، فلو كان المتقدم تنطبق عليه الشروط فأهلًا به وسهلًا.