تعلق الفتيات والشباب بالمج الخاص بهم أصبح ظاهرة غريبة تختلف من شخص لآخر طبقا لمجموعة من الأسباب، قد تظهر للبعض تافهة ولكن لأصحابها هى شديدة الجدية. يستحيل استغنى عنك .. " أصل مينفعش أمشى من غير مجى"، جملة باتت تتردد على لسان فتيات كثيرات أجمعن على أن المج الخاص بهن لا يفارق حقيبة أيديهن، ويرافقهن أينما ذهبن، حيث إنهن يعتبرن المج من الكماليات التى لا يمكن الاستغناء عنها كالموبايل أو المحفظة، فتقول إحداهن" ده بقة عامل زى موبيلى مقدرش استغنى عنه". وبالفعل لاحظنا فى الآونة الأخيرة أن الأيام أثبتت كلام هؤلاء الفتيات، فبدأنا نلاحظ الكثير من الموظفين الآن يطالبون بعمل الشاى أو النسكافيه أياً كان نوع المشروب فى المج الخاص بهم، بل يجلبون مجاً مخصوصاً لهذا السبب وعندما تسألهم يقولون "أصل مبحسش بطعم الحاجة غير فى مجى". بينا عشرة " بتجيلى حالة غريبة لما مبشربيش فى مجى الصبح"، وكأن المج هو السيجارة التى يقبل عليها كل شاب صباحاً، حيث يقولون " مبكونش فى المود لما مااشربش فيه"، وتصف إحدى الفتيات علاقتها هى والمج بعلاقة قوية، لأن مجها يعتبر "وش السعد عليها " فهذا المج صاحبها 3 سنوات من حياتها، وفى هذه السنوات تعودت على شرب النسكافيه أو الشاى فيه، سواء فى العمل أو حتى فى الكافيهات، "أصل ده تعود وأنا بقالى 3 سنين بشرب فى مجى ده يعنى مش سهل أسيبه"، وتضيف أنها عندما اشترت مجا جديدا لم تحس بنفس المتعة أثناء شربها للمشروبات بأنواعها كما كانت تحسها مع مجها القديم. أنا والمج عنوان حكاية غريبة بعض الشيء تصور مدى ارتباط فتاة بالمج الخاص بها، حيث تقول إن الحكاية بدأت من خمس سنوات عندما كانت الإعلانات تروج عن فكرة شرب النسكافيه بالمج ورد فعل الشخص الذى يشرب النسكافيه، بالمج فبالتالى تولد عندى حب الاستطلاع وأردت أن أجرب هذا الإحساس، وبالصدفة نزل هذا المج المعجزة كهدية تصاحب المنتج الذى يعلنون عنه، واشتريته وتناولت فيه النسكافيه وجميع المشروبات حتى المياه!!، ولكن بعد فتره غيرته "لأن الناس كلها مسكته"، واشتريت مجا آخر، ومنذ هذا اليوم لن أستطيع تبديل المج الخاص بى إلى الآن..وأشرب فيه حتى أثناء سفرى ولا أستطيع أن استغنى عنه لسبب واحد، فالنسكافيه والشاى "مزاجات"، والمج الخاص بى هو الذى يجعلنى أتمتع بشربهما "بمزاج"، فمعنى أن أتخلى عنه فإنك تطلبين منى أن أتخلى عن "مزاجى" وهذا شيء مستحيل. من ريحة الغالى مجموعة أخرى من الشباب فسروا سبب تعلقهم بالمج الخاص بهم لأنه من "ريحة الغالى"، أى أنه هدية من شخص عزيز عليهم، فتقول إحدى الفتيات أنها تشرب فى المج الخاص بها ثم تغسله وتضعه أمامها وتسرح فيه لساعات طويله مستمتعة بأغانى الحب، وذلك لأن حبيبها قد أهدى لها هذا المج المكتوب عليه أول حرف من اسمهما! لونه بيشدنى ربط بعض الشباب تعلقهم بالمج الخاص بهم بلونه، حيث قالوا إن اللون يسبب ارتياحاً لهم، فبدأوا باختيار هذه الألوان فى الشىء المعتادين على النظر إليه أو التعامل معه وهو المج المخصوص فى تناول المشروبات المنبهة، وخاصة النسكافيه، ولذلك يبررون سبب تعلقهم به بلونه الذى يبعدهم قليلاً عن ضغوط العمل. موضة وتأصلت بمعنى أن هذا الوقت يشتهر بالمجات وتنوع أشكالها على النظام الأوروبى، وبدأ كل شاب وكل فتاة تحمل بيدها هذا المج ويمسكونه بالمسكة الغربية التى يرونها فى التلفزيون والإعلانات، وبالتالى أصبحت "موضة الأيام دى"، حيث يقول أحد الشباب إنه فى العمل كان يطلب الشاى أو النسكافيه فى "كوبايه"، ولكن عندما رأى زملائه يجلبون المج إلى العمل ويطلبون شرب المشروبات فيه، قرر هو الآخر فعل ذلك، ومع الوقت تعود عليه ولا يستطع شرب النسكافيه فى "كوبايه عادية" ومن هنا يمكننا القول إن الشباب أصبحوا الآن "مدمنى مجات".