التربية فى مجتمعاتنا الشرقية اعتادت أن تفضل الولد عن البنت، وتميزه فى كثير من الأنماط الحياتية، وذلك يكون منذ الصغر، وعلى سبيل المثال الولد يجلس يشاهد التليفزيون أو يجلس أمام شاشة الكمبيوتر، بينما البنت وهى فى نفس سن أخيها تقوم بمساعدة الأم فى تحضير الطعام وترتيب المنزل، هذا ما يوضحه الدكتور عصام عبد الجواد أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية النوعية بجامعة القاهرة. هناك بعض الأساليب التى تتبعها الأسرة تسبب إثارة الألم النفسى وتكون عقابا معنويا وبلا سبب أو مبرر للفتاة سوى أن الصغيرة "بنت"، وتصبح البنت من كثرة ما تتعرض له من إهانات أو عدم التعبير عن رغباتها تكون خانعة ومترددة وانطوائية، بسبب أننا مجتمع ذكورى، أى يفرض على الإناث بعض الأشياء، ونجعلهن أثيرات لرغبات الذكور، فمثلا تقول الأم لابنتها "قومى اعملى شاى لأخيك الصغير"، فى حين أن الأم لم تلزم الأخ بأى من الواجبات تجاه أخواته البنات، وهنا فإن البنات يقعن فريسة للقهر والسيطرة من قبل الأهل فى سبيل إرضاء الابن الذكر مهما كان ترتيبه بين الأبناء . وعندما تتزوج الفتاة تتلقفها يد الزوج الذى يحاول أن يجعلها عجينة طيعة لتسمع كلامه وأوامره دون نقاش إلا أن كثيرات من الفتيات تتعامل مع الزوج بطريقة رافضة لما حدث لها فى أسرتها، محاولة إثبات وجودها وأنها شخص له طلباته واحتياجاته التى يجب أن تتوفر. وهذه التركيبة التى تمر بكثير من البنات تجعلهن تفتخرن بالأب والأخ والزوج رغم محاولاتها التفوق عن الذكور المقربين منها مثل أخيها، إلا أنها تفتخر فقط بجمالها، كما أنها تكون عرضة للإصابة بالوسواس القهرى بسبب أن الفتاة تكون شكاكة وخائفة.