كثير من الناس مصاب بالوسواس، وكثير منهم يختلط عليهم الأمر بين الوسواس القهرى والوسواس الذى مصدره الشيطان، لذا لابد من التفرقة بين النوعين من الوسواس. وسواس من الشيطان وهو المذكور فى سورة الناس وغيرها من السور. الوسواس القهرى وهذا مرض نفسى. الوسوسة من الشيطان هى أفكار سلبية متعددة يفكر فيها الإنسان من وقت لآخر، يلقى بها الشيطان فى نفس الإنسان لتثبطه عن العمل الصالح المفيد من أمور الدين والدنيا، لإيقاعه فى أفعال محظورة دينيا، وهذه الوسوسة لا يسلم منها أى بشر وعلاجها ببساطة الإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان والاستمرار فى عمل الصالحات من الأعمال اليومية والدينية وعدم تكرار العمل لمجرد الشلة فى صحته أو قبوله عند الله ومعرفة تطبيق أحكام الدين الحنيف فى الشك الطهارة والصلاة والعبادات. أما الوسواس القهرى فهو من الأمراض النفسية المصنفة تحت الأمراض العصابية أو أمراض القلق، وهو عبارة عن فكرة أو أفكار محددة، متكررة، سلبية تهجم على تفكير الشخص وتسيطر عليه، وهى ليست شكا فطريا يعلم مدى سخافتها، فيحاول مقاومتها والتخلص منها، فيعجز مما يسبب له قلقا وتوتر شديدين مما يدفعه للاستجابة لهذه الأفكار الوسواسيه أملا فى تقليل حدة توتره وبعجز مقاومة هذه الأفكار المتطفلة المقتحمة والاستجابة لها تستهلك من وقت المريض اليومى وتهدر من طاقته مما يؤثر على العمل والعلاقات الشخصية. عادة ما يبدأ مريض الوسواس الشكوى فى أواخر سن المراهقة وبداية العشرينات، ويعطى تاريخا عن بداية المرض فى مرحلة مبكرة من العمر. وتذكر الدراسات أن معظم هذه الأفكار المتسلطة الملحة تدور حول الطهارة والنظافة والأمور الغيبية والفلسفية أو أفكار عن الإيذاء والإساءة من المريض لنفسه وللآخرين. والوسواس القهرى لا يكتفى بسيطرة القلق على المريض، بل يؤدى به أيضا إلى التردد والحرج وفقدان الثقة فى بالنفس، مما يؤدى إلى العزلة، فهو مرب جيد للاكتتاب. كما تشير الدراسات إلى أن أكثر من نصف مرضى الوسواس يعانون من أعراض اكتئابية قد تدفعهم للتفكير فى الانتحار. هذا المرض لا يفضل ذكورا عن إناث، ولكن الشخصية المنشأة على الكمال الباحثة عن المثالية فى كل شىء والتى تتسم بالعناد وتصلب الرأى والمبالغة فى النظام والترتيب هذه الصفات تجعل من الشخص أكثر عرضة لمضاعفات هذا المرض إذا ما أصابها. تتخذ حدة الأفكار والأفعال الوسواسية مسارا متفاوتا على مدار العمر فهى قد تزيد كما وموضوعا فى فترة وتهدأ وتخبو فى أوقات أخرى. ويبرز دور الطبيب منذ بداية الرحلة العلاجية بدءا من معرف التشخيص ودرجة المرض، وإذا ما كان سببا أم نتيجة لأمراض نفسية أخرى، بالإضافة إلى فهم حالة المريض. ويساعد التدخل الدوائى والعلاج المعرفى السلوكى مبكرا فى الحد كثيرا من إعاقة هذا المرض وتأثيره على نمط حياة الإنسان، والعودة إلى الحالة الطبيعية للإنسان.