سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نيويورك تايمز: إسرائيل تمارس أكبر تمييز عنصرى ضد اليهود الأفارقة.. والجالية الأثيوبية تكافح للحصول على المواطنة.. وخبير إسرائيلى: التكامل قد يستغرق عقودا طويلة
تحدثت صحيفة "نيويورك تايمز" عن التمييز العنصرى الذى تمارسه الحكومة الإسرائيليين ضد اليهود الأفارقة، موضحة أن أن عدداً من النشطاء الأثيوبيين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية نظموا عدة تظاهرات أمام مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، معربين عن احتجاجهم الشديد على التمييز العنصرى الذى يمارس ضدهم، وإن كان بشكل غير معلن. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن عدداً كبيراً من الإسرائيليين دائماً ما يعبرون عن رفضهم فكرة التمييز العنصرى، وبالتالى لا يقبلون أن يمارسونه بصدد الآخرين، ويدللون على ذلك بأن إسرائيل أرسلت طائرات خاصة لأثيوبيا فى عام 1991 لتهجير اليهود الأثيوبيين إلى إسرائيل، إلا أن يتمورك ماكوريا، إحدى المهاجرات، أكدت أن هناك تمييزاً واضحاً يعانيه الإسرائيليون من ذوى الأصول الأفريقية، موضحة أنه كل شىء فى إسرائيل يحدده لون البشرة. وأضافت الصحيفة، أن جيل الأبناء من الأثيوبيين اليهود – الذين ولدوا وتعلموا فى إسرائيل – مازالوا يعانون من التمييز، حيث إنهم يكافحون من أجل الحصول على المواطنة، خاصة أن أوضاعهم تختلف عن أوضاع آبائهم الذين كانوا يعتبرون قدومهم إلى إسرائيل بمثابة امتياز، لذلك فهم لم يشتكوا من سوء أوضاعهم. وأضافت الصحيفة، أن أوضاع المهاجرين الأثيوبيين اختلف إلى حد كبير عن أوضاع المهاجرين الروس، الذين قدموا إلى إسرائيل عام 1990، حيث إنهم جاءوا من بلادهم كأطباء ومهندسين وموسيقيين، فى حين أن نظراءهم الأثيوبيين فى كثير من الأحيان لم يكونوا قد دخلوا المدارس بإسرائيل. وأكد أحد الخبراء فى مجال الهجرة أن مسألة التكامل سوف تستغرق عقودا طويلة، مؤكداً أن المسألة لا ترجع بشكل أساسى للتمييز العنصرى، ولكن هناك عوامل أخرى ربما تعوق تحقيق أى تقدم ملموس فى هذا الصدد، موضحاً أن ظروف المهاجرين الأثيوبيين تختلف تماماً عن غيرهم من المهاجرين. وأوضح الخبير الإسرائيلى أن المرأة الأثيوبية تحقق معدلات توظيف كبيرة فى المجتمع الإسرائيلى تصل إلى أكثر من 60 بالمائة، مؤكداً أن ذلك يوضح أن هناك بوادر لتحقيق التكامل بين اليهود الأثيوبيين من ناحية وباقى أطياف المجتمع الإسرائيلى من ناحية أخرى. وقالت الصحيفة، إن الأثيوبيين غالباً ما يقطنون الأحياء الفقيرة فى إسرائيل لأنهم لا يحتملون أسعار المساكن المرتفعة فى الأحياء الأخرى، كما أنهم يعملون فى وظائف صغيرة، وبالتالى فإن تلك الأحياء توجد بها بعض المدارس والحضانات التى تقتصر على التلاميذ الأثيوبيين دون غيرهم. وأكد أحد الإسرائيليين من أصل أثيوبى، ويدعى كيس إياسو بارهانو، فى تصريح خاص للصحيفة الأمريكية، أن الأثيوبيين كانوا يعتقدون أن دخول إسرائيل هو بمثابة الدخول إلى الجنة، إلا أنهم اكتشفوا التمييز الذى تمارسه الحكومة ضدهم بعد ذلك، مؤكدا أن هناك فجوة كبيرة بين كافة أطياف المجتمع الإسرائيلى من ناحية والإسرائيليين الأثيوبيين من ناحية أخرى. وأضاف بارهانو أن معدلات الانتحار والطلاق والعنف فى الأحياء التى تقطنها الجالية الأثيوبية تفوق نظيرتها فى المناطق والأحياء الأخرى فى إسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى تقرير صدر عن الكنيست الإسرائيلى، موضحا أن 30 بالمائة من حالات قتل الأزواج لزوجاتهم قد وقعت فى الأسر الأثيوبية. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو التقى مع قادة الاحتجاجات فى شهر مايو الماضى، واعدا إياهم بالعمل على السعى نحو تحقيق تكامل أسرع بين أبناء الجيل الثانى من أبناء المهاجرين الأثيوبيين وباقى أطياف المجتمع الإسرائيلى. وأضافت أن نتانياهو أمر بزيادة القروض المقدمة للشباب الإسرائيلى ذوى الأصول الأثيوبية المقبلين على الزواج، بالإضافة إلى تخصيص وظائف خدمية ومجتمعية جديدة لهم خلال المرحلة المقبلة، وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلى أن هؤلاء الشباب هم جزء من المجتمع، مؤكداً أنه الحكومة لن تسمح بممارسة أى تمييز ضدهم.