العالم كله يتحرك بسرعة عندما تكون المصالح الغربية على المحك عندما يكون القتلى أوروبيين تصبح الحرب جريمة والاحتلال عدواناً والدفاع حقاً مشروعاً لكن عندما يكون الضحايا فلسطينيين يصبح القتل أرقاماً والاحتلال شرعية حيث تصبح القنابل الأمريكية التي تمزق أجساد الأطفال سلاحاً لحفظ الأمن والاستقرار هذه ليست ازدواجية معايير إنها سياسة ممنهجة لإبقاء الدم العربي بلا ثمن يوم الثلاثاء يجتمع العرب بعد تأخير طويل للحديث عن غزة عن شعب يُذبح أمام أعين العالم بينما واشنطن تتفنن في صناعة الغطاء السياسي والقانوني لهذا التطهير العرقي. امريكا لم تعد مجرد داعم لإسرائيل بل تحولت إلى طرف أصيل في الجريمة تديرها سياسياً وتغذيها عسكرياً وتحميها دبلوماسياً وكأن الدم الفلسطيني أرخص من أن يستحق العدالة. لم تكتفِ أمريكا بتمويل القتل بل تحولت إلى شريك في الجريمة تدفع باتجاه سيناريو التهجير القسري تدعو علناً لمحو غزة من الخريطة لا حديث عن وقف العدوان لا ضغط على إسرائيل لا عقوبات فقط أفكار جهنمية حول نقل الفلسطينيين وكأنهم فائض بشري يجب التخلص منه وفي يوم الخميس تتحرك أوروبا لكنها لا تتحرك من أجل غزة تتحرك من أجل أوكرانيا تُعقد القمة بلا تأخير تُضخ المليارات بلا تردد تُفتح المخازن العسكرية بلا شروط لماذا لأن أوكرانيا تستحق لأن أوكرانيا جزء من مشروعهم الحضاري لأن المعتدي هذه المرة ليس إسرائيل بل روسيا هنا تصبح السيادة مقدسة والحدود خطوطاً حمراء والعدوان لا يُحتمل أما في فلسطين فإسرائيل تملك الحق في الدفاع حتى لو كان دفاعها يعني إبادة شعب بأكمله لكن حتى هذا الدعم الغربي لكييف لم يكن بلا حسابات ولم يكن مجانياً كل شيء في السياسة له ثمن وكل دعم لا بد أن يقابله شيء في المقابل فلا نريد أن نشهد زعيماً عربياً يُعامل في واشنطن كما عومل الرئيس الأوكرانى زيلينسكى حين وجد نفسه في مواجهة الابتزاز السياسي والتلاعب بالمساعدات فقط لأنه لم يدرك قواعد اللعبة الدولية ولم يفهم المتغيرات التي تحكم المصالح الكبرى وسط هذا المشهد المظلم تبرز مصر كخط الدفاع الأخير تتحرك وسط العواصف السياسية وتصمد أمام الضغوط الأمريكية والإسرائيلية تدرك أن غزة ليست مجرد مدينة تحت الحصار بل جدار الدفاع الأخير أمام مخطط يستهدف المنطقة بأكملها ومن يظن أن التهجير سيتوقف عند غزة فهو لم يقرأ التاريخ جيداً ترفض التهجير القسري بكل حزم وتدرك أن القضية ليست غزة فقط بل الأمن القومي العربي كله. مصر التي خاضت حروبها من أجل فلسطين لن تسمح بتمرير هذه الجريمة تحت أي ظرف تفتح أبوابها للجرحى والمساعدات لكنها تغلقها أمام المخططات الأمريكية الإسرائيلية التي تريد تفريغ الأرض من أصحابها بين القمتين سنرى الفرق سنرى كيف يهب العالم لإنقاذ أوكرانيا بكل ثقله بينما يُترك الفلسطينيون وحدهم في مواجهة المجازر سنرى كيف تتحرك أمريكا والأوروبيون عندما تكون الضحية تشبههم وكيف يصمتون صمت القبور عندما يكون القاتل إسرائيلياً والضحية فلسطينية سنرى إن كان العرب هذه المرة سيكسرون حلقة البيانات التقليدية ويفرضون إرادتهم أم أنهم سيكتفون بمراقبة غزة وهي تُمحى من الخريطة كأن الأمر لايعنهيم لقد كتب التاريخ فصولاً كثيرة عن التحديات التى واجهتها الأمه العربيه لكنه لم يغلق صفحاته بعد.. فهل نرى هذه المرة حبراً جديداً يسطر بحروف من قوة وارادة أم أن غزة ستظل تصرخ وحدها في صمت العالم؟