تتوالى المبادرات الرئاسية التي تهتم ببناء الإنسان المصري في ظل استراتيجية واضحة المعالم تشمل كافة المجالات التنموية التي تستهدف نهضة الوطن وإعماره واستكمال مسار الحضارة التي امتدت جذورها منذ فجر التاريخ، وهنا نرصد مدى حرص القيادة السياسية على إحداث تغييرات نوعية وبناء الإنسان المصري صحيًا واجتماعيًا وتعليميًا، وتوطين مفهوم العدالة الاجتماعية والسعي الدؤوب للبناء السليم للإنسان. والاستثمار في رأس المال البشري وفي القلب منه الشباب أيقونة العمل والتنمية مما يسهم قطعًا في تحقيق الرفاهية وجودة الحياة بالمجتمع، وفي هذا الخضم هناك غاية رئيسة تؤديها الدولة بمهارة وتخطيط ودقة متناهية كي تحدث استثمارًا حقيقيًا في الجانبين المادي والبشري؛ حيث من الأهمية بمكان العمل على تأهيل الشباب وتزويدهم بالمهارات والمعارف المطلوبة للتنافسية في الأسواق المحلية والعالمية، وهو أمر بالغ الأهمية يتطلب الإعداد المسبق للشباب باستخدام أحدث التقنيات والوسائل في التعليم والتدريب. ونؤمن بأن التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لا يمكن الوصول إليها دون إحداث تنمية بشرية حقيقة، كما نؤمن بأن الشباب هم عماد أي أمة، ولهم دور حيوي في البناء والتنمية، ويعد التعليم أحد أهم العوامل التي تساعد الشباب على تطوير مهاراتهم وكفاءاتهم من خلال التعليم الجيد والتدريب المهني، لما يمتلكوه من طاقة وأفكار جديدة وروح المبادأة ومهارات ريادة الأعمال مما يؤدي إلى ابتكارات وإسهامات في تطوير مسارات الاقتصاد والتنمية والنهضة فإن استثمار المجتمع في بناء الإنسان وتوفير الفرص المناسبة للشباب هو المفتاح الحقيقي لتحقيق التقدم والازدهار. وفي إطار أهداف مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان يتوجب أن تتبنى المؤسسات التعليمية الوطنية المناهج والمقررات الدراسية التي تركز على اكتساب المهارات النوعية المواكبة لاحتياجات ومتطلبات سوق العمل، وعلى وجه الخصوص المهارات التكنولوجيا والابتكارية والقيادية، ولا مناص عن توفير فرص التدريب والتعليم المستمر للشباب قبل وبعد وأثناء الخدمة من خلال برامج التدريب المهني والتعلم عن بعد وورش العمل التي تركز على تطوير المهارات العملية والتقنية المطلوبة لسوق العمل. ويؤكد مشروع بداية جديدة لبناء الإنسان علي أن من المسارات التي تكسب شبابنا الواعد صاحب العطاء والطاقة والمقدرة والعزيمة اهتمامنا بعقد الشراكات والتعاون المستمر والمثمر بين المؤسسات التعليمية والشركات والمؤسسات الصناعية؛ لتحديد الاحتياجات الفعلية لسوق العمل وتوجيه التعليم والتدريب وفقًا لهذه الاحتياجات، وتشجيع الشباب على اكتساب مهارات ريادة الأعمال من روح المبادرة والاستعداد لتحمل المسئولية، والمخاطرة المحسوبة. ومن ثم يستهدف مشروع بداية جديدة لبناء الإنسان تقديم الدعم اللوجستي والعمل على توفير بيئة داعمة تشجع الشباب المصري على التفكير الابتكاري وتنمية مهارات القيادية وحثهم على المساهمة والمشاركة في الإنجازات ونهضة البلاد لضمان مستقبل مزدهر ومستدام وتحقيق جودة الحياة التي يرنوا لها الجميع والرفاهية للدولة والمجتمع ولمستقبلهم المشرق. ومن المعلوم بالضرورة أن نهضة الدول ونماء مجالاتها وقطاعتها ومؤسساتها يقوم على عاتق العنصر البشري في المقام الأول، ومن ثم فقد أكدت القيادة السياسية الرشيدة بالدولة المصرية على أنه يصعب تلبية احتياجات مؤسساتنا الوطنية من قوى بشرية لا تمتلك الكفاءة التي تحقق لها الميزة التنافسية في السوق المحلي والعالمي، وأن السبيل الوحيد لهذا الأمر هو الإعداد المسبق وفق أحدث التقنيات لجيل من الشباب يتحمل المسئولية ويشارك بقوة في دفع عجلة التقدم والنهضة بالبلاد. وفي العديد من المحافل والخطابات الرسمية واللقاءات أشار فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى ضرورة الاهتمام بالتعليم والتدريب للافراد، وفق سياسات وبرامج اقتصادية؛ حيث أكد سيادته عليها وحث علي تحقيقها بكل قوة وعزم، لتصبح مرتكزًا رئيسًا وأساسًا لتنمية قدرات الفرد ليصير صاحب مهارة وكفاءة عالية في تخصصه يؤدي عمله بكل تفاني ورضا وجدية واقدام واتقان، ومن ثم يستطيع أن يوجد لنفسه فرص عمل متعددة على المستوى المحلي والدولي بما يمتلكه من مهارات، وهنا يمكننا القول بأن الإتقان من منطلق تحمل المسئولية في العمل أصبح وسيلة رئيسة للتوظيف، بل ولنجاح المشروعات الكبيرة منها والصغيرة. إن مشروع بداية جديدة لبناء الإنسان يؤكد في نفوسنا أن الاستثمار في رأس المال البشري وخاصة الشباب المصري لهو السبيل والطريق الأوحد للتقدم والازدهار، ومن ثم يتوجب أن نؤكد بشدة على الالتزام بمواثيق العمل ومعاييره؛ حيث يصعب بحال أن نطالب بزيادة في المرتبات والمكافأت بدون عطاء يرتبط بالإتقان والجودة وزيادة الإنتاجية؛ فحدود التنمية محسوبة بحجم الإنتاج ومدى مناسبته وتلبيته لسوق العمل على المستويين الداخلي والخارجي؛ لذا يجب أن يراجع الفرد نفسه ويقيم أدائه وفق معطيات المدخلات والمخرجات، وفي إطار مستوى الأداء الذي تحكمه درجة الإتقان والجودة. ووملامح نجاح مشروع بداية جديدة لبناء الإنسان يؤكدها ما لدينا من قيم في صورتها العقدية والمجتمعية التي تحثنا على العمل عند مستوى الإتقان زالجودة وتحقيق التنافسية؛ إذ أن الإخلاص في العمل من أسباب النجاح ورفع البلاء واستجابة الدعاء وأداء الأمانة التي كلفنا الله بها، وإحداث نوع من التوازن بين ما نطلبه وما نؤديه، ولندرك دومًا بأن جهد الوصول لمرحلة الاتقان في العمل لها أجر ومثوبة في الدارين. ومما لا شك فيه أن التمسك بالقيم الصحيحة يعد استثمارا في المستقبل، حيث تعزز من قدرة الشباب والأجيال القادمة على مواجهة التحديات وتحقيق التقدم والالتزام ببناء مجتمع أفضل، ويعتبر هذا الالتزام هو الأساس الذي يُمكن أن يُبنى عليه نجاح الأفراد والمجتمعات على حد سواء حيث يلتزمون بالقيم ويحققون نجاحات شخصية ومهنية، مما يدعم ويقوي من ثقتهم بأنفسهم ويحفزهم على الاستمرار في التقدم والازدهار والتفرد؛ فعندما يتبنى الأفراد هذه القيم، فإنهم يُسهمون في بناء مجتمع قوي ومتماسك ومتقدم يتطلع للريادة والتنافسية، حيث يساهم كل فرد في الارتقاء بالمستوى العام؛ فالالتزام بهذه القيم يشكل أساسًا قويًا لتحقيق النجاح الشخصي والمجتمعي. ونؤكد أن الاستثمار في رأس المال البشري والاهتمام ببناء الانسان يُعتبر من أهم ركائز التنمية المستدامة، حيث يتيح بناء مجتمع قوي ومتماسك ومترابط، ولاهمية ذلك تتضمن المبادرات الرئاسية المتعددة تالاهتمام بتطوير التعليم، وتحسين الخدمات الصحية، وتعزيز التماسك الاجتماعي؛ فبناء إنسان متعلم واعي مسؤول يساهم في دفع عجلة التنمية والنهضة والاعمار واستقرار المجتمع، ويتحقق ذلك من خلال دعم التعليم المستمر والموجه ذاتياً والتشجيع علي ريادة الأعمال وتحفيز الشباب على الابتكار، وهذا يتطلب تكاتف جميع الجهود والجهات المعنية والمجتمع مع جهود ومبادارت الدولة المختلفة؛ لتحقيق الأهداف المنشودة وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، كما إن الوصول إلى مرحلة الإتقان والجودة والريادة وتحقيق التنافسية في العمل ليس مجرد هدف، بل هو رحلة تتطلب الالتزام والمثابرة؛ لذا يجب أن ندرك أن كل جهد نُبذله يُسهم في بناء مجتمع قوي ومزدهر... حفظ الله بلادنا وقيادتنا السياسية وأبنائنا وشبابنا.