استشهاد 4 فلسطينين وإصابة آخرين في هجوم على مخيم للنازحين بغزة    ناقد رياضي: لا بد من مشاركة شحاتة أساسيا مع الزمالك.. وأخشى من تسجيل نهضة بركان لهدف    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    الأرصاد: اليوم طقس حار نهارا معتدل ليلا والعظمى بالقاهرة 35    بسبب زيادة حوادث الطرق.. الأبرياء يدفعون ثمن جرائم جنون السرعة    كندا تفرض عقوبات على مستوطنين إسرائيليين بسبب انتهاكات    النمسا تتوعد بمكافحة الفساد ومنع إساءة استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي    سعر الفراخ البيضاء.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية الجمعة 17 مايو 2024    صلاح: هذا هو تشكيل الزمالك المثالي أمام نهضة بركان    بركات: الأهلي أفضل فنيا من الترجي.. والخطيب أسطورة    وقوع زلازل عنيفة بدءا من اليوم: تستمر حتى 23 مايو    الاستخبارات العسكرية الروسية: الناتو قدم لأوكرانيا 800 دبابة وأكثر من 30 ألف مسيرة    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    لبلبة: عادل إمام أحلى إنسان في حياتي (فيديو)    كيفية معالجة الشجار بين الاطفال بحكمة    أضرار السكريات،على الأطفال    شبانة يهاجم اتحاد الكرة: «بيستغفلنا وعايز يدي الدوري ل بيراميدز»    الذكاء الاصطناعى.. ثورة تكنولوجية في أيدى المجرمين الجدد    بعد قفزة مفاجئة.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالصاغة    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    الاحتلال يواصل إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم (فيديو)    من أجل بطاقة السوبر.. ماذا يحتاج برشلونة لضمان وصافة الدوري الإسباني؟    «مش هيقدر يعمل أكتر من كدة».. كيف علّقت إلهام شاهين على اعتزال عادل إمام ؟    يوسف زيدان يفجر مفاجأة بشأن "تكوين": هناك خلافات بين الأعضاء    ملف يلا كورة.. موقف شيكابالا من النهائي.. رسائل الأهلي.. وشكاوى ضد الحكام    يوسف زيدان يهاجم داعية يروج لزواج القاصرات باسم الدين: «عايزنها ظلمة»    تحرك جديد.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    فصائل عراقية تعلن استهدف موقع إسرائيلي حيوي في إيلات بواسطة الطيران المسير    محافظ جنوب سيناء ووزيرة البيئة يوقعان بروتوكول أعمال تطوير مدخل منطقة أبو جالوم بنويبع    بعد اختفائه 12 يومًا.. العثور على جثة الطفل أدهم في بالوعة صرف بالإسكندرية    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» .. موضوع خطبة اليوم الجمعة    محافظ الغربية: تقديم الخدمات الطبية اللائقة للمرضى في مستشفيات المحافظة    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    ماذا قالت نهاد أبو القمصان عن واقعة فتاة التجمع وسائق أوبر ؟    قوات الإنقاذ تنتشل جثة مواطن سقط في مياه البحر بالإسكندرية    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    الدراسة بجامعة القاهرة والشهادة من هامبورج.. تفاصيل ماجستير القانون والاقتصاد بالمنطقة العربية    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    المظهر العصري والأناقة.. هل جرَّبت سيارة hyundai elantra 2024 1.6L Smart Plus؟    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    عاجل - واشنطن: مقترح القمة العربية قد يضر بجهود هزيمة حماس    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    براميل متفجرة.. صحفية فلسطينية تكشف جرائم إسرائيل في غزة    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الجمعة 17 مايو 2024    بعد عرضه في «كان» السينمائي.. ردود فعل متباينة لفيلم «Megalopolis»    بنده السعودية.. أحدث عروض الهواتف المحمولة حتى 21 مايو 2024    كاميرا ممتازة وتصميم جذاب.. Oppo Find X7 Ultra    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    لا عملتها ولا بحبها ولن نقترب من الفكر الديني.. يوسف زيدان يكشف سر رفضه «مناظرة بحيري ورشدي»    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا.. حكايات الحب وزغاريد الأفراح تتحدى القصف على غزة.. محمد وياسمين أشهر عروسين يعلنان زواجهما داخل مدرسة لإيواء اللاجئين.. والعريس ل"اليوم السابع": ثابتون على أرضنا ولن نرحل
نشر في اليوم السابع يوم 20 - 01 - 2024

نحب ونتزوج وننجب ونعيد بناء الحياة.. زواج الفلسطينيين فى مخيمات الإيواء وتحت أزيز الطائرات والصواريخ
الشاب شادى أبوعبيدة: تزوجت فى الهدنة الإنسانية وأبنائى سيستعيدون أرض فلسطين كاملة
العدوان يحرم أسماء الفلسطينية من الزواج بحبيبها المصرى.. والحبيبة تؤكد: سنتزوج وأعلم أولادنا حب مصر وفلسطين
يوسف السقا ماتت حبيبته وظل حبه باقيا ببعض الصور والذكريات
الشاب الفلسطينى أسامة جربوع: مكالمة خطيبتى أنقذت حياتى.. وتزوجنا داخل فصل للنازحين
مأذون شرعى فلسطينى ل«اليوم السابع»: إغلاق المحاكم الشرعية ونزوح القضاة يصعب مهمة توثيق عقود الزواج

«نحن نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا.. نرقص بين شهيدين نرفع مئذنة للبنفسج بينهما أو نخيلا»، فى ثمانينيات القرن الماضى، كتب الشاعر الفلسطينى الكبير محمود درويش هذه الأبيات الشعرية العظيمة، ليلخص بهذه الكلمات ما يحدث حاليا على أرض فلسطين الطاهرة الصامدة الآبية رغم احتدام العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة.
هذه هى الحياة نبكى اليوم، ونرقص غدا، تارة نضحك، وأخرى نبكى، هذا هو منطق الحياة!
فى غزة، اليوم ومنذ أكثر من مائة، تطحن الحرب الأخضر واليابس، إلا أنها أبدا لن تقضى على الحب والأمل، فأهلها يؤمنون بأنهم سينتصرون، يدفنون شهدائهم ولكنهم يحبون الحياة، يحافظون على كل ما يرسيها ويبقيها، فالزواج قائم، والنسل مستمر، والحياة سنعيشها ونقتنص منها الفرح مهما طغت الأحزان، هذا هو مبدأ الفلسطينى الحر، فرغم العدوان المستمر على غزة، وفى خطوة تحمل رسالة وأمل، حرص عدد كبير من الشبان الفلسطينيين على الزواج فى مدارس الإيواء ومناطق النزوح، ما يؤكد تمسك الفلسطينى بأرضه وحرصه على استمرار نسله بإنجاب أجيال جديدة تحمل راية فلسطين على الأرض الطيبة.

زغاريد فى سماء غزة وتحت القصف
حكايات وقصص عن «الحب والحرب» من قطاع غزة، غالبيتها تحمل طابع الحزن والأسى والانكسار، إلا أنه ورغم الظلمة التى يعيشها القطاع يبقى فى نهاية النفق «ضوء أبيض» ينبئ بفرحة ورغبة من الفلسطيني فى الانتصار على الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بالصمود والثبات على الأرض وزرع بذرة جديدة من «جيل جديد مقاوم» قادر على تحرير الأرض والعرض من المحتلين.

حالات زواج عدة فى مخيمات الإيواء والنزوح توثقها «اليوم السابع»، تحدثنا إلى عدد من الشبان حول أسباب تمسكهم بالزواج فى ظل الحرب المستعرة على غزة وأحلامهم وطموحاتهم المستقبلية.

محمد وياسمين، زغاريد تحت القصف، زواج فى «الفصل».
قصة زواج الشاب الفلسطينى محمد عبدالعال من ابنة عمه ياسمين فى مدرسة تأوى النازحين فى مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، أشعلت وسائل التواصل الاجتماعى بعد تداول صور «الإشهار» بشكل واسع، ما يؤكد تمسك أبناء الشعب الفلسطينى بالأمل والحياة رغم القتل والإبادة الجماعية التى يتعرضون لها ليل نهار منذ السابع من أكتوبر الماضى.
يقول العريس محمد مدحت عبدالعال، ل«اليوم السابع» إنه نزح من وسط غزة إلى مدينة رفح جنوب القطاع مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية والقصف العنيف، موضحا أن منزل الأسرة تم قصفه فى بداية الحرب ما دفعهم للنزوح إلى مستشفى الشفاء الطبى، ظنا منهم أنها ستكون آمنة ولن تتعرض لأى قصف ومع استهداف الطائرات الإسرائيلية للمستشفى وكل المبانى المحيطة بها، اتجهوا إلى وادى غزة وتحديدا لمدرسة إيواء دير ياسين جنوب غزة.
وأشار «عبدالعال» إلى أنه كان هناك اتفاق بينه وبين زوجته - قبل الحرب - بالسفر لأداء فريضة العمرة بدلا من إقامة حفل زفاف، إلا أن حلمه هو وزوجته لم يتحقق، فقد تم تدمير منزل الزوجية واندلاع الحرب التى منعتهم من السفر لأداء العمرة، مضيفا: «لم يتحقق حلمى بالزواج مثل أى شاب، قررت الزواج فى هذه المدرسة لأنه لم يبقى لنا منزل ولا نعلم موعد عودتنا إلى مناطقنا التى نزحنا منها».
العريس محمد عبد العال وعروسه ياسمين

تحدث الشاب الفلسطينى عن الألم الكبير الذى أصابهم نتيجة نزوحهم من منزلهم بعد تدميره فى وسط غزة، بالإضافة لارتقاء عدد كبير من الشهداء فى أسرته وأسرة العروس إلا أنهم تمسكوا بالزواج فى غزة، وتابع قائلا فى نبرة تحد: «مهما حدث معنا لن نترك أرضنا وصامدون ولن نرحل منها أبدا».
العروس «ياسمين» وهى ابنة عم محمد عبدالعال، تحدثت عن تفاصيل الزواج فى مدرسة إيواء للنازحين فى رفح الفلسطينية، مؤكدة أنها كانت تحلم بالزواج مثل أى فتاة ولم تتخيل أبدا أن تتزوج فى مدرسة للإيواء، مضيفة فى نبرة حزن وانكسار: «كسروا فرحتى ولم أحقق حلمى بالزواج مثل أى فتاة أخرى».
وأوضحت «ياسمين» أن لديها العديد من الأحلام والخطط التى وضعتها لحفل الزفاف ومنها السفر لأداء العمرة إلا أنها لم تتحقق بسبب الحرب، وتابعت الحديث بكلمات مقتضبة: «أنا أول فرحة لأهلى لأنى الأكبر وللأسف دمروا كل شىء ولم يتبقّ لنا أى شىء.. من فضلكم أوقفوا هذه الحرب المستمرة على غزة».
أسرة العريس محمد عبد العال تحتفي بزفافه
بدورها، أكدت الإعلامية الفلسطينية فى قطاع غزة هنا عليوة، أن الشعب الفلسطينى متمسك بالحياة وثابت على أرضه ولن يتخلى عنها أبدا، موضحة أنها رصدت ثلاث حالات زواج فى رفح، وهو ما يفسر رسالة الفلسطينيين بأنهم متشبثين بأرضهم وتفاؤلهم.
ولفتت إلى بعض تفاصيل زواج محمد وياسمين، والذى تم بعد موافقة كبار العائلة على عقد القران حيث تمت خطبتهم قبل اندلاع الحرب على غزة، موضحة أنهم أقاموا الزفاف داخل «فصل» مدرسى، وبشكل بسيط، نظرا لأن عددا كبيرا من الأسر النازحة فى المدرسة فى حالة حزن شديد لأن عددا كبيرا منهم فقدوا أحباءهم وأقاربهم، مضيفا: «حصلوا على إذن من إدارة المدرسة والأسر النازحة للإشهار.. وتم تبديل الدبل فى أجواء هادئة وقدم عدد من المواطنين وجبات للاحتفاء بهم».
غرفة نوم داخل فصل بإحدى المدارس للعريس محمد وعروسه ياسمين

وعن اللحظات الأخيرة قبل الزفاف، أضافت الإعلامية الفلسطينية: «العرسان تمكنوا من توفير عدد 2 مرتبة لوضعهما فى غرفة كانت عبارة عن مخزن فى المدرسة، الحضور كان للأهل فقط بحضور بعض الأطفال».

نحب.. نتزوج.. ننجب.. نعيد بناء الحياة
«متمسك بأرضى ووطنى فلسطين ولا مكان لنا سوى أرضنا التى لن نتركها أبدا»، هكذا تحدث المواطن الفلسطينى «سعود . ع»، عن الآثار النفسية والمعنوية التى تعرض لها وخطيبته بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، مؤكدا أن حلم كل شاب وفتاة إقامة حفل زفاف بحضور الأهل والأحباب، إلا أن الظروف الحالية حرمت زوجته من ارتداء الفستان الأبيض كأى عروس.
وأوضح أنه تزوج من خطيبته «عبير» فى قلب مدينة غزة فى السابع من يناير الجارى على تمام الساعة 12 ظهرا، ونزحوا إلى قطاع غزة، مؤكدا أن شعور أسرتهما كان مضطربا ومشوشا، نتيجة ما يحدث فى غزة، خاصة فى ظل صعوبة التواصل بسبب انقطاع الاتصالات والإنترنت لأيام طويلة.
وأكد أن سكان غزة باقون على أرضهم ولن يستغنوا عنها وسيتزوجون وينجبون أطفال ليعيشوا على الأرض فى سلام كباقى شعوب العالم، مطالبا بضرورة توفير حياة كريمة، من حيث التعليم والصحة والمياه والكهرباء وحرية التنقل بين دول العالم مثل كل الشعوب الأخرى دون تفرقة.
يضيف المواطن الفلسطينى فى نبرة تحد: «سأحكى لأولادى فى المستقبل عن همجة الاحتلال الإسرائيلى، ودفاعنا عن أراضينا المحتلة وكذلك صبرنا وصمودنا وانتصارنا على المحتل رغم الظروف القاسية، وكيف تزوجت أنا والدتهم، وإتمام الزفاف فى قلب مدينة غزة مع وجود الاحتلال الهمجى الذى لا يفرق بين كبير وصغير».

«أبوعبيدة» .. حب صامد على أرض فلسطين
قصص وحكايات قاسية عاشها سكان قطاع غزة خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر الماضى، إلا أن هذه الأهوال التى عاشوها لم تكسر عزيمتهم، ويتمسك الشعب الفلسطينى خاصة سكان قطاع غزة بأرضهم ويرفضون أى محاولات لتهجيرهم قسريا بواسطة الجيش الإسرائيلى.
يقول شادى أبوعبيدة وهو شاب فلسطينى من شمال غزة، إن الشعب الفلسطينى له طموحات وأحلام يتطلع إليها، رغم الحياة الصعبة والحصار المستمرة على مدار 17 عاما، مشيرا إلى أنه كان واحدا ممن يحاولون صنع الأمل بيديه رغم المشهد القاسى فى غزة، وأن تكون شريكة حياته التى اختارها لتكون زوجته إلى جانبه لتحقيق الأحلام والطموحات لبناء أسرة سعيدة، وتربية الأبناء على طاعة الله والتمسك بأرضنا والتشبث بقضية فلسطين، ونزرع حب القدس فى قلوبهم.
أوضح الشاب «أبوعبيدة» فى تصريحاته ل«اليوم السابع» أنه بعد أن تلاءمت الأفكار وترابطت القلوب تمت الخطوبة، معبرا عن ساعدته بأنه عاش أجمل الأيام مع شريكة حياته حيث عملا على رسم طريق المستقبل، لافتا إلى أنهما كانا يستعدان لحفل الزفاف وتم تحديد المواعيد والانتهاء من تجهيزات «عش الزوجية» بعد معاناة طويلة من أجل تحقيق حلم بسيط ملىء بالأمل والطموح، وفى ظل هذه الأجواء دقت طبول الحرب الغاشمة، وكانت المقاومة الفلسطينية المدافع عن أرضها وقدسها مسرى نبيها، على حد قوله.
وأوضح أنه مع اندلاع العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة ألقت الطائرات الحربية حممها على المدنيين العزل وقتلت الأطفال والنساء والشيوخ، معربا عن أسفه لفقدان الاتصال بالأهل والأحباب بعد مرور أسبوعين على الحرب التى اندلعت فى 7 أكتوبر الماضى، فى ظل محاولات إسرائيلية لتهجير سكان غزة من خلال التضييق على السكان وقصفهم بشكل مستمر.
يضيف أبو عبيدة: حانت اللحظة المنتظرة، وجاء موعد الزفاف المقرر فى أواخر شهر أكتوبر 2023، وكانت الظروف لا تسمح للزواج بسبب القصف المستمر والمجازر المروعة، ما دفعنا لتأجيل مراسم الزفاف حتى نوفمبر 2023 لعل الحرب تتوقف وتتحسن الأمور وتنتهى هذه الحرب الإجرامية، وبعد أن مرت الأيام بقساوتها كانت هناك حديث عن هدنة وكنا آملين بأن يتوقف العدوان، تحدثنا مع أهلنا بأننا سنكمل مراسم زفافنا وسنتحدى الواقع المؤلم، وإظهار الفرح باعتباره أولى من إظهار الحزن ونرسل رسالة تحد بأننا باقون ومستمرون ونسلنا سيستمر، فكانت الموافقة من الأهل وتمت مراسم الزفاف بعد التواصل إلى هدنة إنسانية، لكن الزفاف لم يكن كهيئته التى لطالما اعتدنا أن نفرح مع الأقارب والجيران ولمة الأحباب، الظروف أجبرتنا على ذلك، فتزوجنا بشقتنا التى كنا قد أنهينا تجهيزها قبل الحرب.
أكد الشاب الفلسطينى أن الاحتلال الإسرائيلى قصف شقة الزوجية وتبددت كل الذكريات الجميلة فى «لمح البصر»، مضيفا: لحسن تقدير الله عز وجل تم انتشالنا من تحت الأنقاض، ومن كثرة الشهداء بجانبنا إلا أننا ما زلنا على قيد الحياة، تشردنا بعد قصف المنزل وانتقلت رفقة زوجتى وأهلى إلى مدارس الإيواء، وتابع الشاب فى حديث يكسوه الحزن: «عشنا ما عاشه أجدادنا فى نكبة 1948 من تشريد وهجرة وقلة غذاء ودواء، وبين هذا وذاك اخترنا أن نكون صامدين، متمسكين بأرضنا وأرض أجدادنا، لن نقبل الهجرة التى تحدثوا عنها بتركنا لأرضنا، ولو عشنا بقية حياتنا فى خيمة صغيرة، فسنتحدى الواقع ونكافح من أجل حفاظنا على أرضنا وتمسكنا فيها.
وأشار الشاب الفلسطينى إلى حرصه الشديد على بناء أسرة فلسطينية متماسكة وأن ينجب أبناء يروى لهم ما حدث مع سكان غزة وصمودنا على أرضنا المحتلة، واختتم حديثه بالقول: إسرائيل كانت تقول بأن الكبار يموتون والصغار سينسون، ولكن نحن نقول بأن الكبار يستشهدون فى سبيل الدفاع عن أرضهم، والصغار سيستعيدون حقوق أجدادهم وأباءهم ومنها فلسطين كاملة ولا تفريط بأى شبر من أرضها .. ويوما ما سنرى فجر الحرية، وستشرق شمس بلادى وهى محررة كاملة من أيدى المحتلين.
محمد وياسمين في مدرسة للإيواء برفح

يوسف السقا.. حبه باق رغم موت الحبيبة
«استشهدت حبيبتى وأملى وروح قلبى ناريمان برصاص قناص إسرائيلى بعد 17 يوما من العدوان الإسرائيلى على غزة، خلال نزوحنا من منازلنا إلى المناطق التى زعم الاحتلال أنها آمنة فى جنوب غزة، تزوجت وعمرى 30 عاما وكان حفل الزفاف قبل الحرب بعدة أشهر، حفل زفافى كان جميلا جدا وكنت أحلم بمستقبل أفضل لأولاى، مع استشهاد زوجتى وحبيبتى تأثرت نفسيا بشكل كبير، وأسال الله أن تكون الشهيدة الحبيبة شفيعة لى يوم القيامة»، بهذه الكلمات القاسية الحزينة تحدث المواطن الفلسطينى يوسف السقا ل«اليوم السابع» موضحا المعاناة التى عاشتها أسرته مع اندلاع العدوان الإسرائيلى على غزة.
يوسف السقا وحياة سعيدة قبل العدوان
يتحدث الشاب الفلسطينى بحسرة عن قصف الاحتلال الإسرائيلى لمسكن الزوجية الذى وصفه ب«الجنة» التى كان يعيش فيها هو وزوجته قبل استشهادها، مضيفا: حلمت أنى أعيش حياة جميلة كريمة بعيدا عن الحروب .. سأقول لأولادى بالمستقبل أن غزة صمدت أمام حرب شعواء دمرت الأخضر واليابس».
ثلاجة منزل يوسف السقا قبل تدمير إسرائيل لمنزله
ويشير إلى أن سكان غزة جميعهم صامدون وصابرون وثابتون على أرضهم، واصفا زوجته ب«الملاك البرىء» الذى تم اغتياله حيث كانت تعمل مدرسة وموظفة لدى «الأونروا» وكان حلمها حياة مستقرة وآمنة بعيدا عن الحروب والصراعات.
منزل يوسف السقا بعد تدميره
وأرسل المواطن الفلسطينى مقاطع مصورة ل«اليوم السابع» توثق حالة منزله قبل الزواج وبعد الحرب الإسرائيلية حيث طال الدمار والخراب الحى الذى يسكن فيه وتحولت ذكرياته الجميلة إلى أطلال، إلا أنه متمسك ببعض الصور التى توثق الحياة السعيدة التى كان يعيشها من زوجته قبل استشهادها فى الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة، مضيفا: تخيل أن منزل الزوجية كان جاهزا ولم أسدد حتى اللحظة ديونى فقد صرفت كل ما أملك لأتزوج وكله راح فى «غمضة عين» وأطالب الجميع بمساعدتى لأنى لا أملك أى شىء لأعود كما كنت.

أسامة جربوع.. أنقذت خطيبته حياته ب«مكالمة»
«كنت أتوجه للنوم فى غرفتى وفجأة وصلنى اتصال من خطيبتى وطلبت منى التوجه إلى منزلهم للسهر مع أسرتها وشددت على ضرورة أن أحضر.. توجهت إلى منزلهم وأصرت أسرتها على المبيت معهم هذه الليلة وعلى تمام الثامنة صباحا تم قصف منزلى.. لولا قدر الله لكنت من بين الشهداء الآن»، يصف الشاب الفلسطينى أسامة جربوع اللحظات الأخيرة فى مكالمته مع خطيبته التى كانت سببا فى إنقاذ حياته.
يقول الشاب الفلسطينى أسامة جربوع، إنه تخرج فى جامعة الأقصى قسم التربية الرياضية وتمكن من العمل بشكل حر وتوفير نفقاته الشخصية، وحرصه الشديد على توفير مسكن للزوجية كى يرتبط بالإنسانة التى أحبها وهو ما حدث خلال الأشهر الماضية، مؤكدا أنهم حددوا حفل الزفاف يوم 10 أكتوبر الماضى وحرص على توزيع «كروت الدعوة للفرح» إلى كافة الأقارب والأصدقاء يوم 6 أكتوبر الماضى وكان فى منتهى السعادة لتحقيق حلمه، وأضاف قائلا: لم أتمكن من توزيع كافة كروت الفرح وذهبت إلى المنزل لاستكمال توزيعها يوم 7 أكتوبر الماضى لكننا استيقظنا حينها على صوت صواريخ معلنة اندلاع الحرب».
وأوضح الشاب الفلسطينى أنه أيقن صعوبة إقامة حفل الزفاف لأن الحرب فى غزة لا تفرق بين مدنى أو عسكرى وتستهدف الجميع بشكل عشوائى، وتابع بالقول: كنا نظن أن الحرب ستقف فى غضون أسبوعين على الأكثر ولم نتوقع أن نصل إلى هذه المرحلة من الحرب، تدمرنا نفسيا وكل يوم نفقد عزيزا، ولا أحد يأمن على حياته، لأنه الجميع معرض للموت الذى يحيط بنا من كل مكان، على حد قوله.
ينتقل أسامة للحديث عن الشهداء الذين فقدوهم خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة، مؤكدا فقدان شقيق العروس فى قصف إسرائيلى، وكذلك جيران وأصدقاء ارتقوا فى الحرب، وأضاف «رغم فقداننا لكل شىء جميل فى غزة إلا أنى قررت وخطيبتى الزواج مهما كانت الظروف، جهزت حالى وتزوجنا بدون أى مراسم للزواج مجرد إشهار فقط، قبل أيام قصف الاحتلال الاسرائيلى منزلى وضاع حلمى وتعب سنين حيث فقدت كل شىء وتضرر أيضا منزل الجيران، نجا أشقائى وأطفالهم من تحت الأنقاض وتعرضوا لإصابات وتم تسجيل حالتين فى وضع خطر وتم تحويلهما للمستشفى الأوروبى كان أحدهما أخى الذى تحسن بشكل كبير وزوجته التى تم تحويلها لمصر بسبب حالتها الحرجة وهى تتحسن تدريجيا».
يقول الشاب الفلسطينى فى نبرة حزن وآسى: «آااه .. قلوبنا موجوعة وصعب علينا نسيان ما حدث معنا خلال الحرب بسبب من فقدناهم»، مؤكدا أنه توجه للسكن مع شقيقه الأصغر لكن نظرا لعدم وجود مكان متاح لأنه كان يأوى فى منزله عددا كبيرا من النازحين توجه لمنزل شقيقه الثانى، مضيفا: خلال حديثى مع زوجة عمى التى كانت توجد عنده نصحتنى بالتوجه إلى الروضة والحصول على أحد الفصول كى أتزوج بداخله، عجبتنى الفكرة وعلمت سريعا على توفير بعض الاحتياجات منها مستلزمات غرفة النوم وتزوجت فى السادس من يناير الجارى».
فى ختام حديثه، أكد الشاب الفلسطينى أنه كان يحلم بأن يتزوج فى منزل مستقل هو زوجته كى يكون مرتاحا وأن يشاركه الجميع فرحته كما شارك هو فى أفراح أصدقاءه، وتابع بالقول: كان نفسى أحقق لخطيبتى كل شىء تتمناه لكن الحمد لله وقدر الله وما شاء فعل وأنا راضى بنصيبى.
«أسماء»: سأتزوج مصرى.. وسأعلم أولادنا حب مصر وفلسطين
«أنا فلسطينية من مدينة غزة، أبلغ من العمر 30 سنة، وحلمى مثل أى فتاة هو الزواج من شريك حياتى، وأن نكمل حياتنا معا، سافرت من غزة إلى مصر يوم 3 أكتوبر الماضى، أى قبل عملية طوفان الأقصى بخمسة أيام، كنت أحلم ببدء إجراءات عقد قرانى فى القاهرة، مع شريك حياتى، وهو مصرى الجنسية، لكن واجهت بعض التحديات التى منعتنى من استكمال الأوراق اللازمة للزواج والتى تستلزم السفر إلى غزة مجددا، الحرب وقفت فى طريقى ومنعتنى أكمل فرحتى، خاصة أن إقامتى انتهت فى مصر وشرط من شروط الزواج هى وجود إقامة لا تقل مدتها عن ثلاثة أشهر»، بهذه الكلمات الحزينة اللاهثة تحدثت الفلسطينية أسماء عبدالهادى عن التأثيرات النفسية والمعنوية التى تعرضت لها نتيجة الحرب على غزة.
وأكدت الفتاة الفلسطينية أنها على مدار شهر كامل من الإجراءات فى المحاكم والدوائر الحكومية لم تتمكن من إنجاز كل الأوراق بسبب الحرب على غزة، مشيرة إلى أن العدوان يحول بينها وبين فرحتها التى تستلزم توثيق الزواج الذى يستدعى عودتها للقطاع لإنجاز بعض الأوراق، مضيفة فى نبرة حزن وانكسار: «استسلمت للواقع وقررت الانتظار لما بعد الحرب وأقوم بتكرار الإجراءات التى شارفت عن الانتهاء منها من نقطة الصفر».
وتابعت بالقول: «رغم كل الظروف القاسية التى عشتها دفعتنى إلى تحدى كل شىء ولن أقبل بأن يحدد الاحتلال حياتى بالعكس أنا متمسكة بحلمى وبالرجل الذى اخترته رغم التعب والمعاناة، عندى أمل تنتهى الحرب يوما ما وأعيش فرحة زفاف التى أحلم بها دوما ليعوضنى ربى الأذى النفسى والضغوطات التى عشتها، سأتزوج وأنجب أطفالا أزرع فيهم حب مصر وفلسطين وسأروى لهم كيف كانت غزة شوكة فى حلق الأعداء، هى مدينة صغيرة لكنها علمت العالم دروس بالصمود والتحدى.

مصاعب أمام توثيق عقود الزواج
تحدثت «اليوم السابع» هاتفيا مع مأذون شرعى فى قطاع غزة - رفض الإفصاح عن هويته - عن عدد الحالات التى حرصت على كتابة «عقود الزواج» من سكان غزة خلال فترة الحرب، حيث أكد صعوبة توثيق أيا من العقود بسبب تهجير المواطنين وقطع الاتصالات بين السكان وهدم المحاكم، مضيفا: توقفت عقود الزواج لعدم وجود اتصالات وإغلاق المحاكم الشرعية وجميع الدوائر الحكومية، وكذلك نزوح القضاة والموظفين إلى أماكن متفرقة وصعوبة التواصل بينهم وبين المواطنين الفلسطينيين.. كل هذا أدى الى توقف حالات الزواج خلال فترة الحرب واقتصر الأمر على الاشهار فقط».
احتفاء بزفاف محمد وياسمين

احتفاء بزفاف محمد وياسمين في مدرسة للنازحين جنوب غزة

يوسف السقا وزوجته في حياة سعيدة قبل الحرب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.