«غزة لا تعرف المستحيل.. ومن رحم المعاناة تولد الفرحة».. عبارات يطبقها كل يوم أهالي غزة، وفي القلب منهم محمد عبدالعال الشاب الفلسطيني وعروسه ياسمين، اللذان قررا الزواج رغم تحديات الظروف الصعبة التي يعيشانها مع أهليهم في القطاع الذي يتعرض لعدوان غاشم منذ أكثر من 3 شهور. داخل أحد مراكز الإيواء للنازحين في رفح مساء السبت الماضى، ووسط تجمع العشرات من النازحين، انطلقت زغاريد السيدات يشدين بالأغانى الفلكلورية لتعلو أصواتهن فوق القصف الإسرائيلي الذي لم يتوقف لحظة واحدة. لم يمنع الحزن الذي خيم على مركز الإيواء بدير ياسين في رفح، محمد أن يسرق لحظات من الفرحة ويتزوج ياسمين الفتاة العشرينية التي لم تطل بالفستان الأبيض، جمعتهما قصة حب طويلة، وقرر المصور الصحفي عبود السيد توثيق اللحظات السعيدة للعروسين، وقال في تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»: «على أصوات القنابل والقصف المستمر استطاع محمد وياسمين الزواج بدون منزل أو تجهيزات الزواج حسب العادات والتقاليد في غزة، وعلى الرغم من حلم ياسمين بارتداء الفستان الأبيض والعيش في منزلهم الذي طالما حلموا به منذ خطبتهم والاستعداد للزفاف ولكن دائما ما تأتي السفن بما لا نشتهيه». وتابع عبود :«حرص عدد كبير من النازحين على حضور العرس رغم أنهم لا تجمعهم صلة قرابة بالعروسين، ولكن حتى نوجه رسالة للاحتلال الإسرائيلي أننا صامدون للنهاية ولا نخشى الموت في أي لحظة» . وأوضح المصور الفلسطينى أن العروسين محمد وياسمين أقرباء تمت خطبتهما منذ فترة قبل الحرب وبدآ على الفور في تجهيز منزلهم الذي لم يكتمل بسبب الحرب على غزة في 7 أكتوبر الماضى، وأنهما قررا الزواج حينما وجدوا الحرب مستمرة ولا تتوقف، وكانوا يريدون إقامة الفرح فأخبروا الأهل والنازحين داخل المدرسة، وجميعهم تقبلوا طلبهم بل وقاموا بتشجيعهم على قرارهم هذا، وقاموا بتجهيز غرفة نوم كانت عبارة عن مطبخ داخل معمل بالمدرسة . وأضاف المصور عبود أنه حينما علم بوجود حفل زفاف داخل مدرسة دير ياسين برفح الفلسيطينية، قام على الفور بتصوير العروسين ونشر القصة حتى تكون نافذة أمل للخروج من المحنة التي يعيشه أهل الغزة، ولإيصال رسالة أن غزة لا تعرف المستحيل، مؤكدًا أنه لم يشعر أنه داخل مدرسة للنازحين، فالكل هنا يعرف كيف يخلق لنفسه حالة من السعادة والرضا متجاهلين أصوات المدافع حولهم والقصف المتواصل الذي دمر كل شىء يمتلكونه.
