مرت 4 سنوات سريعا، وبعد أيام قليلة ستبدأ الانطلاقة الخامسة، قالوا عنا منذ التأسيس أقاويل عديدة، البعض قال «شوية عيال لاسعين»، والبعض قال جسد بدون رأس، والبعض قال دول هاياخدوا هوجة وهايناموا زى غيرهم، ولكن كيف بدأت حركة 6 إبريل؟ كنا مجموعة من النشطاء بدأنا فى العمل السياسى مع ظهور حركة كفاية فى نهايات 2004، والمطالبة بضرورة إسقاط نظام مبارك من أجل إصلاح مصر، وحدثت أحداث كثيرة حتى نهاية 2007، وتفرق النشطاء لأماكن عديدة، وأعلن عمال الغزل والنسيج بالمحلة عن نيتهم لتنظيم إضراب للمطالبة بحقوقهم البسيطة والمشروعة، وتناقش بعض الشباب على الإنترنت وكان السؤال الرئيسى هل نستطيع تحويله لإضراب عام فى كل مصر، وانتشرت الدعوة للإضراب العام فى مارس 2008 إلى أن تم إنشاء جروب الفيسبوك الشهير الداعى للإضراب الذى يعتبر المرة الأولى لاستخدام هذا الموقع الاجتماعى فى الحشد لحدث سياسى، وبعد مرور الإضراب وما تم من أحداث مفاجئة، خصوصا فى مدينة المحلة الباسلة وموجة الاعتقالات التى حدثت فى صفوف النشطاء، بدأ شباب 6 إبريل فى الخروج من جروب الفيسبوك إلى أرض الواقع، تجمع المئات من الشباب الذين لم يكن لهم سابق معرفة ببعضهم البعض وليس لهم أى سابق خبرة سياسية، شباب بدأ أول نشاط سياسى له فى الدعوة لإضراب 6 إبريل 2008، شباب تجمع على فكرة، وهى أن هذا البلد يستحق أن يحكمه من هو أفضل من هذا النظام الفاسد. منذ ظهور حركة 6 إبريل وهى تتعرض للضربات المتوالية وكثرة معاول الهدم، حاول الكثيرون تخريبها وتدميرها بوسائل عديدة ولم ينجحوا، بل إن الكثير من المحللين السياسيين يعتبرون أن يوم 6 إبريل 2008 هو النواة الأولى للثورة المصرية، فهو اليوم الذى تحرك فيه عدة آلاف من الشباب بدون سابق معرفة لهدف واحد فقط، هو الثورة على الفساد والاحتكار وغلاء الأسعار، ومطالبين بإصلاح الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. أتذكر أحد أصدقائى القدامى عندما حضر أول مؤتمر لشباب 6 إبريل، وقال لى أنت بتضيع وقتك، مفيش فايدة، كان ردى عليه بأن ينتظر فأنا واثق أن هؤلاء الشباب سيكونون فى يوم من الأيام أحد أسباب إشعال الثورة، إنها ليست مجرد حركة سياسية أو تنظيم سياسى، إنها حلم وفكرة، إنهم مجموعة من الشباب لا يسعون للسلطة، ولا يجمعهم إلا حب هذا الوطن، كل ما يريدونه أن تكون مصر دولة حرة متقدمة، وأن يكون فيها نظام سياسى يقوم على الحريات والمواطنة والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، ربما اعتقد الكثيرون أن دور هذه المجموعة انتهى بقيام الثورة، ولكن الثورة لم تنته بعد، ومصر تحتاج لمحاربى الفساد والاستبداد حتى يحدث الاستقرار الحقيقى عندما تنهزم قوى الماضى التى تحاول تخريب الثورة وإعادة إنتاج النظام القديم، وعند اقتراب هذه المناسبة العظيمة، علينا أن نشكر كل شاب آمن بهذا الحلم، وكل الأبطال الحقيقيين من عمال مصر.