تزايدت حدة التوترات بين كل من الهند وباكستان اليوم، الأربعاء، فى الوقت الذى تتزايد فيه احتمالات وقوع حرب بين البلدين. وقرر رئيس الوزراء الباكستانى يوسف رضا جيلانى إقالة مستشار الأمن القومى محمود على دورانى بشكل مفاجئ دون إبداء أسباب، لكن مراقبين أكدوا أن القرار مرتبط باحتمالات وقوع حرب مع الهند. ورغم قرار جيلانى، غير المبرر، إلا أن رئيس المخابرات الباكستانية الفريق أحمد شجاع باشا، أكد أنه "لا حرباً مع الهند" بسبب الهجوم الذى شنه متشددون على مومباى فى نوفمبر الماضى، ونسب فيه الاتهام لباكستان. وقال شجاع إن الإرهاب وليس الهند هو عدو باكستان وأنه يتلقى أوامره من رئيس مدنى. وأوضح أن بلاده كانت تتصور أن الهند ستبادر إلى عمل عسكرى، نظرا لحالة الغضب الشديد التى كانت عليها نيودلهى، غير أنه وصف الهنود بأنهم أذكياء أيضا. مضيفا أن باكستان تعلم جيدا أن عدوها هو الإرهاب وليس الهند. من ناحية أخرى أعرب يوسف رضا جيلانى رئيس الوزراء الباكستانى عن أسفه إزاء الاتهامات التى أطلقها نظيره الهندى مانموهان سينج ضد باكستان، ووصفها بأنها مخيبة للآمال ولا تخدم الجهود المبذولة لتخفيف التوتر فى المنطقة. من جهته، هدد وزير الدفاع الهندى إيه كيه أنتونى، باكستان بأن جميع الخيارات مازالت مفتوحة إذا لم تتخذ إسلام آباد موقفا صارما على ضوء استلامها رسميا الأدلة الدامغة على تورط عناصر من داخل أراضيها فى هجمات مومباى الأخيرة، وذلك فى تصعيد جديد للتوتر بين البلدين. وطالب أنتونى باكستان بتفكيك معسكرات الإرهاب المقامة على أراضيها لتنفيذ هجمات إرهابية ضد أهداف ومصالح داخل الأراضى الهندية وخارجها، مشيرا إلى أن إسلام آباد لم تقم حتى الآن بأى خطوة جادة نحو القضاء على الإرهاب. وردا على سؤال حول كيفية الرد الذى ستتخذه نيودلهى فى حال عدم استجابة إسلام آباد لمطالبها.. قال وزير الدفاع الهندى "لا تتوقعوا منى أن أتحدث الآن عن ماهية الخيارات المتاحة ضد باكستان"، معربا عن قلقه بشأن استمرار تسلل الإرهابيين عبر الحدود من باكستان إلى داخل الأراضى الهندية وتزايدها خلال فصل الشتاء.
