سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"مراد وهبة": لا يجوز أن أكون ليبرالياً وأطالب بتثبيت المادة الثانية من الدستور.. يجب تأسيس تيار مضاد للأصولية التى تحجب التطور الحضارى.. التياران العلمانى والأصولى سيقصى أحدهما الآخر فى ندوة العلمانية والأصولية الصدام القادم...
قال الدكتور مراد وهبة رئيس منتدى ابن رشد، رغم كوننا فى الندوة السابعة للعلمانية اليوم إلا أنى أعتبرها الندوة الأولى للمنتدى فى مساره مع شباب الثورة، فنحن الآن أمام مشهد تيار أصولى يتحكم فى البرلمان بغرفتيه الشعب والشورى مع وجود إرهاصات يقال عنها ليبرالية أو ديمقراطية لكن لا يقال عنها أنها علمانية. وأشار وهبة خلال الندوة السابعة لمؤتمر تأسيس العلمانية فى مصر تحت عنوان "العلمانية والأصولية الصدام القادم" فى حزب التجمع أننا فى حاجة إلى مزيد من الوعى لكى نفهم الوضع الآن، قائلا "معنى أن يحكم البرلمان تيار أصولى يتخذ من ابن تيمية فى القرن ال13 وهو الذى كفر ابن رشد ورفض الإبداع باعتباره بدعة وألغى استعمال العقل، هذا التيار الذى أحدث انزعاجا شديدا وسط الفنانين بإشاراته لنسف كل أسس الإبداع". وشدد وهبة على تأسيس تيار مضاد للأصولية خاصة أن الشائع الآن وجود ديمقراطية بمرجعية إسلامية فى حين يجب فصل الدين عن الدولة، خاصة أن الدين له أكثر من معنى، فمعناه الأول هو الإيمان، والثانى إعمال العقل فى الإيمان وهو ما يعطى مؤشر لتحديد بنود هذا الإيمان ليصبح الدين معتقدا مطلقا فى حال تم تحديد هذه البنود، والثالثة تصل إلى فرض هذا المعتقد على الواقع الاجتماعى. وأشار وهبة إلى أن الواقع الاجتماعى متطور وغير ثابت، بينما الدين ثابت وعندما يتم التطبيق يحدث الصدام، وهذا الواقع المتطور يوجد به السمة العلمانية لينشأ الصراع بين العلمانية والأصولية وهو حتما صدام قادم يجب فيه على الشباب أن يعى الثورة الإلكترونية التى استخدموها لعمل ثورة اجتماعية ماتت فيها مشكلة المسافة الكونية والزمنية، وهو ما يعنى عدم وجود الفواصل التى تخلق الأزمات بين الدول، قائلا "القول إننا نشجب ولن نركع العالم الغربى متنفعش لأنه يجب أن ندخل فى حوار مع كافة الدول والشعوب، وهو ما يعد أساسا للكوكبية والعلمانية التى تعد أساسا للحياة الحضارية". وقال وهبة ما نشهده الآن فى مجلس الشعب مهاترات نتيجة سيطرة تيار أصولى داخل فى أزمة مع الحضارة الغربية التى اتخذت بالتنوير والعلمانية موقعا كبيرا فى الحضارة الجغرافية، وردا على سؤال أحد الحضور حول بعض الليبراليين ممن يقولون إنهم مع بقاء المادة الثانية من الدستور، قال وهبة "ما ينفعش تكون ليبرالى وعايز المادة الثانية من الدستور زى ما هى، فهل المادة الثانية من الدستور فيها سحر للعلمانين، إذا فليقل أنا مع المادة الثانية من الدستور لأنى أصولى، أو أنا ضد المادة الثانية من الدستور لأنى علمانى وليس كافرا". وأشار وهبة إلى وجود تناقض فى الانتقال إلى الليبرالية دون المرور بالعلمانية خشية من المصطلح، لأن الليبرالية تعنى أن تكون ملكية الفرد هى الأقوى، ويجب على التيارات الليبرالية ألا تدخل فى صراع ومناوشات خارجية لأنها فى صراع قائم مع التيار الأصولى الذى يجب عليها ألا تمكنه من حرمان البلاد من أمل وجود أى تطور حضارى. وأكد وهبة أنه يحسب للمنتدى أن استطاع أن يصمد من 2001 حتى الآن ليلتقى بالشباب الثورى، مشيرا إلى أن فكر الشباب فى حاجة لمزيد من البلورة لمسار الثورة التى اشتعلت بفضلهم وسرقت على الرغم منهم ولا تزال مسروقة. وأوضح وهبة أن مسالة القيام بثورة تستلزم أن تكون على وعى بأزمة الوضع القائم الذى يجب أن تخرج منه برؤية جديدة تساعد على إحلال وضع غير قائم، ونحن لا نزال حتى الآن فى إطار أزمة الوضع القائم وما يحدث باستمرار أننا منشغلون ليس بتأسيس رؤية مستقبلية ولكن ما زلنا منهمكين فى نفس الوضع القائم فى حالة الأزمة التى عجزنا عن الخروج منها. وأضاف وهبة أن ما يحدث الآن هو أسلمة العلم كما كان يحدث نصرة للعلم فى الماضى فى أوروبا، وهناك أسلوب من التفكير يعترف بالوسطية وهو ما يسمى تناقض صورى وما زلت مصرا على عدم إمكانية تعايش العلمانية مع الأصولية، حيث سيعمل تيار منهم على إقصاء الآخر. وقالت الدكتور منى أبو سنة أمين عام المنتدى إن العلمانية منتشرة لكن الشباب لديهم مشكلة فى التواصل معها، وإن هناك أعدادا لا حصر لها من العلمانين على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، مشيرة إلى أن الإصلاح الدينى فى مصر لا يتأتى إلا بتأسيس مدرسة ابن رشدية مصرية واستبدال ابن تيمية بابن رشد، مطالبة النائب محمد أبو حامد بالانضمام إليهم لتأسيس هذه المدرسة.